محمد بن سلمان: قيمة «أرامكو» أكثر من تريليوني دولار.. و«نيوم» للاكتتاب

أخبار

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن المدينة العملاقة البالغة قيمتها 500 مليار دولار والتي تخطط المملكة لإنشائها سوف تطرح في الأسواق المالية بجانب شركة «أرامكو» في إطار مساعي المملكة لتنويع اقتصادها وتقليص اعتماده على النفط. وتقام المنطقة التجارية والصناعية التي تعرف باسم «نيوم» على مساحة 26 ألفاً و500 كم مربع، وستمتد إلى الأردن ومصر. ويمثل هذا الإعلان المفاجئ، الحلقة الأحدث والأكثر استثنائية في سلسلة من برامج الخصخصة بقيادة الطرح الأوّلي لشركة أرامكو النفطية العملاقة. وتهدف عمليات البيع إلى تعزيز الاقتصاد السعودي وخلق وظائف لملايين الشبان.

قال الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع «رويترز» إن «نيوم» تعتبر أول مدينة رأسمالية في العالم وهذا هو الشيء الفريد الذي سيحدث ثورة. وأضاف: «بلا شك سيتم طرح نيوم في الأسواق في نهاية المطاف. أول منطقة تطرح في الأسواق العامة. يبدو الأمر كما لو أنك تطرح مدينة نيويورك في الأسواق». وذكر ولي العهد أن الطرح العام الأوّلي ل«أرامكو» يمضي قدماً صوب التنفيذ العام القادم، نافياً تقارير عن تأجيله، ومضيفاً أنه قد يتم تقييم الشركة بأكثر من تريليوني دولار.

موعد الإدراج

وأكد الأمير محمد بن سلمان أنه «لن تدرج في الأسواق حتى تختمر الفكرة بشكل كافٍ. قد يكون الإدراج بعد 2030، وقد يكون قبل ذلك، لكن الفكرة والاستراتيجية أن يتم طرح نيوم في نهاية المطاف». وذكر ولي العهد أن اسم المدينة نيوم «Neom» مشتق من كلمة «Neo» التي تعني «جديد» وحرف الميم أول حرف من كلمة «مستقبل». والمدينة الجديدة جزء من خطة ولي العهد الطموحة التي تعرف باسم رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى إصلاح اقتصاد السعودية أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، وتوفير فرص عمل للسكان الذي يمثل الشبان نسبة كبيرة منهم في ظل انخفاض أسعار النفط العالمية منذ 2014.

طاقة كبيرة

وقال الأمير محمد بن سلمان: «الفكرة ليست إعادة هيكلة الاقتصاد بقدر ما هي انتهاز للفرص المتاحة التي لم نستغلها من قبل. لدينا طاقة كبيرة ولا نستخدم سوى قليل منها». وأضاف: «رؤية 2030 تخص الكثير من الفرص الكبيرة، ومن ثم أرامكو واحدة منها، ونيوم فرصة أخرى.. لدينا الكثير من المشروعات العملاقة التي سنعلن عنها في السنوات القليلة المقبلة». وأشار إلى أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي سيدر عوائد أعلى من صناديق الاستثمار الكبيرة الأخرى.

جذب استثمارات

جاءت تصريحات الأمير محمد بن سلمان على هامش مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي جذب نحو أربعة آلاف مندوب من أنحاء العالم إلى الرياض هذا الأسبوع. وبدا الأمير في قمة تحمسه وهو يتحدث عن خططه للمدينة الجديدة، متنقلاً بين اللغتين العربية والانجليزية، وأحياناً باللغتين في الجملة نفسها. وتقع المنطقة بجوار البحر الأحمر وخليج العقبة وبالقرب من ممرات بحرية تجارية تستخدم قناة السويس، وستكون بوابة لجسر الملك سلمان المقترح الذي سيربط بين مصر والسعودية. وقال صندوق الاستثمارات العامة السعودي إن مدينة «نيوم» ستكون مملوكة للصندوق بالكامل لحين إدراجها، وستجذب استثمارات من شركات في قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية والصناعات المتقدمة والترفيه.

حجز الزاوية

وقال ولي العهد السعودي، إن الطرح العام الأوّلي ل«أرامكو» يمضي قدماً صوب العام القادم وإن قيمة شركة النفط الوطنية العملاقة قد تتجاوز التريليوني دولار. ويعد بيع نحو خمسة في المئة من «أرامكو» العام القادم، حجر زاوية لخطة الإصلاح الاقتصادي الطموح «رؤية 2030» التي يرعاها الأمير محمد، والهادفة إلى تنويع موارد الاقتصاد السعودي المعتمد على النفط. ويقول المسؤولون السعوديون، إنه تجري دراسة بورصات محلية وعالمية مثل نيويورك ولندن وطوكيو وهونج كونج للقيام بالإدراج الجزئي للشركة التي تديرها الدولة. ولم تتحدد بعد البورصة التي ستستضيف الطرح مما يغذي التكهنات في السوق بأن الطرح الأوّلي قد يتأجل لما بعد 2018 أو حتى يتقرر تجميده وسط مخاوف متنامية بشأن جدوى إدراج عالمي.

تقييم أرامكو

وأضاف الأمير محمد بن سلمان: «أننا نمضي صوب هدف 2018، لكن تفاصيل الإدراج مازالت قيد البحث.. ستُطرح الشركة للاكتتاب العام في 2018». لكن ولي العهد أحجم عن مناقشة التفاصيل الدقيقة للطرح الأوّلي الذي قد يكون الأكبر في التاريخ ومن المتوقع أن تصل حصيلته إلى 100 مليار دولار. وجدد الأمير محمد بن سلمان قوله بأن تقييم «أرامكو» قد يقدر بنحو تريليوني دولار، وقال: «أعلم أن جدلاً كبيراً ثار بخصوص هذا الموضوع لكن الصواب في نهاية الأمر هو ما سيقرره المستثمر. لا ريب أن أكبر طرح أوّلي في العالم يجب أن ترافقه الشائعات. أرامكو ستثبت جدارتها على أرض الواقع يوم الطرح الأوّلي. في الحقيقة عندما تكلمت عن التقييم، قلت حوالي تريليوني دولار وهو قد يزيد على تريليوني دولار».

اتفاق أوبك

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت المملكة سوف تدعم تمديد اتفاق «أوبك» لما بعد موعد انتهائه الحالي في مارس/ آذار 2018 .. قال الأمير محمد بن سلمان: «نحن ملتزمون بالعمل مع جميع المنتجين من دول أوبك ومن خارجها، لدينا اتفاق عظيم وتاريخي.. سندعم كل ما يمكن أن يحقق استقرار العرض والطلب. أعتقد الآن أن سوق النفط استوعبت معروض النفط الصخري والآن نستعيد زمام الأمور مجدداً».

المصدر: الخليج