ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

مقابسات رمضان

آراء

قبل البدء كانت الفكرة: لا أدري لِمَ لا نرى في رمضان مسلسلات من شمال أفريقيا أو المغرب العربي؟ خاصة وأن لدى تونس والجزائر والمغرب أعمالاً درامية وإمكانات فنية مذهلة، لكننا لا نلتفت لها، واللغة أو اللهجة ليست بمعضلة أبداً في هذا الخصوص، وليست مانعاً يجعلنا متباعدين عن مغربنا الجميل، المشكلة من يمشي في ذاك الطريق الخطوة الأولى والمبادرة الشجاعة، من طرفنا أو من طرفهم، أعرف أن هناك بيروقراطية كبيرة في ذاك الشمال الأفريقي، تحتاج لحرق مراحل لنستطيع الالتقاء في نقطة مشتركة من حيث التبادل الفني والإداري والمالي، لكن ليس هناك الآن شيء مستحيل في وقت كل الأمور مسخرّة لخدمة الجميع.

خبروا الزمان فقالوا: – لا تعلم اليتيم البكاء.

– ما كل ناظم مجيد، ولا كل منظوم يناط بالجِيد.

– من سعادة المرء أن يكون خصمه عجولاً.

– على الديك الصياح، وعلى الله الصباح.

أمثال وأقوال: العنكبوت، من بين الحشرات التي ذكرت في القرآن «كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت»، ولها سورة، وبيت العنكبوت مصنوع من أقوى الخيوط ولكنه من أضعف البيوت، اجتماعياً، فالأنثى تدعو الذكر للسفاد، بعده تفتك به وتقتله، والأولاد فيما بعد وقد كبروا قتلوا أمهم، وقصة بناء العنكبوت بيتها على مدخل غار حراء ليلة الهجرة الشريفة موجودة في كتب الأثر، والعنكب ذكر العنكبوت، جميع أصناف العنكبوت سام عدا واحدة فقط، وهي كائنات قديمة قدم الديناصورات، وهناك ثقافات تحب العناكب وثقافات تنفر منها.

خزائن المعرفة: كانت بيوت العرب قديماً من مدر ووبر، وتقسيماتها؛ خِباء من صوف، نِجَاد من وبر، فُسطاط من الشَعر، خيمة من غزل، نِسع من جِلد، قُبّة من لِبن وتِبن، حَضيرة من شجر، سُترة من مَدَر.

جسر التنهدات، هو واحد من 400 جسر تعلو 150 قناة مائية تشكل شوارع وطرقات البندقية التي عرفت بعروس البحر الأدرياتيكي، لأن حكامها من القرن الثاني عشر وحتى القرن الثامن عشر كانوا يلقون خاتم الزواج في بحرها، تأكيداً لسيطرتهم عليه، هذا الجسر بني لمرور المساجين من قصر القاضي «الدوج» إلى مبنى السجن، وبعد حوادث هروب المساجين والمحكومين، لأن فينيسيا كلها مخارج ونوافذ بيوت متقاربة، قرروا عام 1600 بناء جسر مغطى منعاً لأي هروب، لذا ظهرت تنهدات السجناء وهم يقطعون ذلك الجسر المغطى، ويرون من نوافذه الحرية خارجاً فتزداد التنهدات، خلدته أعمال أدبية عالمية.

خير جليس: كتاب « أحمد بن حنبل والمحنة» للكاتب «ولتر ملفيل باثون» هي دراسة نال بها الباحث شهادة الدكتوراه من جامعة «هيدلبرج» الألمانية عام1897 تطرق في الكتاب لنشأة الإمام أحمد بن حنبل ودراسته على يد شيوخه، وتصدره للحديث ومؤلفاته وعلاقته بالإمام الشافعي ومن هم معاصروه وتلامذته، وبداية المحنة التي عرفت بمحنة «خلق القرآن»، الذي بدأها «الجعد بن درهم» في القرن الثاني الهجري، ثم ظهرت إبان الخلافة العباسية وتطور مدارس الفكر والفلسفة، خاصة المعتزلة، وأيام المأمون، سجن ابن حنبل28 شهراً، وتم جلده بأمر الخليفة المعتصم، وعلاقاته مع الخلفاء العباسيين فيما بعد، وصفاته الشخصية وآراؤه الدينية، ثم مرضه ووفاته وجنازته العظيمة في بغداد.

محفوظات الصدور:

دوك يالوردي حــــرف ســردي ياخــــطـام ٍكـــــل يقــــودك

شوم عن الأوغـــاد كـــن فـردي لا يخفونك من ســدودك

يا مــــقـام القــــيــــــظ والبـــــردِ تين والعنّاب في خدودك

روف يا حـــــــادي بالـــمـــــودّي ما خفـتني خاف معـبودك

*****

يهــــــلا بهــبـــــوب نسـنس وذنّ وجــدا بشـرتــا يا من القاع

قالوا المطـروشي سحـــر ّجَنّ دريــج عــــوقه ســـاق وذراع

لو يسمعــــون إبجايــــه الجِــــنّ ضجوا وضج الوحش وأسباع

*****

يـا عـويـــد قــــل منـــفـــــوعــــك ما بهــــرج في السبـخ سعْنَا

غّــــرني طـــــولك ومنســوعــك وأنت شـروى الشوع ما تِعْنَا

لو نــخـــل بنقطّــــع يـــذوعـــــك ما نـــبا قيظـــــك ولـــو يــعْنَا

جماليات رمستنا: نقول: لا توهقني، ولا تعقني في وهقة، بمعنى المشكلة والمصيدة والمعضلة التي لا أقدر على الخروج منها ولا أتمناها، وأصلها فصيح من الوهق، وهو الحبل الذي في أحد طرفيه انشوطة « عقدة الحبل» يوضع في عنق الدابة لجرها أو لسحب الإنسان، نقول: ثريد، وهو من الفصيح، وفي الحديث الشريف؛ «بورك لأمتي في الثرد والثريد» و»أول من ثرد الثريد إبراهيم، وأول من هشم الثريد هاشم» والثرد في غير يابس الخبز، والهشم في اليابس، أما الفريد فغير فصيحة إلا إذا اعتبرناها لهجة من لهجات العرب الذين يقلبون الثاء فاء، مثل قولنا: فلج ونعني به الثلج، وغير صحيحة جوازاً من فرد الخبز، ووضع الإيدام والمرق عليه، ونقول: عزيت فلان أو أبو فلان، طلبت نجدته ونصيته للمعونة والمساعدة، وأصلها فصيح عزوت الرجل أو عزيته، أنسبته لأبيه.

المصدر: الاتحاد