الدراما المحلية.. نجاحات تنتظر الزخم الإنتاجي

منوعات

عن سباق التميز لم تتخلف الدراما الإماراتية هذا العام، فقد أطلت برأسها بين مجموعة كبيرة من الأعمال الخليجية والعربية التي كانت حاضرة في الموسم الدرامي الرمضاني، ورغم قلة عدد إنتاجاتها، إلا أنها ظلت حافظة لـ «ماء وجهها» من خلال ما قدمته من حكايات جريئة تمتاز بخفة ظلها، عكست مهارة الفنان المحلي، وقدرته على تقديم قضايا المجتمع على صفيح الدراما. هذا العام، أطلت الدراما الإماراتية بـ 3 أعمال تأرجحت بين التراثي والمعاصر والتاريخي، ليكون لكل واحد منها نكهته الخاصة التي ميزته عن الآخر، ورغم ذلك تمكنت من حجز مقعد متقدم لها في قلب الجمهور الذي تابعها على مدار شهر كامل.

قلة إنتاج الدراما المحلية لهذا العام دعا عدداً من منتجيها ومخرجيها إلى اعتبار أنها لا تزال «واقفة في منطقة الوسط»، معتمدين في حكمهم على أن «الكم» هو البوصلة التي تبين مدى جودة الأعمال المعروضة، ويكشف عن مستوى تطورها، مؤكدين في الوقت نفسه، أن المؤسسات الإعلامية هي رافعة الدعم الأساسية للدراما المحلية، ومنفذها الأساسي نحو الشاشة الصغيرة. وشدد هؤلاء على أن هذه النجاحات للدراما تنتظر لتعضيدها وتنويعها زخماً إنتاجياً أكبر .

تطور

في حديثه مع «البيان»، قال المنتج والفنان سلطان النيادي: «في الواقع، إن الدراما المحلية خلال السنوات الأخيرة لم تتطور ولم تتراجع، وظلت واقفه في منتصف الطريق، وذلك يعود لطبيعة الظروف المحيطة بها، والتي أدت إلى تقليل إنتاجها، حيث يتم الاكتفاء سنوياً بإنتاج أعمال لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، ليصبح حضورها على الشاشة خجولاً»، وأضاف: «بتقديري أن سبب وقوف الدراما المحلية في منطقة الوسط يعود إلى ضعف الاهتمام من قبل صناع الدراما الإماراتية والمسؤولين عنها، وعدم تواجدها باستمرار على الشاشة أدى إلى تدني مستوى اهتمام الجمهور بها».

أهمية

النيادي أكد أنه لا يمكن تحميل المؤسسات الإعلامية في الدولة كامل المسؤولية عن قلة الإنتاج، وقال: لا ننكر بأن المؤسسات الإعلامية قد لعبت دوراً مهماً في دعم الدراما المحلية، ولولاها لن يكون هناك إنتاج أصلاً، ولكن المشكلة التي نعاني منها هو عدم وجود خطة سنوية تتعلق بإنتاج الدراما المحلية، موجهاً في الوقت نفسه، عتبه على القنوات الخليجية التي لم تفتح المجال أمام الدراما المحلية لأن تتواجد على شاشاتها. وقال: هناك الكثير من القنوات الخليجية لم تفتح الباب أمام الدراما الإماراتية، وهذا ساهم أيضاً في تقليل الإنتاج. وأشار في هذا الصدد إلى تواصل بعض القنوات السعودية معه أخيراً للحصول على بعض الأعمال التي أنتجها، وهو أمر بمثابة «بشرة خير».

شح

من جانبه، أكد الفنان عبد الله زيد، منتج وبطل مسلسل «حدك مدك» أن الدراما المحلية لا تزال واقفة في مكانها، وأنها لا تزال تدور في نفس الحلقة. وقال: لا نستطيع الحكم على مستوى الدراما الإماراتية الحالي، بسبب شح الأعمال المنتجة، وعدم توفر كمية كبيرة التي تمكننا من إجراء مقارنة فيما بينها للحكم على مستواها الفني، وهو ما يجعل الدراما المحلية واقفة في ذات المكان، فكلما زاد الإنتاج ساهم ذلك في تطوير الدراما المحلية التي تتفاوت بين عام وآخر، وأشار زيد، الذي حصل على المرتبة الأولى كأفضل ممثل محلي في استبيان «البيان» الخاص بالدراما الرمضانية، إلى أن المؤسسات الإعلامية المحلية لعبت دوراً مهماً في عملية إنتاج الدراما، وقال: من دون دعم المؤسسات لا يمكن أن يكون هناك إنتاج درامي محلي، ونحن دائماً نعول على هذا الدعم، ونتمنى رفع سقفه لنتمكن من تقديم المزيد من الأعمال.

تطوير

أما المخرج بطال سليمان، الذي سبق له العمل كثيراً في الدراما المحلية، فقال: لا يمكننا الحكم على مستوى الدراما الإماراتية من خلال إنتاجها لهذا العام وذلك لقلته، حيث لم يكن لدينا سوى 3 أعمال فقط وبالتالي لا يمكن المقارنة فيما بينها والحكم على مستوى الدراما بشكل عام، مبيناً أن قاعدة «الكم هو الذي يخلق النوعية» هي التي يجب أن تكون أساس الحكم على الدراما الإماراتية، وقال: قلة الإنتاج تضعنا دائماً أمام خيارات صعبة للغاية، وهو ما بدا واضحاً خلال العامين الأخيرين وقد يكون سببه ناجماً عن عدم توفر النصوص أو عدم توفر بعض العناصر الفنية أو ضعف الإنتاج بشكل عام، وقال: المتابع لإنتاج الدراما المحلية خلال السنوات الماضية سيشعر بأنه كان لديها إنتاجات مهمة جداً ساهمت في رفد الساحة بوجوه جديدة وتطوير مستوى إمكانياتها، ولذلك أعتقد أن المطلوب حالياً هو العمل على تطوير الدراما المحلية بطريقة تواكب تطور الدولة في كافة المجالات، وهذا بلا شك لا يمكن أن يتم إلا بتوفير الدعم المطلوب.

دور الإعلام

أكد بطال سليمان أن المؤسسات الإعلامية المحلية لعبت دوراً في دعم الدراما المحلية، وقال: المؤسسات الإعلامية هي داعم أساسي للدراما المحلية، وبلا شك أنه كلما زاد دعم المؤسسات لهذه الدراما فإن ذلك سيسرع من عملية تطورها وسيساهم في رفع كم الأعمال المعروضة وسيرفع من مستوى المنافسة على تقديم الأجود والأفضل فيها.

نهج

يشدد المنتجون والمخرجون، والمعنيون في مجال الدراما المحلية، على أننا بحاجة ماسة للاشتغال على حيثية مهمة في الصدد، تتمثل في ضرورة أن يكون الإنتاج الدرامي كبير العدد وبوتيرة متضاعفة، وألا يكون فقط محصوراً بالموسم الرمضاني، وإنما أن يتم توزيع الأعمال على مدار العام، كما يحدث مع الدراما الخليجية والعربية. ويوضحون أيضاً، في الخصوص، أن ذلك التوجه كفيل بمتابعة التجويد التنويع في مضامينها وجوانبها الفنية.

المصدر: البيان