سكينة المشيخص
سكينة المشيخص
كاتبة وإعلامية

منظمات دولية تعجز عن دعم السوريين

آراء

بعد دخولنا في السنة الخامسة من المأساة السورية نصل الى خلاصة ميدانية لأحوال اللاجئين والمشردين مفادها أن الجهود الدولية التي تبذل لتقديم المساعدة للسوريين سواء داخل سوريا أو خارجها “غير كافية على الإطلاق”، وما بين القوسين يضاعف آلام الإنسانية ويحاكمها في إحدى أسوأ جرائمها بالسماح بتراجع الدور الإنساني الذي لم يستجب للتحديات، وهكذا يمكن توقع أن يحدث لكثير من المجتمعات التي تتعرض لذات الظروف القاسية ولا تجد من يساعدها.

في أحدث تقرير لمنظمة “أوكسفام” غير الحكومية، بعنوان “التضامن مع السوريين”، أشار الى أن المساعدات الإنسانية للسوريين في أكثر من 28 دولة للاجئين لم تكن كافية، وأن “قليلا” فقط من الدول ردت بشكل كاف على احتياجاتهم الضخمة” وذلك يقود الى النتيجة السلبية الحاسمة وهي أن “الاستجابة الدولية للسوريين سواء داخل سوريا أو خارجها غير كافية على الإطلاق”، وعليه فإن المجتمع الدولي يمكن أن يصنع حربا بسرعة أو يتركها تحدث أو يتجاهل أسباب الصراعات حتى تنتهي الى نتائج دموية، ثم يتباطأ في الحل لتبعثر المصالح وتداخلها بصورة تعمل على تدافعها على أبواب الحل النهائي.

وفي تعقيبها على التقرير قالت مديرة “أوكسفام” ويني بيانييما: “للاجئين من سوريا ومن الدول الأخرى الحق في التحرر من العنف والحصول على مساعدات للوفاء باحتياجاتهم الأساسية والعيش بكرامة، واستقبالهم في ملاذ آمن، وقد خذلوا في المجالات الثلاثة”، ذلك بالطبع حديث وخطاب عام غير مريح يبدو وكأنه يأتي في سياق أداء الواجب أو التحدث ببنت شفة درءا للسلبية، ولا نعلم عن حقيقة دور هذه المنظمات الدولية التي تظل تراقب وتحصي وتصدر التقارير وطوال فترات الصراعات نجدها التي تقدم القليل الذي لا يحتاط بقراءات سياسية لتوسع نطاقات الحروب ونتائجها المدمرة في جميع قارات العالم، إذ لا يمكن تصوّر ألا يكون هناك تنسيق بين المنظمات الإنسانية الدولية أو أنها قليلة الحيلة أمام كم المشكلات الكثيرة في العالم.

الدور الإنساني لمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية نفسه يصبح جزءا من الصراعات والمشكلات حين يتم التعامل مع قضايا الإنسانية بانتقائية، فطوال سنوات الحرب في سوريا كانت الأمور تتفاقم بصورة مطردة، ما يتطلب معالجات إنسانية تعمل لأجلها كل هذه المنظمات، ولكننا في الخاتمة نحصل على حصاد موقع بعبارة “غير كاف” وفي الحقيقة ما هو غير كاف جهد هذه المنظمات التي تضع نفسها بين خيار أن تقوم بواجباتها بالصورة الكافية أو لا تفعل وتصدر التقارير التي تقول مجرد “نحن هنا”.

المصدر: صحيفة اليوم السعودية