هدى ابراهيم الخميس
هدى ابراهيم الخميس
مؤسّس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون

«لا تشلّون هم» بارقة أمل ومحبة بلا حدود

آراء

بدأت أزمة فيروس كورونا من الصين في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي، في ظرفٍ مشابه لانتشار فيروسات الإنفلونزا الموسمية التي سبقته، ولكن بضراوة أكبر ووتيرة انتشار أسرع، مجبرةً الدول والحكومات على التعامل مع طارئ صحي عالمي، مجيرةً كل إمكاناتها المادية والبشرية في سبيل الحد من انتقاله، ومحاولة مكافحته لحين إيجاد اللقاح المناسب له.

واتخذت السلطات الإماراتية المختصة الإجراءات الفورية المناسبة في سبيل الحد من خطورة الوباء وعزل المصابين به فور اكتشاف إصابتهم بالمرض، وكان لقيادتنا سبق الاستشراف لطبيعة هذا الوباء ومخاطره، وكيفية الوقاية منه والاستعداد له بكل تعاطف وحس إنساني مع ضحاياه، حيث عملت الإمارات، بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأوامر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على إجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من بؤرة تفشي الوباء، ونقلهم إلى المدينة الإنسانية في أبوظبي التي بنتها وجهزتها في سرعة استجابة قياسية شهد لها وأشاد بها العالم بأسره، وذلك في إطار النهج الذي تنتهجه الإمارات في تقديم الغوث الإنساني ومد يد العون والمساعدة للإنسان في الظروف الصعبة التي تلمُّ به، بغض النظر عن جنسيته والدولة التي ينتمي إليها، ولم تكتف الدولة بأن نقلت هؤلاء الرعايا، بل تعهدت رعايتهم الصحية الشاملة، والاهتمام بمتطلباتهم خلال فترة الحجر الصحي لحين التأكد من سلامتهم قبل عودتهم إلى بلدانهم.

وقد صاحَبَ انتشار الوباء إجراءات احترازية وقائية عمت العالم بأسره، قبيل الانتشار المخيف له عابراً الحدود والقارات، ومصيباً العديد بالخوف والشعور بعدم الأمان، وهنا كانت الإطلالة المطمئنة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، معلناً استعداد الإمارات، انطلاقاً من الإيمان الراسخ بوحدة المصير الإنساني، لتوفير الغذاء والدواء لكل مواطن ومقيم، «إلى ما لا نهاية».

وكانت عبارة سموه «لا تشلّون هم» بارقة أمل في قتامة المشهد الدولي الحافل بتعداد الإصابات والوفيات نتيجة الفيروس المستجد، قالها بيقينٍ وإيمانٍ بالله ورحمته العظيمة، بعزيمةٍ لا تُهزم، وإحسانٍ لا ينضب، وحكمةٍ أوتيت الخير الكثير، قالها فكان لها وَقْعُ السكينة في نفوسنا المتعبة، خوفاً على الإنسانية وإحساساً بشراكة المصير.

«لا تشلون هم»، عبارةٌ بعثت فينا الأمل بأن الغد أفضل، والله خير حافظ. بتخطيط شامل وتحفيز اقتصادي وتكافل اجتماعي، وخطط أمان وطني وصحي وتنموي، برؤية ثاقبة، وجهود استراتيجية حثيثة تبذل بوحدةٍ وانسجام وتكامل قلّ نظيره.

مثّل اهتمام وحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على التضامن العالمي، موقفاً ريادياً مبادراً، بل وخلق من التحديات التي فرضها هذا الوباء على البشر جميعاً، فرصاً لهزيمته وقهره، وهو القائل: «أدعوكم إلى التحلي بالإيجابية وروح التفاؤل التي تعلمناها من والدنا زايد في مواجهة التحديات كافة، وأن نخلق من التحديات فرص نجاح..آباؤنا وأجدادنا مروا بأزمات عديدة واجهوها بالصبر والأمل والتفاؤل».

بقيادتك أبا خالد، نتحلى بإيجابية المطمئنين، مستمدين من عزمك القوة والصبر، فبك بعد الله نلوذ في الشدائد، وبهامتك نتعالى على الآني الصعب، وبإرادتك ننظر إلى الآتي الأجمل بإذن الله.

المصدر: الاتحاد