كٌتّاب «سم.. طال عمرك»!

آراء

نحن فعلاً نكتب في زمن مختلف ولقارئ مختلف!
انكسر الحاجز بين الكاتب والقارئ، بين الفنان ومعجبيه، بين المعروف وغير المعروف. هكذا أسهمت قنوات التواصل الاجتماعي في هدم جدران برلين بين الناس داخل المجتمع الواحد.
إلى قريب، كان الكاتب ينثر أفكاره من علو، كأنه سيد قومه، يأمر فيطاع، يقول فتهتز الرؤوس أمامه معبرة عن استجابتها وتأييدها أو كأنها تقول: “سم .. طال عمرك”! ذلك زمن قد ولى.
انتفت تلك “الفوقية” التي استمتع بها المثقف طويلاً. اليوم لم يعد بإمكانك أن تكتب من برج عاجي وتعتقد أن الناس تقرؤك ولا تناقشك، تستقبل ولا ترسل! إنهم معك، حولك، يقرؤونك ويعلقون عليك في ذات اللحظة ويختلفون صراحة معك بل ويُسفهون برأيك إن لم يرق لهم.
لم يعد بوسعك أن تعزل نفسك عن الناس في مجتمعك وتكتب كما لو كنت –طال عمرك– تعطي توجيهاتك أو تصدر أوامرك!
وهكذا لكي تصل اليوم للناس لابد أن تخاطبها عبر منابرها الجديدة، تلك التي تتيح التفاعل المباشر معك والاختلاف الصريح معك. تلك حقيقة. وليس لك بد من الاعتراف بها وبالتالي التعاطي معها.
لعلك لم تكن –في الأيام الخوالي– معتاداً على قراءة الرأي الذي يختلف معك، وكنت تظن في نفسك ظن المعلم الذي يعطي طلابه دروساً لا تناقش أو تساءل. لكنك اليوم تخاطب جيلاً يستطيع سريعاً أن يرد عليك ويختلف معك. ولهذا أنصحك أن تدرب نفسك على التعامل مع مرحلة مختلفة وجيل مختلف لديه الجرأة والأدوات التي تمكنه من أن يقول رأيه فيك، ويختلف معك من دون حواجز وبلا مجاملات!
أهلاً بك في الزمن الجديد!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٤٢) صفحة (١٧) بتاريخ (١٥-٠١-٢٠١٢)