صالح الشيحي
صالح الشيحي
كاتب سعودي

لا نحب العقوبات لكن

آراء

لماذا أصبحنا نفرح عند قراءة خبر تطبيق عقوبة على مؤسسة حكومية أو خاصة؟!
هذه الأخبار مزعجة، أو هكذا يفترض، نحن شعب متسامح طيب، لا يحب إيقاع الأذى على الآخرين.. لا يحقد على أحد.. لا يضمر في نفسه الكراهية لأحد.. ولا يضايق أحدا في مسائل الرزق بالذات.. شعب يحمل المحبة للجميع.. يبادر للخير ويبحث عن أبوابه.
إذن، ما لنا وللعقوبات، نبحث عن أخبارها، ونفرح لها.. ونطرب لمفرداتها؟ سأقول لكم.
نحن ندرك أن لدى كل وزير في الحكومة دفتر عقوبات وأنظمة ربما تكون غير موجودة لدى نظرائه في القارة الأوروبية، ولو استعرضها لوجد صلاحيات تغطي جميع المساحات التي تتحرك فيها وزارته!
لذلك حين نرى الخلل في كل الزوايا، ولا نجد ردة فعل، لا نُلام حينما نفرح بقراءة عقوبات الإغلاق والحسم والإنذار والفصل والإلغاء!
الصحيفة التي أمامي تقول إن “الهيئة العامة للسياحة في منطقة عسير أصدرت، عدة قرارات، تقضي بالإغلاق الموقت لـ15 منشأة إيواء مخالفة، إضافة إلى 109 عقوبات تنص على فرض غرامات مالية”. أنا سعيد بهذا الخبر.. ومسرور لهذه العقوبة.. ويقول خبر سار في صحيفة أخرى: “إغلاق صيدلية في جدة لأن الصيدلي يبيع أدوية دون وصفة”!
نكرر دوما أن مفردة “ممنوع” لا تأتي وحدها. يفترض أن تتبعها لائحة تحدد العقوبات التي سيتم تطبيقها في حالة تم تجاهلها، أما أن تقول للناس هذا الشيء ممنوع دون أن يكون هناك عقاب حقيقي وفعلي للمتجاوز فهذه نكتة مضحكة!
أمر غير مفهوم أن ننجح في إصدار القوانين والتعليمات ونعجز عن تطبيقها.. المفترض أن يحدث العكس، بمعنى: “نعجز عن استصدار القوانين”، لا أن نعجز عن تطبيقها!

المصدر: صحيفة الوطن السعودية