مرونة «مواقف»

آراء

في فترة من الفترات تبنت إدارة «مواقف» ممارسات مرنة في التعامل مع الجمهور انطلاقاً من حرصها على التخفيف من احتقان العلاقة بين الجانبين لأسباب عديدة، كان من أبرزها أصرار بعض مفتشيها على عدم تقدير ما تشهده مناطق من العاصمة أبوظبي من نقص وأزمة في «المواقف». ومن بين الممارسات المرنة التي كانت تطبقها الإدارة فترة سماح مدتها شهراً بين انتهاء تصريح «مواقف السكان» وتجديده، وكذلك إمهال أصحاب المركبات مدة عشر دقائق للبقاء في الموقف بصورة قانونية ريثما ينجزون طلباتهم طالما أن الوقوف غير عشوائي وغير معطل لحركة السير والمرور في المنطقة.

مؤخراً قررت «مواقف» التخلي عن ذلك ومخالفة غير مجددي التصاريح أو «تذكرة المواقف» منذ الدقيقة الأولى على الانتهاء، من دون مراعاة أن تجديد عقود الإيجار للغالبية العظمى من السكان وجلهم من الموظفين والعاملين مرتبطة بأصحاب الأعمال سواء من دوائر ومؤسسات أو شركات في القطاع تستغرق بعض الوقت لاستكمال الإجراءات المتبعة في هذه الجهة أو تلك، وهناك العديد من الجهات تراعي هذا الجانب وفي مقدمتها «الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية» وهي تمنح متعامليها مهلة شهر سماح لاستكمال التجديد وغيرها من الدوائر التي تدرك وتعي بأن لا أحد يتعمد المخالفة خاصة في مثل هذه الأمور، ولكن هناك دائماً ظروفاً تتسبب في تأخيره عن الالتزام بالتجديد في الموعد المحدد. فالمسألة ليست تحرير مخالفة وتحصيل غرامة قدر ما هي غاية سامية لتنظيم الأمور في كل ما يتعلق بجعل حياة الإنسان ومعيشته منظمة، وتندرج ضمن جهود الاعتناء بجودة الحياة.

نتطلع لتفهم إدارة «مواقف» وتقديرها للأمر وإعادة العمل بفترة السماح وتعزيز حسن التعاون القائم بين الطرفين وتشجيع جمهور المتعاملين على حسن الالتزام والتقيد بالأنظمة واللوائح التي وجدت لتنظيم قطاع مهم وحيوي من القطاعات الخدمية في عاصمتنا الحبيبة، وترسيخ الصورة الجمالية والحضارية لها، خاصة مع المبادرات المتواصلة لمركز النقل المتكامل التابع لدائرة البلديات والنقل، وخططه ومشاريعه المتواصلة للتوسع في إقامة المواقف الطابقية وغيرها في مختلف مناطق المدينة لتوفير المواقف، وبالذات في المناطق المكتظة من العاصمة، مع ما تشهده من التزام ملاك الأبراج السكنية والتجارية على توفير المواقف لساكنيها بتحديد طوابق تحت أرضية لذلك، بل نجد في الأبراج الجديدة مصاعد خاصة لصعود الساكن ومركبته للمواقف المحددة لها. وكل الشكر لتعاون«مواقف».

المصدر: الاتحاد