البازعي: «جهيمان» اغتال السينما في السعودية

منوعات

«لست مختصاً بالسينما ولكن شاهد على المرحلة».. هكذا بدأ رئيس الجمعية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي حديثه عن تاريخ السينما في السعودية، خلال ورقة قدمها في فعاليات الملتقى الثقافي في مقر الجمعية بالرياض أمس الأول (الأربعاء)، تحت عنوان «صناعة السينما السعودية أسئلة المستقبل».

وتساءل البازعي «هل لدينا صناعة سينما أم صناعة أفلام؟» مبيناً أنه «لدينا صناعة أفلام وليست سينما، والأخيرة تحتاج إلى خطوط إنتاج تبدأ من التعليم ووجود الأكاديميات المتخصصة التي تدرس هذا الفن بمختلف تخصصاته ومختلف المهن التي يحتاجها، وكل هذه السلسلة الطويلة هي من أهم الأعمال التي يحتاجها صناع الأفلام لكي ينتجوا فلماً قابلاً للعرض»، وأوضح أنه في نهاية خطوط الإنتاج يأتي التوزيع وصولا للمتلقي الذي يتضمن وجود دور العرض التجارية المتاحة للجمهور لكي يأتي ويحضر ويشاهد الأفلام، ولكن أطراف خطوط هذا الإنتاج التي تتضمن التعليم والتوزيع أو إيصال المادة إلى المتلقي تعتبر مفقودة في السعودية لأسباب وصفها بأنها «لا تخفى على الجميع».

وفي نظرة تاريخية عن علاقة السعودية بالسينما، قال البازعي إنه وجدت لها جذور أيام مؤسس السعودية الملك عبدالعزيز، وتحديداً في زيارته لدولة البحرين عام 1939، وعندها استقبله أمير البحرين وأراد الاحتفاء به ودعاه إلى عرض سينمائي في مكان يسمى «مسرح البحرين» ثم طلب الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة من دار السينما أن لا تبيع تذاكر مطلقة للجمهور، وأن تحجز القاعة بالكامل للوفد الملكي المرافق للملك عبدالعزيز.

وبحسب المؤرخ البحريني خالد البسام، فإن الملك عبدالعزيز شاهد في ذلك الوقت فيلما بعنوان «فلم الهارب»، وقال البازعي «إن كل هذه الأنشطة توقفت تماما بعد حادثة احتلال الحرم من قبل فرقة جهيمان، لكن الشاهد أن المواطن السعودي كان يعرف السينما جيداً ويتابع الأفلام الحديثة، ويعرف أسماء المخرجين والممثلين والنجوم، وكانت الأسر عند سفرها تجد متعتهم الأولى في الذهاب إلى دور السينما». ويرى مهتمون بالسينما، حضروا الأمسية، أن حادثة جهيمان في (1/‏1/‏1400هـ/‏ الموافق ٢٠ نوفمبر ١٩٧٩)، والتي تعتبر امتدادا لما يمسى بـ«الصحوة» اغتالت كل مظاهر الحياة الطبيعية في السعودية وليست السينما فقط.

المصدر: عكاظ