بالفيديو: «سمك السلمون في اليمن».. ثقة بتحقيق المستحيل

منوعات

قد تبدو فكرة صيد سمك السلمون في اليمن فكرة مجنونة بحد ذاتها، إلا أنها صارت واقعية مع ظهور فيلم «صيد السلمون في اليمن»، المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب بول توردي، والتي نشرت في 2007، والفيلم الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، سبق أن عرض في مهرجان تورنتو السينمائي، وتمكن من تحقيق إيرادات بلغت نحو 10 ملايين دولار أميركي.

كثير من المضامين
بلا شك أنه لا يمكن تجاوز عمل سينمائي بحجم «صيد السلمون في اليمن»، فهو يعد من الأعمال رفيعة المستوى التي تحمل الكثير من المضامين والقيم الفنية والإبداعية عالية الجودة، فهو يستند إلى فضاءات إبداعية كثيرة تمكننا من إعادة اكتشاف النجم المصري عمرو واكد الذي يعتبر انتقاله إلى هوليوود نقلة نوعية في مسيرته الفنية، والتي يمكن أن تعيد إلى ذاكرتنا ذات النقلة التي أحدثها النجم عمر الشريف.

httpv://youtu.be/JSYuTFK8Eas

وقد يكون هذا الفيلم محظوظاً، ليس بفكرته فقط، وإنما بالطاقم الذي عمل على إنتاجه، فمن جهة تصدى لكتابة نصه السينمائي سايمون بوفوي الذي يعد واحداً من أبرز صناع السيناريوهات في العالم، فقد سبق له تقديم مجموعة من الأعمال السينمائية الرائعة أبرزها «المليون المتشرد»، و”127 ساعة”، و”ياسمين”، ومجموعة أخرى من الأعمال التي رسخت قيمته كمبدع قادر على منح السيناريو زخماً مليئاً بالمعاني والدلالات الثرية. ومن جهة أخرى، نجد أن الفيلم حظي بمخرج له رصيد جيد من الأعمال المهمة في السينما، وهو السويدي لسي هالستروم والذي اعتاد على التحرك ضمن منهجية سينما المؤلف ذات الفضاء الخصب، وقد سبق له تقديم أعمالاً مهمة أبرزها “منزل العصائر” و”شوكولا”.

إنصاف عربي
المتابع لهذا الفيلم والذي يحكي قصة شيخ عربي يدعى محمد بن زيدي التهامي لا يدخر جهدا أو مالاً لإقامة مشروع لصيد أسماك السلمون في اليمن. ولأجله يتعاقد مع عالم بريطاني يدعى فريد جونز والذي يؤدي دوره ايوان مكجريجور، لتنفيذ المشروع بمساعدة الخبيرة الاستشارية هارييت تشيتوود تالبوت، التي تؤدي دورها إيميلي بلانت، سيجد تحولاً كبيراً بين بدايته ونهايته، حيث يعمر الفيلم بعديد الرموز والمضامين كمشهد السباحة ضد التيار والتي تشبه حركة الدكتور آلفريد بين الناس، كما تشبه أيضا تصرفات الشيخ واختياراته والمعارضة التي يلقاها مشروعه، وايمانه المطلق بنجاح فكرته هذه، ليكرس بذلك الإيمان بأنه لا يوجد شيء مستحيل طالما وجدت الإرادة والأمل وهذا لا ينطبق فقط على المشاريع الاقتصادية وإنما ينسحب أيضاً على الايمان بالذات الانسانية وبإمكانية نسج علاقات الحب بين البشر أو ترميمها على الأقل، والمدقق بين أحداث الفيلم يجد فيه أيضاً انصافاً واضحاً للعرب، وهو بعكس الصورة النمطية عن العرب والتي درجت على تناولها السينما الغربية في معظم أفلامها، وهذا يمكن أن نلمسه من كم التلميحات المشبعة بالسخرية السياسية التي تعمق دلالات هذا العمل الروائي الثري بالأحاسيس والتحديات للذات والظروف.
يذكر أن الفيلم قد واجهة أثناء تصويره في المغرب مشكلات عدة، حيث تعرضت أماكن التصوير للغرق أكثر من مرة نتيجة الأمطار الغزيرة، ما دعا الفريق لإعادة بنائها أكثر من مرة، الأمر الذي أطلق عليه الممثل ايوان مكجريجور بأنه “تحقيق المستحيل”.

سكينة وهدوء
في تعليقه على الفيلم، قال كاتب السيناريو سايمون بوفوي: “إن الفيلم يتناول واحدة من أبسط الرغبات الإنسانية”. وأضاف: “إنها في واقع الأمر كناية عن البحث عن مكان للسكينة والهدوء والتأمل والعودة إلى الذات الحقيقية. كان يمكن أن تكون أي رياضة، لكني أعتقد أن صيد الأسماك يلخص السكينة التي كان ذلك الرجل سيبحث عنها من خلال ذلك المشروع المجنون لإنشاء مكان تضع فيه أسماك السلمون بيضها في الشرق الأوسط .. في الصحراء”. فيما قالت إيميلي بلانت، التي أدت دور البطولة في الفيلم: “أعتقد أنه أذهلني. لقد فتنت به. هذا العنوان فاتن. عندما بدأت قراءته خطر لي أنه أروع قصة، وبدا أنه يفتح مجالاً جديداً في رواية القصص، نحن نبحث عن ذلك، ومن النادر أن نعثر على سيناريو غير عادي”.

المصدر: البيان