مبادرة الملك سلمان.. ضد ثالوث الشر

آراء

خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، رعاه الله، صاحب المبادرات الإنسانية العالمية. والإنجازات المشرفة للمسلمين جميعاً والذي كان ليس مستغرباً؛ عندما اختاره أكثر من مليوني شخص، من بين ستة ملايين شاركوا في التصويت عبر موقع شبكة روسيا اليوم الإخبارية، أبرز شخصية عربية لعام 2016، وهو الذي صنفته مجلة، فوربس الأمريكية، أكثر الشخصيات تأثيراً ونفوذاً عام 2016، عندما حل في المرتبة الأولى عربياً، والمرتبة 16 عالمياً.

استطاع جلالته أن يجمع قادة 50 دولة إسلامية، خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية، في تجمع لم يسبق له مثيل في القمة العربية الإسلامية الأميركية، من أجل القضاء على الإرهاب والفكر المتطرف ومكافحة طرق تمويله، والذي يعبث بأمن واستقرار المنطقة العربية والعالم أجمع.

ووجه جلالته بالبدء بتأسيس: «أكبر مركز عالمي لمحاربة الفكر المتطرف» (اعتدال) بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقادة الدول العربية المشاركين بالقمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض. ومنذ أسابع قليلة مضت، ومن منطلق حرص المملكة بقيادة «ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين صاحب فكرة المبادرة» ولتحقيق المصلحة الأمنية والسياسية والاستثمارية، وتأمين حركة الملاحة البحرية العالمية مما يهددها من مخاطر أمنية كالقرصنة والتهريب والإتجار بالبشر، واتصالاً بالاجتماع الذي انعقد بالقاهرة في 11 و12 من ديسمبر العام الماضي؛ تعبيراً عن الرغبة لتحقيق المصالح المشتركة، في حوض البحر الأحمر الذي يعد جسراً للتواصل بين الحضارات والثقافات، أعلنت السعودية إنشاء كيان جامع للدول المطلة على حوض البحر الأحمر؛ لتحقيق المصلحة الأمنية والسياسية والاستثمارية وتأمين حركة الملاحة البحرية العالمية، يضم: السعودية، ومصر، واليمن، والأردن، والسودان، وجيبوتي، والصومال.

وكما هو معلوم فإن البحر الأحمر وخليج عدن يعدان: «من أهم الممرات المائية في العالم؛ وباعتبار أن فكرة الكيان المشترك للدول السبع مما لا شك فيه: تتيح لدول الكيان القدرة على التعامل مع الجوانب الأمنية، في ما يتعلق بالبحر الأحمر وما يواجه من تحديات ومخاطر عدة وخاصة التهديدات الإيرانية وأحلامها التوسعية المعلنة لمسامع الملأ؛ وهو الشيء الذي أكده الأمين العام لحزب الشيطان، حسن نصر الله، في خطبه مراراً وتكراراً، والتصريحات المتكررة التي يطلقها الإيرانيون بعبارات عدائية استباحية شديدة اللهجة وبوتيرة متكررة أيضاً، والتي يطلقها مراراً وتكراراً المتحدث باسم النظام الإيراني، محمد صادق الحسيني، في تصريحاته على «قناة الميادين» التابعة للنظام الإيراني، زاعماً أن باب المندب ومضيق هرمز سيخنقان «البحر الأحمر»، وفي حالة حدوث حرب عالمية سنتحول لسلاطين البحر الأحمر والمتوسط «الجدد»! وسلاطين الخليج ويقصد بذلك: ستكون لإيران الزعامة بدل مصر والسعودية كونهما أكبر دول عربية مطلة على البحر الأحمر والمتوسط.

وفي الشأن ذاته يتفق ساسة ومحللون عسكريون وإعلاميون وكتاب عرب وغيرهم؛ على أن التوجه السعودي المصري، بإنشاء كيان جديد يضم الدول المطلة على البحر الأحمر، يعد مواجهة فاعلة لثالوث الشر «إيران وتركيا وقطر»، التي جمعتهم علاقات مشبوهة، وجمعتهم مصالح الخراب والدمار ومحاولة إسقاط الدول العربية كالاتفاقية العسكرية السرية، التي بموجبها تنتشر قوات من الجيش التركي على الأراضي القطرية منذ منتصف العام 2017 وأن عناصر هذه القوات وأبناءهم وعائلاتهم يتمتعون بوضع استثنائي في مجال الإقامة والدخول والخروج من وإلى البلاد، بما يجعلهم أشبه بالمواطنين وليس المقيمين الأجانب! وأيضاً العلاقة القطرية الإيرانية المشبوهة، والتي بلغت ذروتها في عام 2015 عبرتوقيع اتفاقية أمنية وعسكرية كانت أحد بنودها السرية «منح حق تدريب قوات قطر البحرية للقوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في المنطقة الحرة بجزيرة قشم جنوب إيران».

مما لا شك فيه أن الكيان الجديد لدول البحر الأحمر من شأنه تعزيز التعاون بين دوله في مختلف المجالات «السياسية-والاقتصادية-والثقافية-والبيئية-والأمنية»، والسعي لتعزيز الاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، فضلاً عن توفير الأمن والأمان لممر باب المندب، وهو من المؤكد يأتي تعبيراً عن الرغبة المشتركة لتعزيز سبل التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية للبحر الأحمر وخليج عدن والسعي لتحقيق مصالحها المشتركة وتعزيز الأمن والاستقرار للدول العربية والأفريقية المشاطئة لهذه المنطقة الحساسة من العالم.

وأيضاً للأهمية التي يمثلها هذا الممر المائي الهام للدول العربية والأفريقية المشاطئة وللملاحة والتجارة الدولية وفي إطار المسؤولية التي تقع على عاتق هذه الدول لتوفير الأمن والأمان لهذا الممر، الذي كان ولا يزال جسراً للتواصل بين الحضارات.

إن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز صاحب المبادرات الإنسانية العالمية، والإنجازات المشرفة له من الخدمات الجليلة في كل المجالات، ومن السجايا الكريمة والمواقف النبيلة، ما جعله في صدارة القادة والرواد التاريخيين الذين تعتز الأمة العربية والإسلامية بخدماتهم ومواقفهم وجميل مكارمهم وعظيم خصالهم، حفظه المولى ورعاه، ولمبادرات الخير دوماً سدد خطاه.

المصدر: البيان