ملهم الأجيال

آراء

ما أعظمها وأروعها من مشاهد ولقطات تحمل في تفاصيلها العديد من الدروس العظيمة والرسائل الجليلة، ونحن نشاهد قائد مسيرة وطن الخير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يصطحب أبناءه وأحفاده إلى مبنى «مبادلة أرينا» في أبوظبي ليشاركوا متطوعي ومتطوعات الهلال الأحمر في تجهيز الطرود الغذائية، ضمن حملة «جسور الخير» لإغاثة المتضررين من الزلزال الذي ضرب مناطق من سوريا وتركيا مؤخراً.

حرص رئيس الدولة، حفظه الله، على تفقد سير العمل في الحملة التي جاءت لتعزيز الجهد الإغاثي الكبير الذي قامت وتقوم به الإمارات منذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة الطبيعية التي حلت بالبلدين الشقيقين، وقد كانت فرقها الإغاثية في مقدمة الواصلين للمناطق المتضررة. وعبرت الزيارة الكريمة عن مستوى الدعم والتحفيز والاعتزاز بالمتطوعين الذين كانوا دائماً في الصفوف الأولى، بما يعبر عن المستوى الرفيع للعمل التطوعي في البلاد، والذين نستذكر بكل التقدير والامتنان دورهم البطولي في خط الدفاع الأول خلال جائحة كوفيد19.

الزيارة الكريمة حملت كذلك رسالة ملهمة يحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على إيصالها إلى كل أب وأم وولي أمر مسؤول عن الأسرة، بتخصيص وقت مع العائلة والأبناء ويكون القدوة الصالحة لهم وبما يغرس ويعزز ويرسخ فيهم القيم الأصيلة لمجتمع الإمارات، ومنها حب فعل الخير والعمل التطوعي والاستفادة من الوقت بالشكل الصحيح، بما يحقق النفع للإنسان والمجتمع، وتقديم العون للمحتاجين أينما كانوا من غير تمييز.

في ذلك اليوم الذي شهد الزيارة الكريمة وقد كان يوم عطلة أسبوعية، كان هناك أكثر من 1200 من متطوعي الهلال الأحمر من مختلف الأعمار والجنسيات استطاعوا خلال ساعات قليلة تجهيز تسعة آلاف طرد غذائي، تمهيداً لإرسالها للمتضررين هناك في إطار الحملة التي دخلت أسبوعها الرابع، وتمكنت من شحن خمسة آلاف طن من المواد الغذائية، تم شراؤها من الأسواق المحلية ومن تبرعات أهل الخير، وجرى إرسالها تباعاً ضمن الجسر الجوي الذي أقامته الإمارات لنجدة السكان في المناطق المتأثرة بالزلزال في البلدين.

مشاهد مبنى «مبادلة أرينا» في أبوظبي، كانت لها مثيلاتها في مراكز الحملة بمختلف مناطق ومدن الدولة، بصورة تجسد ازدهار وانتشار الغرس الطيب للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في حب الخير، لتظل الإمارات منارة للخير، والشكر لملهم الأجيال أبي خالد «حفظه الله».

المصدر: الاتحاد