مستأجرون يعزفون عن المباني ذات واجهات الـ «كلادينغ» بعجمان والشارقة

أخبار

قال مستأجرون بإمارتي عجمان والشارقة إن السلامة والأمان أصبحا في صدارة أولوياتهم حالياً، بجانب السعر والمساحة، عند البحث عن وحدات سكنية للإيجار، لافتين إلى أن بعض المطورين يضعون معايير السلامة والأمان في ذيل اهتماماتهم، رغم قوة الاشتراطات التي تفرضها الجهات المنظمة لعمليات البناء. وأكدوا أن لديهم مخاوف من استئجار وحدات سكنية بالعقارات أو المباني المكسوة واجهاتها الخارجية بمادة «كلادينغ»، التي تعتبر مادة سريعة الاشتعال أسهمت في حرائق عدة حدثت خلال الفترة الأخيرة.

من جانبهم، أفاد خبراء عقاريون بأن عاملي السلامة والأمن أصبحا ضمن المعادلة التأجيرية للعقارات في المناطق الشمالية، لاسيما عجمان والشارقة، بجانب السعر والمساحة، مرجعين ذلك إلى تعدد حرائق المباني بكلتا الإمارتين خلال الفترة الماضية. وأكدوا أن المستأجرين يتساءلون حالياً إن كان المبنى مكسواً بمادة «كلادينغ»، التي كانت عاملاً مساعداً في عدد من الحرائق في بعض الإمارات الشمالية، لاسيما في إمارة عجمان. وأشاروا إلى أن الإمارات تتمتع بمستوى كبير من الأمان بالنسبة للمباني، فضلاً عن أن الجهات المسؤولة في سبيلها لتطوير هذه المنظومة، عبر فرض اشتراطات على المطورين العقاريين تتعلق بالمواد المستخدمة في البناء، واشتراطات المبنى داخلياً وخارجياً.

الأمن والسلامة

وتفصيلاً، قال المستأجر بأحد عقارات عجمان، رامي عثمان، إن «الأمن والسلامة أصبحا ضمن أولوياتي عند البحث عن عقار جديد، بالتزامن مع نشوب بعض الحرائق أخيراً»، لافتاً إلى أن سعر الوحدة السكنية والمساحة أمران مهمان، لكن الأهم هو مدى الأمان بالبناية. واتفق معه المستأجر بأحد عقارات الشارقة، حسن زايد، مؤكداً أنه يبحث عن شقة لعائلته حالياً، وكان أول سؤال له لمكتب الوساطة: هل البناية متوافقة مع شروط الأمن والسلامة أم لا؟ مضيفاً عندما علمت أن العقار مكسو بمادة «كلادينغ» صرفت النظر عن البناية.

وقال المستأجر بأحد عقارات عجمان، الخطيب عبدالرحمن، إنه يتخوف من السكن في أبراج مكسوة واجهاتها بمادة «كلادينغ»، لافتاً إلى أنه سينتقل من وحدته الحالية إلى بناية صغيرة لا توجد بها هذه المادة.

الأمن والسلامة

من جانبه، قال مدير شركة «الجرف» العقارية بعجمان، محمد الأحمد، إن «هناك تردداً من بعض المستأجرين في ما يخص السكن بالأبراج التي لا تتوافر فيها شروط الأمن والسلامة، لاسيما تلك المكسوة بالألواح المعدنية أو ما يسمى (كلادينغ)، بالتزامن مع انتشار الحرائق في الفترة الأخيرة، حيث كانت المادة سالفة الذكر عاملاً مساعداً على زيادة الخسائر في بعض البنايات»، مشيراً إلى أن 20% من المستأجرين المحتملين يكون من ضمن أسئلتهم مدى توافر عاملي الأمن والسلامة بالبرج أو البناية، إذ يأتي هذا التساؤل في المرتبة الثالثة بعد السعر والمساحة.

بدوره، أكد مسؤول الإيجارات في شركة «توأم عجمان»، أحمد غازي، أن «عامل السلامة أصبح ضمن تساؤلات المستأجرين، بجانب السعر والمساحة، خصوصاً من العائلات التي تريد أن تسكن في أبراج سكنية، حتى إن بعضهم أصبح يسأل عن طبيعة المواد المصنوعة منها الكسوة الخارجية للمبنى، وهل تدخل في تكوينها الألواح المعدنية (كلادينغ)»، مشيراً إلى أنه، على الرغم من أن الغالبية لا تسأل عن معايير السلامة والأمان في البنايات، إلا أن هذه التساؤلات باتت مطروحة خلال الفترة الأخيرة.

وأشار إلى أن مشكلة الحرائق تتوزع مسؤوليتها بين المطور والساكن، فالكثير من المطورين مازالوا لا يلتزمون بمعايير السلامة والأمان في بناياتهم، كما أن السكان لا يلتزمون اتباع معايير السلامة والأمان في وحداتهم السكنية، فهي مشكلة مشتركة بين الطرفين. ولفت إلى أهمية نشر ثقافة الأمن والسلامة بين جميع أفراد المجتمع، إلى جانب التزام السكان وأصحاب البنايات باشتراطات الوقاية والسلامة من أجل الحماية من الحرائق، مؤكداً أن الدفاع المدني لديه اشتراطات عدة لجميع المنشآت، وذلك قبل بدء عملية البناء، وفقاً للمعايير العالمية.

اشتراطات للمطورين

من جهته، قال المدير الإداري بشركة «هاربور» العقارية، مهند الوادية، إن «الدولة تبذل جهوداً كبيرة في ضبط الأمور التي تتعلق بالسلامة، عبر فرض اشتراطات على المطورين وصولاً إلى مستويات تتوافق مع أعلى المعايير العالمية». وأضاف أن المستأجرين أيضاً أصبح لديهم وعي تجاه هذه الأمور، حيث يتساءلون عن مدى جاهزية المبنى في ما يتعلق بالحرائق وأجهزة الإنذار، دون تفريق بين ما إذا كانت هذه المباني أبراجاً سكنية أو فللاً، حيث أصبحت مسألة الأمان تشكل أولوية لديهم، بسبب الحرائق التي نشبت في بعض الأبراج السكنية خلال الفترة الماضية، بجانب تكرار الحرائق بالطريقة نفسها، وسرعة الاشتعال، في وجود استخدام الألواح المعدنية (الكلادينغ) في كساء البنايات الحديثة، والاشتراطات الفنية الواجب توافرها في المشروعات الجديدة.

في السياق نفسه، قال المدير العام لشركة «إيموفاليو» المتخصصة في التقييم العقاري، عمران الشرهان، إن «هناك شركات مقاولات تفضل استخدام مواد رخيصة السعر لتحقيق هامش ربح كبير»، داعياً إلى ضرورة الاهتمام بالرقابة على هذه الشركات، لتفادي مثل هذه الحرائق، عبر الالتزام باشتراطات الأمن والسلامة في البنايات السكنية. وأكد على أهمية نشر الثقافة الوقائية، للمساهمة في الحد من وقوع الحوادث المختلفة، منوهاً بأن الأمن يأتي في أولويات أي مستأجر أو مشترٍ للعقارات في الوقت الحالي.

المصدر: الإمارات اليوم