مع الأردن..

آراء

يقف الأردن الشقيق في عين العاصفة تماماً، ولا يزال يواجه ارتدادات الاضطراب الأمني على حدوده الشمالية التي فتحها لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين، فيما لم تستقر الأوضاع الأمنية شرقاً في العراق، ولا غرباً، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي إحباط كل بارقة أمل بالسلام الذي يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية، بصفتها مصلحة أردنية، وعربية أيضاً.

نجح الأردن، ولا يزال، في النجاة من زلازل الجوار، بفضل الخبرة الطويلة التي اكتسبها في مجابهة الأزمات، وتماسك منظومات الحكم والأمن والمجتمع، ووعيها بالمخاطر، فضلاً عن الإسناد العربي الذي شكّل عمقاً معنوياً ومادياً للأردن، اعترافاً بدوره الأساسي في القضية الفلسطينية، وتقديراً لجهوده اللافتة في مكافحة الإرهاب.

وسط ذلك، يستهدف التطرف بعمائه وخيبته رجال أمن أردنيين، ويبحث عن ساحات جديدة؛ لتفريغ سمومه وأحقاده، ولا يخفى على أحد أنّ ثمة أطرافاً إقليمية ترعى الإرهاب، وتستفيد من ظلامه، وتريد فرض عتمتها على الأردن الشقيق.

لذلك سارعت الإمارات والسعودية والكويت والبحرين إلى إدراك الخطر، وأعلنت وقوفها إلى جانب الأشقاء، وإدانتها للتفجيرين الإرهابيين في مدينتي الفحيص والسلط، مع استمرار الدعم المالي الذي أقرته «قمة مكة» بقيمة 2.5 مليار دولار للأردن، في يونيو الماضي.

ما حدث في الأردن، أظهر مجدداً أننا إزاء نزعات إجرامية، تتخذ من الدين ستاراً لها، ومن اليأس والتطرف والعنف حواضن لشرورها، وهذه بؤر لا سبيل لمكافحتها إلا بالحلول الأمنية الشديدة، وبوعي المجتمعات العربية لمصالحها، وبجهود فكرية في التعليم والثقافة، تحاصر الإرهابيين وتكشف تدابيرهم، وتفضح المريب في مخططاتهم.

الإمارات التي تدعو دائماً المجتمع الدولي إلى «محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره» تقف مع الأردن، وتثق بقدرة قيادته وشعبه ومؤسساته على مواجهة هذا الشر ودحره.

المصدر: الاتحاد