لماذا العربية؟

آراء

نظرة عميقة للمستقبل، تعكسها توجيهات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لجميع المؤسسات التعليمية بالدولة، بما فيها الحكومية والخاصة، وفي المراحل كافة، بتكثيف الجهود لتعزيز الهوية الوطنية واللغة العربية لدى أبنائنا الطلبة.

تنطلق هذه النظرة العميقة من إيمان إماراتي راسخ بأن المستقبل يبدأ من المدرسة، بينما «العربية» أداة لتعزيز هويتنا الوطنية لدى الأجيال، لكونها لغة حياة وعلم وقيم، وهمزة وصل بين تراثنا وحاضرنا، ورافعة لحضارتنا وثقافتنا وآدابنا وفنوننا.

كما لا يخفى على أحد أن الإحاطة بأسرار اللغة العربية تعني ببساطة شديدة المعرفة الصحيحة بديننا وتعاليمه ومبادئه التي تحمل للعالم بأسره رسائل سلام وأمان، الأمر الذي يمثل جوهر رؤية الإمارات للمنطقة والعالم.

قد يقول قائل: ومتى غابت اللغة العربية عن مدارسنا؟، وله نقول: بالطبع لم تغب.. لكننا مطالبون بتعزيز تطوير أساليب تدريسها، ومحاولة تغيير الصورة النمطية عنها، وترسيخ حبّها في نفوس أبنائنا كقيمة أصيلة، وإثبات أنها عالمية وحيوية.

مطالبون بصياغة مسارات نوعية لتعزيز مكانتها في المدارس، وتمكين الطلبة من مهاراتها، وغرس قيمها وما تمتاز به من بلاغة وفنون أدبية راقية في نفوسهم، ذلك لأن التحدي الأكبر لأيّ لغة يتمثل في تبنّي الأجيال القادمة لها، وإجادة استخدامها والتمكّن منها.

فخورون بأن قيادتنا الرشيدة تعمل لحفظ العنصر الأبلغ في ضميرنا الجمعي، والذي تمثله اللغة، التي بمعاني قوافيها طرّزنا أحلامنا، وبحروفها ومعانيها عرفنا معاني الوحدة، والحق، والتضامن، والأخوة، والعدل، والتسامح.

وكل الامتنان لوزارتي الثقافة والشباب والتربية، ومركز أبوظبي للغة العربية، وجميع المؤسسات التي تقود مجمل السياسات الساعية إلى إثراء لغتنا، وتتبنى ببراعة وإصرار رؤى طموحة لتمكينها، دراسةً وبحثاً، عبر سياسات متجددة، من شأنها إعادة الاعتبار لـ«العربية»، وترسيخ حضورها لغةً للعلم والمعرفة والتواصل الحضاري.

المصدر: الاتحاد