لا نهاية لإمكانات البشر

آراء

يبدو أن أسلافنا تمتعوا بقدرات غير عادية قد تعتبر قدرات خارقة بمقاييسنا هذه الأيام، عبر الأزمنة المختلفة طوّر الإنسان قدراته وإمكاناته، بحيث كان لديه القدرة على الاستبصار عن بُعد، أو ما يُعرف بالاستجلاء البصري.

وفي العصر الحديث أجرت الولايات المتحدة تجارب في إطار مشروع المستبصرين عن البُعد أو Remote Viewers وبخلاف الروايات عن قدرات الإنسان قديماً، فالعلم يخبرنا بأن لدى العقل البشري إمكانات هائلة لإنجاز أشياء كبيرة وعظيمة، غالباً لايدرك الإنسان وربما لا يتصور أن بإمكانه تحقيق تلك الإنجازات.

في عام 1960 تشكّلت حركة باسم حركة الإمكانات البشرية أو Human Potential Movement استقت تلك الحركة مبادئها من علم النفس الإنساني لإبراهام ماسلو.

اهتم القائمون على تلك الحركة من أمثال «وليام جيمس» و«كارل روجرز» و«جين هيوستن» بتعزيز فكرة حق الفرد في تحقيق الذات، واعتبرت الحركة بمثابة منهجية للعلاج النفسي، واستكشاف المشاعر والعلاقات، وتم تطوير هذه التقنات بشكل أكبر من خلال مراكز التدريب والكتب، حيث أسهم النشر في التعريف بالحركة، خصوصاً كتب مثل «كن هنا الآن» من تأليف رام داس، و«أنا بخير» لتوماس هاريس.

وقد ساعدت مثل تلك الأعمال في نشر أساليب وكتب المساعدة الذاتية الأكثر مبيعاً. لاقت الحركة اهتماماً متزايداً في أوروبا بفضل الدورات التدريبية التي استهدفت المديرين وطلاب الدراسات العليا والعاطلين عن العمل، بتمويل من الاتحاد الأوروبي في الثمانينات والتسعينات.

في هذه الدورات، ضُمّنت وحدات مثل مهارات الاتصال والتسويق والقيادة وغيرها، تهدف هذه البرامج التدريبية التي تدوم بين 900 و1200 ساعة إلى تعزيز الإبداع والابتكار، بما في ذلك ريادة الأعمال، وكان كتاب فيليب كوتلر «إدارة التسويق» مؤثراً بشكل خاص في الثمانينات في نشر العديد من مفاهيم حركة الإمكانات البشرية التي كانت «متضمَّنة» في الكتاب، ودخلت في مجتمع العمل والإدارة.

وفي مجال التربية كانت أعمال ماريا مونتيسوري، متوائمة مع تلك المفاهيم متمثلة في نموذجها عن التعلّم الذاتي والاستكشاف الحسي وتدريب الأطفال على الأنشطة البدنية، وتمكين حواسهم وأفكارهم من خلال التعرض للمشاهد والروائح والخبرات عن طريق اللمس، وفي وقت لاحق، حل المشكلات.

تم انتقاد الحركة بأن ممارسيها يركزون ويروّجون لحب الذات، علاوة على ذلك، فإن تطوير الذات هو استجابة للعجز، حيث لا يمكن للفرد تغيير العالم، لذلك كل ما عليه هو التركيز على ذاته.

بالطبع لا توجد نظرية مثالية أو خالية من النقد، ولكن بالفعل يظل لدى الإنسان إمكانات كبيرة لم يتوصل لاستغلالها بعد، وقد يتوصل العلم لطرق وممارسات تساعدنا في سبر أغوار النفس البشرية والاستفادة بقدرات ربما تكون خارقة.

في الوقت الحاضر، توسعت الحركة في العديد من الاتجاهات وتم تبنيها في الجمعيات المهنية، مثل جمعية علم النفس الإنساني (AHP)، ومئات من مراكز التطوير الذاتي ومنظمات التدريب في جميع أنحاء العالم. وهناك أكثر من 400 دورة وبرنامج. ويركز تدريب الموظفين والإدارة، وتدريب المعلمين بشكل متزايد على المجال العاطفي، باستخدام أطر مثل تحليل المعاملات، ولعب الأدوار.

• لا توجد نظرية مثالية أو خالية من النقد، ولكن بالفعل يظل لدى الإنسان إمكانات كبيرة لم يتوصل لاستغلالها بعد.

المصدر: الامارات اليوم