زاهي حواس
زاهي حواس
وزير الدولة لشئون الاثار المصرية السابق

متحف القهوة

آراء

للمتاحف النوعية مكان خاص بسوق عكاظ، وهناك أحد عشر متحفاً خاصاً جاء من جميع أنحاء المملكة، وهذه المتاحف تتم العناية بها بشكل خاص، من خلال إشراف الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والذي يقوم بتشجيع هذه النوعية من المتاحف، سواء تشجيع مادي أو فني، وهناك نحو 195 متحفاً خاصاً داخل المملكة، وهناك متحف حائل وهو عبارة عن متحف متكامل للفنان خالد المطرود. وحائل مشهورة بالكرم، ولذلك فإن المتحف يمثل الضيافة وكرم حاتم الطائي، وهناك البخور ومكان استقبال الضيوف، وأوانٍ من النحاس وطاحونة. وكذلك متحف التعليم وهو أول متحف مرخص يقيمه مواطن، وهناك كتب قديمة وألواح خشبية للكتابة ونظام الرحلات المدرسية قديماً، وبيان لأنشطة الطلاب والمناهج القديمة وأخبار صحافية عن المدارس ولوحات تظهر أسباب الغياب عندما يتقدم الطالب بطلب يوضح فيه سبب غيابه عن المدرسة، ولذلك سوف نقرأ حاجات لطيفة جداً مسجلة منذ أكثر من خمسين عاماً، وكذلك الأزياء التي كانت مستعملة منذ عصر الملك عبد العزيز. أما المتحف الذي أبهرني هو متحف القهوة، وهو أول متحف نوعي أراه في أي مكان في العالم، وهذا المتحف يظهر حب العرب عامة لشرب القهوة، ولذلك فإن هذا المشروب له تاريخ شيق في ذاكرة الشعوب، ويعتبر من أهم المشروبات المنتشرة في الثقافات المختلفة لا سيما العربية منذ فجر التاريخ حتى الآن.

وقد أقام هذا المتحف عبد الله الهجرس وهو يظهر استعمال القهوة منذ القرن الخامس حتى القرن 21. وتشير قصة شرب القهوة إلى أن راعي غنم قد أعطى بذر القهوة للماعز وبعد ذلك لاحظ أن لها نشاطاً غريباً، وأن نشاطها أصبح يزيد، لذلك بدأ يستعمله الإنسان، وقد بدأ ذلك في القرن الخامس عن طريق المضغ، وبعد ذلك استعمل كمشروب في القرن السابع، وظل هذا المشروب 200 سنة من دون اسم، وبعد ذلك سميت بالقهوة، أي المُعدة.

وهناك متحف أصالة الماضي لصاحبه سالم القحطاني ويوجد بالطائف، وهو عبارة عن معروضات نحاسية وإبريق، بالإضافة إلى مذياع عمره 80 عاماً، ويظهر هذا المتحف معروضات كثيرة تشيد بتاريخ وعظمة الماضي.

ومتحف آخر يعرف باسم متحف ابن صوفان وصاحبه عبد الله بن محمد بن صوفان العمري، وهو عن شهداء الوطن الذين ضحوا بحياتهم من أجل المملكة على مر العصور، وقام بتجميع موضوعات عن حياة كل مواطن، بالإضافة إلى الصحف التي تحدثت عن بطولاتهم، وصحف أخرى قام بتجميعها صاحب المتحف عما كتب عندما رحل الملك عبد الله، وكذلك الصحف التي كتبت عن رحلة علاجه، وعندما سألته عن سبب تجميعه لكل هذه الصحف؟ فقال إن ذلك تم لحبه للوطن وحبه للملوك الذين حكموا المملكة، فهم داخل قلبه، لذلك فقد كان يجمع كل ما كتب عنهم. وهناك متحف آل سلمة وصاحبه مهدي بن سبعاني القرني، ويضم الأسلحة منذ نشأتها منذ 200 عام، وأدوات الرصاص والخناجر والسكاكين. وهناك أيضاً متحف الكائنات البحرية، ويظهر المتحف مقتنيات بحرية من أصداف وقواقع وأسماك محنطة وأسماك قرش محنطة وسلحفاة عمرها 300 سنة. وأخيراً متحف الزينة وحلي المرأة لصاحبته مهدة بنت عبد الله، ويضم الأزياء والحلي القديمة.

هذه المتاحف تحكي قصة وتاريخ السعودية.

المصدر: الشرق الأوسط