مسؤولون في الدفاع المدني: دخان الحرائق مادة مخدرة تسبب نوماً عميقاً

أخبار

أكد مسؤولون في إدارات للدفاع المدني في الدولة، أن عدم انتباه أفراد الأسرة النائمين لوجود حريق في المنزل، يعود إلى أن دخان الحرائق يحوي مادة ثاني أكسيد الكربون التي تعتبر مادة مخدرة تمنع أفراد الأسرة من الشعور بوجود حريق لكونهم باتوا مخدرين بفعل الدخان الكثيف، إذ إن تلك المادة تسبب نوماً عميقاً.

وأعلنوا عن وجود أجهزة استشعار الحريق بقيمة تراوح بين 10 و40 درهماً، وهي مرخصة من الدفاع المدني وتباع في الأسواق، إذ إنها قادرة على تنبيه وإيقاذ أفراد الأسرة النائمين في منازلهم وإنقاذ أرواحهم قبل انتشار الدخان والنيران في المنزل. وكشفوا عن وجود جهاز لتكييف الهواء من نوع «سبلت» تابع لشركة عاملة في الدولة، يعاني مشكلات فنية في الكبل الكهربائي، إذ كان سبباً في وقوع حوادث حريق.

وتفصيلاً، قال رئيس قسم العمليات في إدارة الدفاع المدني بأم القيوين، العقيد خميس إبراهيم بولصلي، إن سبب العديد من حرائق المنازل والفلل يعود إلى وجود ضغط كهربائي كبير على الكبلات التي يتم استخدامها في تشغيل أجهزة عديدة منها التلفزيون والتكييف، ما يؤدي إلى احتراق الكبل وتسببه في حريق كبير بالمنزل خلال نوم أفراد الأسرة، وبالتالي تعرضهم للوفاة في حال استنشاقهم لدخان الحريق الذي يحتوي على مادة ثاني أكسيد الكربون المخدرة.

وأوضح أنه يمكن حماية أرواح الأسر من خلال تركيب أجهزة صغيرة لاستشعار الحرائق يراوح سعرها بين 10 و40 درهماً، وتباع في المحال المختصة بأجهزة الوقاية والسلامة، مشيراً إلى أن تلك الأجهزة مرخصة من إدارة الدفاع المدني، وتعتبر عاملاً رئيساً لحماية السكان من الموت اختناقا بدخان الحريق حال اندلاع النيران في منازلهم وهم نائمون.

وأضاف بولصلي أن جهاز استشعار الدخان يصدر تنبيهاً صوتياً يوقذ أفراد الأسرة قبل انتشار الدخان والنيران إلى بقية أرجاء المنزل، لافتاً إلى أنه ينبغي على الأسر التفكير جدياً في حماية أنفسهم من الحرائق، من خلال تركيب اجهزة ووسائل سلامة أخرى لمنع اندلاع النيران أو انتشار الدخان إلى غرفهم.

وأشار إلى أنه ينبغي على الأسر عدم ابقاء الأجهزة الكهربائية في وضع التشغيل طوال اليوم، لتجنب تعرض الكبلات الكهربائية أو الأجهزة إلى ضغط كهربائي، ما يؤدي إلى احتراقها ووقوع كارثة في المنزل في حال اندلاع النيران خلال فترة الليل.

وذكر أن العديد من السكان غير مبالين بالحملات التوعوية والتثقيفية التي يتم تنفيذها من قبل أفراد الدفاع المدني، والتي تتعلق بوسائل الحماية والوقاية من الحرائق، إذ إن معظم السكان يقومون بوضع الكثير من الأثاث المنزلي بجانب أجهزة التكييف والأجهزة الكهربائية الأخرى المنتشرة في المنزل، ما يجعلها عاملاً أساسياً في انتشار النيران.

وأوضح أنه ينبغي تدريب سكان المنزل خصوصاً العاملين فيه مثل الخادمات على طرق استخدام طفايات الحريق وكيفية التعامل مع الحرائق حال اندلاعها، مشيراً إلى أن الإدارة تنفذ سنوياً حملات توعوية للسكان والشركات والمصانع.

من جهته، أشار رئيس قسم المراكز في إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة، المقدم حمد سالمين السويدي، إلى أن معظم الحرائق التي وقعت في المنازل والفلل السكنية في الإمارة كانت بسبب احتراق أجهزة التكييف، نتيجة لعدم قدرتها على تحمل الضغط في شبكة الكهرباء.

وأوضح أن الإدارة رصدت احتراق نوعية محددة من أجهزة التكييف في أكثر من منزل، حيث تم إجراء فحص للجهاز وتبين أن كبل تشغيل الجهاز غير مطابق للمواصفات، ومصنوع من مواد قابلة للاحتراق، إذ تم توجيه تقرير إلى الجهات المختصة لإلزام الشركة بتوفير معايير السلامة والوقاية في تلك الأجهزة، لتجنب بيع المزيد منها في الأسواق ولحماية السكان من حوادث الحرائق في حال استخدامها.

وأشار السويدي إلى أن إدارة الدفاع المدني برأس الخيمة سجلت سنة 2013، وفاة أب وطفليه وإصابة الأم نتيجة احتراق منزلهم في منطقة جلفار، إثر حدوث ماس كهرباء في جهاز التكييف، أدى إلى انتشار الدخان والحريق في مختلف أنحاء الغرفة التي ينام بداخلها أفراد الأسرة.

وأوضح أن الوفاة كانت نتيجة استنشاقهم دخان ثاني أكسيد الكربون، الذي يعتبر من المواد المخدرة حتى للأشخاص النائمين، والذي يسبب في حال استنشاقه نوماً عميقاً.

وأشار إلى أنه ينبغي على جميع السكان تركيب أجهزة لاستشعار الدخان أو جهاز كاشف الحريق، الذي يعمل على تنبيه أفراد الأسرة من خلال اصدار جرس مرتفع الصوت يعمل على إيقاذ جميع أفراد الأسرة النائمين، وتنبيههم إلى وجود حريق في المنزل.

وأوضح أن العديد من الحرائق تبدأ بانتشار الدخان من جهاز التكييف نتيجة لسوء التركيب أو خلل في المواصفات أو لتشغيله لساعات طويلة، وانتقال النيران إلى الستائر القريبة من الجهاز وإلى الأثاث والنايلون القريب منه والسجاد، مشيراً إلى أن جميع تلك المحتويات عامل مساعد في انتشار النيران والدخان إلى جميع غرف المنزل.

وأضاف أن تراكم الأثاث بجانب التكييف تسبب في احتراق الكثير من المنازل وتعرض أصحابها لخسائر مالية وبشرية، لافتاً إلى أنه يجب أن يكون لدى جميع الأسر الوعي الكافي لتجنب اندلاع الحرائق وكيفية التعامل معها، وفي حال اندلاعها ينبغي على أفراد الأسرة الزحف على الأرض والخروج من المنزل فوراً، لأن الدخان يرتفع للأعلى وبالتالي يكون الجزء السفلي من المكان خالياً من الدخان تماماً في بداية اندلاع الحريق، ما يساعد في انقاذ أفراد الأسرة من الاختناق وخروجهم من المنزل سالمين، كما ينبغي تدريب جميع الخادمات في المنزل على كيفية استخدام طفاية الحريق من أجل السيطرة على النيران.

بدوره أشار رئيس قسم الوقاية والسلامة في إدارة الدفاع المدني في عجمان، المقدم فيصل محمد الشيبة، إلى أن الإدارة ناقشت مع دائرة البلدية والتخطيط بعجمان مجموعة من الاتفاقيات والشراكات التي تلزم أصحاب الفلل السكنية بوضع اشتراطات السلامة العامة ضمن مخططات البناء.

وأوضح: «لا يوجد أي قوانين تفرض على أصحاب الفلل الخاصة تركيب أجهزة إنذار الحريق، كما هي الحال بالنسبة للأبراج السكنية والتجارية والمكاتب، مشيراً إلى أنه بإمكان صاحب المنزل تركيب هذه الأجهزة التي تشكل عنصر وقاية مهماً في حالة تسرب الغاز أو نشوب حرائق منعاً لاختناق أصحاب المنزل».

وبين الشيبة أن أسعار هذه الأجهزة ليست مرتفعة، وهي لا تساوي شيئاً مقابل إنقاذ الأرواح، موضحاً أن هناك أساسيات لمواصفات السلامة العامة في الفلل وهي توفير مخرجين، فضلاً عن تركيب أجهزة إنذار.

ولفت إلى حادثة اختناق لعائلة في عجمان قبل سنوات وراح ضحيتها أم إماراتية (أرملة) وبناتها الثلاث وخادمتان، في حريق شب في منزل الأسرة في منطقة الحميدية، مشدداً على أن العنصر الأهم في مثل هذه الحالات عنصر التوعية لا سيما الخدم بالمنازل؛ بحيث يكونون قادرين على التعامل مع أي حادث حال تسرب الغاز أو حدوث حريق كونهم الأكثر تواجداً في المنازل.

وأضاف الشيبة أن الإدارة العامة للدفاع المدني بعجمان نظمت حملة اختيارية لتوضيح أماكن الخطر في المساكن، وكيف يمكن تجنب أية مشكلات مستقبلاً وأماكن وضع الطفايات، واستجاب لذلك الكثير من العائلات، مشيراً إلى أن اشتراطات السلامة العامة تتمثل في التصميم الهندسي المعماري لمخارج الطوارئ والتصميم الهندسي لمواد البناء، فضلاً عن نظام إطفاء متكامل حسب ارتفاع المبنى ومساحة الطابق المتكرر (طفايات بمختلف أنواعها – بكرة – خرطوم الإطفاء – مرشات – الخط الأرضي)، وأنظمة إنذار ونداء صوتي للإخلاء، ومهبط طائرات للأبراج.

المصدر: الإمارات اليوم