السعودي حيدر العبدالله «أمير الشعراء»

منوعات

3689974821

توج الشاعر السعودي حيدر العبدالله أميراً للشعراء لعام 2015، بعد فوزه بالمركز الأول في مسابقة وبرنامج «أمير الشعراء» في موسمه السادس، وحصوله على بردة الشعر وخاتم الإمارة وجائزة مالية قيمتها مليون درهم إماراتي، خلال الحلقة التي عرضت على الهواء مباشرة، مساء أول من أمس، من مسرح شاطئ الراحة. حيث قام سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية بتكريم الفائزين، بحضور رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي، ومدير أكاديمية الشعر سلطان العميمي، وعضو لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي عيسى المزروعي، وكوكبة من الدبلوماسيين والصحافيين. وقام الشاعر المصري الفائز في الدورة الماضية من المسابقة دكتور علاء جانب بتقليد حيدر العبدالله بردة الشعر وخاتم الإمارة.

وفاز الشاعر عصام خليفة من مصر بالمركز الثاني وجائزة قيمتها نصف مليون درهم إماراتي، وجاء الشاعر الموريتاني محمد ولد إدوم في المركز الثالث، وحصل على جائزة قيمتها 300 ألف درهم إماراتي، واحتل الشاعر نذير الصميدعي من العراق المركز الرابع وحصل على 200 ألف درهم إماراتي، بينما جاءت الشاعرة مناهل فتحي من السودان في المركز الخامس، وحصلت على جائزة قيمتها 100 ألف درهم إماراتي، إضافة إلى تكفل إدارة المسابقة بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة للفائزين.

بدأت الحلقة الختامية بالإعلان عن مغادرة الشاعر السوري مصعب بيروتية، بعد أن حصل على أقل نسبة من تصويت الجمهور، كما تم الإعلان عن معايير التنافس بين الشعراء الخمسة في الحلقة الأخيرة، حيث كان يتوجب على الشعراء كتابة قصيدة عمودية لا تقل عن ثمانية أبيات ولا تزيد على 10، مستوفية الشروط الفنية من وزن وقافية بموضوع حر يختاره كل شاعر حسب رغبته، فيما طُلب منهم كتابة أربعة أبيات تتمحور حول سؤال: ماذا لو لم تنل لقب أمير الشعراء؟

وكانت ذكرى الراحل محمد خلف المزروعي حاضرة في الحلقة، من خلال تقرير عُرض عن مراحل وتاريخ الشعر العربي حتى يوم إعلان العاصمة أبوظبي، من خلال هيئة أبوظبي للثقافة والتراث آنذاك، برئاسة الراحل محمد خلف إحياء لسان العرب من خلال إطلاق مسابقة تعنى بالشعر العربي الفصيح هي مسابقة «أمير الشعراء». وتحدث في التقرير عيسى سيف المزروعي عضو لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، لافتاً إلى أنّ الشعر يبقى أهم المراجع الأدبية والثقافية للأجيال المتعاقبة، وهو لسان حال المجتمعات في مختلف نواحي الحياة، مضيفاً: «لقد أطلقت المسابقة بشهادة الجميع حركة شعرية مهمة تؤدي دوراً محورياً في تعزيز المشهد الثقافي العربي، واليوم حققنا حلم الراحل الكبير الذي نفتقده أبوخلف هذا الموسم، من خلال النقل الحي للمنافسات الشعرية الذي تضمن أيضاً إلى جانب قناتي بينونة وأبوظبي، التلفزيون السعودي (القناة الأولى) وقناة المحور المصرية، كما أنّ هذا الموسم كان متميزاً بكل المقاييس».

وتحدث أعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من الدكتور صلاح فضل من مصر، والدكتور علي بن تميم من الإمارات، والدكتور عبدالملك مرتاض من الجزائر، في تقرير مصور عرض قبل بداية الحلقة عن المستويات العالية التي شهدتها هذه الدورة، فأجمعوا على أنّ الشعراء في هذا الموسم امتلكوا لغة عصية على الانكسار، فأبدعوا وقدموا نصوصاً تليق بهذه التظاهرة الثقافية، كما عبروا في نصوصهم عن الحب والوطن ولم يغفلوا ما يحدث في الوطن العربي، فكانوا لسان الحال، وأعادوا إحياء لسان العرب.

وتخلل الحلقة تقرير مصور عن ديكور المسرح، حيث تم التعاقد مع أحد أشهر الجهات المختصة لتصميم المسرح من الرسومات المستوحاة للفنان الهولندي إيشر، الذي استطاع دمج رسومات لجامع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومسجد الأزهر الشريف بالقاهرة، كما تم التعاقد مع شركة عالمية متخصصة، من أجل تزويد المسرح بأحدث تكنولوجيا الإضاءة التي لم تُستخدم من قبل في البرامج الجماهيرية، من خلال وضع خطة استثنائية لتوزيع الإضاءة بشكل مختلف على المسرح كما تم تركيب شاشة تلفزيونية تبلغ مساحتها 120 متراً مربعاً، وإضافة أكثر من 500 قطعة من الرؤوس المزودة بالإضاءة الملونة تتحرك تلقائياً.

10 أسابيع

مسابقة «أمير الشعراء»، التي تنظمها وتنتجها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وتنفذها شركة بيراميديا، ويقدمها الفنان باسم ياخور، استمرت على مدى 10 أسابيع، وعرضت حلقاتها على الهواء مباشرة من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي عبر قناة «بينونة» الفضائية، وقناة أبوظبي الأولى، كما تم عرضها على التلفزيون السعودي، وقناة المحور الفضائية المصرية.

روابط

تطرق التقرير المصور إلى الأوبريت الغنائي، الذي أقيم في أول حلقة بعنوان «تشبه الأوطان دوماً أهلها»، وجمع المطرب الإماراتي حسين الجسمي «السفير فوق العادة للنوايا الحسنة»، والسعودي عبادي الجوهر، ويعد الأوبريت من الأعمال المميزة من حيث الفكرة والتنفيذ، فهو يجسد العلاقة المتميزة بين دولتين تمتلكان تاريخاً كبيراً من المواقف المشرفة، والتي تمتد إلى أزمنة طويلة، وكان لابد من تجسيد هذا التقارب في عمل فني، يوضح التكامل الإنساني والاجتماعي والثقافي بين الدولتين. وقد دارت فكرة الأوبريت عن تميز العلاقات السعودية الإماراتية، وقوة الروابط بينهما على المستويات الشعبية والرسمية، وللتعبير عن مدى تقدير الدولتين لعمق روابط الصداقة والتعاون بينهما.

اتحاد الكتاب يهنئ «أمير الشعراء»

هنأ اتحاد كتاب وأدباء الإمارات لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي على النجاح الكبير الذي حققته في ختام الدورة السادسة لبرنامج أمير الشعراء، الذي تتولى تنظيمه. كما هنأ الشاعر السعودي حيدر العبدالله على فوزه بالمركز الأول في البرنامج، ووصفه بأنه فوز مستحق، نظراً لإمكاناته الشعرية العالية التي أكدها تجاوزه لجميع مراحل المسابقة. وأشاد بيان أصدره بهذه المناسبة بدور اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس اللجنة في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة، جنباً إلى جنب مع تظاهرات أخرى أثبتت فاعليتها في تنشيط الحالة الثقافية على المستويين الوطني والعربي، مثل برنامج «شاعر المليون»، و«الشارة التراثي الثقافي»، و«مهرجان ليوا للرطب»، و«مزاينة بينونة للإبل»، و«مهرجان الظفرة». ولفت الاتحاد إلى أن «أمير الشعراء» يؤكد عمق الرؤية التي تنطلق منها أبوظبي في تعاملها مع الثقافة، كما يؤكد فاعلية نهجها في تعميم الثقافة، وجعلها تفصيلاً يومياً وأساسياً يعيشه الإنسان ويتفاعل معه، بما يخدم الهدف البعيد حول ترسيخ منظومة راقية من القيم الروحية والجمالية والأخلاقية، تتوازن مع حركة التنمية الاقتصادية والسياسية التي تقود المجتمع وتحركه.

وقال الاتحاد: لم يعد «أمير الشعراء» مجرد برنامج تلفزيوني، أو مسابقة شعرية موسمية، بل أصبح مشروعاً إبداعياً متكاملاً، يتعلق بمستقبل الأجيال الشابة من الشعراء العرب، عبر إتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن طاقاتهم وإمكاناتهم الشعرية في ظروف مثالية من التحفيز والتفاعل الجماهيري المباشر، والاستثمار الواعي لوسائل الإعلام.

واستذكر الاتحاد في هذه المناسبة فقيد الثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، الذي انطلق برنامج «أمير الشعراء» خلال فترة توليه منصب مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وقال: إن بصماته لاتزال واضحة في مسيرة البرنامج، فالبرنامج كان تحدياً صعباً استطاع المزروعي أن يخوضه في شجاعة، بإطلاقه برنامجاً ثقافياً تلفزيونياً يتابعه جمهور يقدر بالملايين، متجاوزاً بذلك الانطباع السائد حول البرامج الثقافية. وختم الاتحاد بيانه بدعوة الشعراء الإماراتيين إلى المشاركة في الدورات المقبلة من هذا البرنامج، مؤكداً أن فرصتهم في المنافسة كبيرة، فهم أبناء تجربة مهمة أثبتت حضورها في مناسبات كثيرة، وتمتلك جميع مقومات النجاح.

المصدر: الامارات اليوم