البحر أيقونة الحياة وحاضن ذكريات الخليج الدافئة

منوعات

يطول الزمان أو يقصر، إلا أن البحر عندنا يظل كما هو، أيقونة الحياة وسر المكان والزمان الخليجي، بكل مآسيه ومباهجه وأعماقه اللؤلؤية الصلبة والبيضاء في آن معاً. ولذلك لن يفقد هذا الأزرق بريقه وأثره في النفوس يوماً قط، حتى بالنسبة للأجيال الصاعدة الجديدة التي تحتمل ألم شجونه ومغامراته التي لا توصف، ما دامت أقاصيصه وذكرياته الساحرة لا تزال تتردد في الآذان، حيث يرويها الجيل للجيل والجد لحفيده، لتبقى لحظات التاريخ حية نابضة لا تكف عن الإشعاع والإيحاء بما يغري أبناء الوطن الواحد بدخول أحضان الخليج صيفا طلبا لهوائه وروائه ونزهته الممتعة، وشتاء طلبا لدفئه وصيده الثمين، بكل ما أوتينا اليوم من قوة الآلة وسرعة المركبة المدفوعة بالماكينات الدافعة بما يقهر الموج والريح والوقت معاً.

ولكن أدواتنا القديمة والأثيرة تبقى هي هي: القرقور والليخ «الشباك»، إلا أن شد حصيلة الصيد الى المركب بات موكولاً أحيانا إلى الرافعات المشدودة إلى بكرات راكزة في قلب السفينة اللنش بدلاً من سواعد الرجال، ما جعل الأمر أيسر وأسرع واقل خطراً من ذي قبل.

ولكن تبقى الأشواق والمفاجآت السارة هي روح الرحلة البحرية ومدارها إلى يومنا هذا، ويبقى الإماراتي عاشقاً كبيراً للخليج لا يتخلى عنه ولا البحر يتخلى عن فتنته وجاذبيته وغموضه في يوم من الأيام.

المصدر: البيان