تحت الضوء- جولة في أروقة 2013 للآداب اللبنانية والعربية: نغسل عيوننا بنضارة الإكتشاف الثاني

منوعات

رلى راشد

في طفرة الجردات السنوية التي غدت عنصرا ناظما للروتين الثقافي في كل نهاية عام، نستمر في استدعاء امتيازنا لنختار ما يروقنا من جعبة العام المنصرف على مستوى الأدب، واستكمالا على مستوى ضفافه الثقافية. نتوقّف عند الشقّين المحلي والعربي فنسخّر من جديد السلطة التي أُسندت إلينا، لنستبقي ما يدغدغ ذائقتنا. نفتح النافذة الثانية من حصاد 2013 على هبوب أصوات كتابيّة ومناسبات ووفيات وتكريمات في الفلكين اللبناني والعربي، وفي السياق عينه، على مناكفات بين المثقفين والقوى السياسية الساعية الى كمّ الأفواه، في بعض الأقطار. في ما يأتي نافذة استعادية لما جرى خلال اثني عشر شهرا، كأننا نغسل عيوننا بنضارة الإكتشاف الثاني.

تكريمات

ليس الحديث عن تكريم الشاعر اللبناني الفرنسي صلاح ستيتية المستحّق من صنف المجاملات اللفظية. ذلك ان ستيتية، قامة أدبية خاوت نور المشرق وطفل الطفولة والسخاء المضيف ولاحقت الفراشات الساقطة في قَدرِ الموت، وجعلت من الكائن- المرأة والكائن– اللغة، نقطة لقاء شعرية حدّدها بنفسه. لمجمل ما سبق، وللكثير مما لم يقل، استأهلت تجربة ستيتية أن يُفرد لها يومان من النقاش بمبادرة من “كلية الآداب والعلوم الإنسانية” في مقر الجامعة اللبنانية المركزي في المتحف، وفي رعاية رسمية. أرادت “لقاءات حول صلاح ستيتية، الإنسان والنتاج” كما سمّي المؤتمر، تأكيد نظرة الإبتهال المدركة إزاء رصيد أدبي وشعري خصوصا، نكاد نفتقده في أيامنا الراهنة، في ظل تبخيس الكلام المكتوب وتبخيس القصيدة. دار كلام الأسماء المحلية والدولية المدعوّة على ستيتية، وفي حضوره، وهو تفاعل أحيانا مع ما جرى ذكره، فعلّق وتندّر. كان ستيتية متعددا، شخصا في شخوص ، رجل الإستفهام والفعل وشاعر النقاء الخالص وعابر الثقافات، على ما حددته المحاور المختلفة. كان المؤتمر مناسبة ليصغي الشاعر الى تجربته الكتابية في أصوات الآخرين يتصفحون في شهادات أو أوراق بحثية، حقبات حياته ومصادر شغفه.

في الحادي عشر من كانون الأول استضاف القصر الملكي في أمستردام حفل تسليم “جوائز الأمير كلاوس” 2013 وكان أحد الفائزين بها لهذا العام شاعر الوعي السياسي الشعبي، أحمد فؤاد نجم. لم يكن خبر منح الجائزة الأهم في ذاك النهار وإنما خبر تعذِّر مجيء المكرّم الى مطرح التكريم، ذلك أن نجم كان مضى قبل أيام فحسب، في الثالث من كانون الأول 2013، عن الرابعة والثمانين، ليفقد عالم الاعتراض، احدى أشواكه المسننة. بناء على طلب أسرة الشاعر تلقت الإمتياز مترجمة قصائده وصديقته الدكتورة منى أنيس التي تولّت نقل قصائد عدة له سابقا. في المناسبة عينها أصدرت “مؤسسة الأمير كلاوس” كتاب “بقول الكلمة بالعالي” باللغتين العربية والإنكليزية متضمّنا مجموعة أشعار لنجم من بينها “الأوله بلدي” و”مصر يامّه” و”بابلو نيرودا” و”يا اسكندريه بحرك عجايب” و”محلا القصايد”، ترجمتها أنيس الى الإنكليزية ويمكن تصفّحها عبر موقع المؤسسة. يذكر ان أحمد فؤاد نجم هو ثاني مصري يفوز بهذا الامتياز.

فيما عام 2013 يهمّ بالإبتعاد رُكنت الى الشاعر المغربي محمد بنيس جائزة “ماكس جاكوب” الشعرية، بفضل ديوانه “المكان الوثني”، في ترجمته الفرنسية الصادرة في حزيران الماضي لدى “دار لاموريي” في فرنسا. المجموعة التي كانت نشرت في 1996 في المغرب لينقلها برنار نويل الى الفرنسية بالتعاون مع بنيس، خمس قصائد طويلة تتمحور على التنقيب في الأمكنة حيث تجد الكلمة منطقا يبرر أن تكون الصيغة المكتوبة من حواسنا. في مجموعة النصوص يحفّ الشاعر اللغة وهي ليست سوى لغة الشعر التي تحمل في طياتها دمغة المكان الوثني، مرتع اللذة والمعرفة. تشكّل هذه الجائزة التي ركنت سابقا الى ميشال دوغي وصلاح ستيتيه وجان ميشال مولبوا، اعترافا بعمل بنيس الشعري وحضوره في لغة موليير. تُسلّم وزيرة الثقافة الفرنسية أوريلي فيليبيتي الإمتياز لبنيس في الخامس من آذار 2014 في “المركز الوطني للكتاب” في باريس، ليفتتح الحدث برنامجا غنيا يترافق مع الذكرى السبعين لرحيل الشاعر جاكوب.

إصدارات

في باب الإصدارات، أتى 2013 بمجموعة من العناوين التي لا مفرّ من المرور بها، نتمهل عند بعضها.
“لعبة الأوراق والنور” و”ذهب أزرق” و”عشب الأيام”، ثلاثٌ لألبر كامو في ترجمة نجوى بركات:
لا يختلف إثنان في أن قراءة مفكرة ألبر كامو بأجزائها الثلاثة التي صدرت في أعقاب رحيل أمير العبث، ممر ضروري بالنسبة إلى كل طامح الى الإحاطة بمنجز الكاتب الفرنسي الكبير، من جوانبه كافة. لم تكن مهمة الروائية اللبنانية نجوى بركات في هذا السياق سهلة إذاً، ذلك ان الإنغماس في تعريب النصوص في تشعبها، يوازي قرع باب مختبر التأليف. نصوص المفكرة في الأجزاء الثلاثة، “لعبة الأوراق والنور” و”ذهب أزرق” و”عشب الأيام”، الصادرة لدى “كلمة” و”دار الآداب”، من صنف على حدة، لأنها تتعاطى مع عدّة الإشتغال الكتابي وتجمع بين الأمور الحسيّة، رؤية وقراءة، وانطباعات السفر والتأملات الفلسفية والملاحظات الأدبية والحميمة وسواها. والحال ان كل محاولة لنقل المفكرة الى لسان ليس لسانها، تساوي التجاسر على الضياع في متاهة التأليف، على التيه في الحديقة الخلفية لعناوين مرجعية من مثل “الغريب” و”الطاعون” وغيرها. خاوت بركات الكاتب والمسرحي كامو، ليستوي في رأسها خلال شهور العمل الدؤوب على ما تشير، فأتت النتيجة نصا على قدر التحديات مسكوبا في لغة ناضجة وواعية.

“دفتر الفسبكة” لأحمد بيضون

يعدّ الباحث في الشؤون اللبنانية وشؤون اللغة والثقافة العربيتين والمؤرخ الدكتور أحمد بيضون إصداره الحديث في 2013 “دفتر الفسبكة” وعنوانه الفرعي “نتف من سيرة البال والخاطر”، جزئيات وجدت انها تكاثرت على صفحته على موقع “فايسبوك” فجمعها بين دفتي مؤلَّف، ليجد إنها تمُتّ بنسب بعيد الى فرع من أدب السيرة الذي يُطلق عليه اسم اليوميات. في عام 2013 تسلّم بيضون أيضا “جائزة ميشال زكور” عن كتابه “لبنان بين الإصلاح المردود والخراب المنشود”.

معرضان

المكان بيروت والحدَث معرض الكتاب، وبين هذين الحدّين سألنا في 2013 أيهما بات يخدم الثاني؟ هل الحدث الثقافي يخدم حاضنته أم هي الحاضنة تمدّ الحدث بما تؤتمن عليه، فتجعل المناسبة، وإن تعثّرت، تبدو ملائمة؟ مع انطلاق “معرض بيروت العربي الدولي للكتاب” 2013 صوب خواتم هذه السنة، استقدم السؤال عن الرابط القائم بينه وبين الكتاب الناطق بالعربية، وعن ضرورة أن تدمغ ولادة أي إصدار بالمرور في أروقته. سألنا لأننا نريد “معرض بيروت العربي” مثالاً يحتذى، في ظل تكاثر المعارض ذات الصبغات المناطقية أو الإجتماعية والطائفية المغلقة على نفسها. أتى برنامج 2013 بحضور أدبي ونقديّ متفاوت، حيث أُغفلت بعض الأسماء المحورية، مع لحظ مجموعة من المحاضرات واللقاءات والتواقيع المهمة التي لا تنحصر بالسياق الأدبي وإنما تتوسّع لتشمل الفنون والسياسة والموسيقى. يروق بعض الكتّاب أن يزنّروا بالجموع وأن يغدوا محطّ حفاوة وورع لا متناهيين، ويروق بعض القراء الدنو منهم في حالتهم الانخطافيّة تلك، تشَبّهاً وانبهاراً، ولهاتين الفئتين تلبّي معارض الكتب في شقّها الترويجي، شيئاً من المطلوب. في حين يروق بعض الأقلام الأخرى التعويل على مشاركتها في المواعيد الأدبيّة لجعل طقسها التهليلي، طقس تفاعل يحقق حيوية مرجوّة تخرج المعارض من فخّ المناسبة الإجتماعية. في حين تراءت أطراف لبنان شبه مبتورة صوب نهاية 2013 وصار للعنف اليد الطولى والكلمة الفصل، شكّل “معرض بيروت العربي الدولي للكتاب” تحيّة أدبية مرتقبة في مستواها الأولى، ومحاولة لإخراجنا من بئس الحال، في مستواها الثاني.

لم يكن السواد الأعظم من الأسماء المدعوّة الى “معرض بيروت الفرنكوفوني” بين الأول والعاشر من تشرين الثاني 2013، من الطراز الهامشيّ في المشهد التأليفي لبنانيا ثم فرنسيا وفرنكوفونيا، بل جاز إدعاء العكس، من دون المجازفة باقتراف مبالغة. منذ واحد وعشرين عاما يريد المعرض تكريس موقعه ذريعة جميلة لجمع أقطاب تأليفية لن تلتئم في مكان واحد من دون مبرّر مقنع، وليست إقامة معرض للكِتاب سوى الحجة والنتيجة الأكثر ملاءمة. جاءت بعض النسخات على مستوى الطموحات، في حين قصّرت أخرى في استقطاب الأقلام الأدبية اللافتة، علما أن التوتر الأمني زاد الواقع تعقيدا أحيانا. لكن أكثر من معطى جعلنا نعوّل على دورة 2013. اجتمع خلال أيام قليلة في مجمع “بيال” في بيروت، كتّاب البعض منهم مكلل بالإمتيازات الى آخرين أفادوا من استقبال نقدي أو جمعوا المجد من طرفيه، أي ان الجوائز تذكّرتهم، في حين لم يجافهم النقد. من لبنان والبلدان الفرنكوفونية، قائمة ضمّت أصواتا مختلفة تسلل العديد منها، من طريق إصدارات حديثة، الى قوائم الإمتيازات الرئيسية في الموسم الأدبي الفرنسي. في 2013، استقطب “معرض بيروت الفرنكوفوني” السنوي بعض المرجعيات الكتابية المدينة الى أكثر من نوع، فحاذى الروائي والباحث أمين معلوف على هذا النحو، المؤرّخ الفرنسي المشغوف بالعالم العربي هنري لورنس والمؤرخ والناشر السوري الفرنسي فاروق مردم بك، الى أمينة سر “الأكاديمية الفرنسية” الدائمة والمؤرخة المتخصصة بالشؤون الروسية، هيلين كارير دانكوس. في حين أطلّت خلال الأيام العشرة أسماء ألفنا تردّدها إلى معرض بيروت، من مثل الشقيقين باتريك وأوليفيه بوافر دارفور والكاتب البلجيكي جان فيليب توسان الى الفرنسي ماتياس اينار. في ختام “معرض الكتاب الفرنكوفوني” 2013، نالت رواية “الجدار الرابع” للكاتب الفرنسي سورج شالاندون وهي مشروع أكثر فساحة من الحرب اللبنانية الموضعيّة، جائزة “لائحة غونكور – خيار الشرق” وتقاسمت جائزة “فينيكس” مع بحث “الشعب يريد” لجيلبير جلخ.

مقابلة

سمحَت رواية “ساق البامبو” (الدار العربية للعلوم ناشرون) لصاحبها الكويتي سعود السنعوسي بنيل “الجائزة العالمية للرواية العربية 2013”. يتناول نصك حكاية عيسى أو هوزيه المولود لوالد كويتي وعاملة المنازل الفيليبينية جوزفين. يعدّ اراغون الرواية مفتاح غُرَف مَنزِلِنا الممنوعة. هل دخل نصك غرف المجتمع الكويتي المُحَظرة؟

– استطاع النص دخول هذه الغرف، على رغم تحفّظي عن كلمة “محظرة”، فالرواية تناولت مسألة معروفة ورَدَت في صحفنا وصارت مادة دسمة للحديث في مجالسنا وأماكن عملنا واجتماعاتنا أحيانا. توقّف البعض عندها ربما لأنه جرى تناولها في عمل إبداعي. تحسس البعض من ذلك واعتبره هجوما قاسيا على بعض النماذج الإجتماعية. أرفض كلمة هجوم وأكتفي بكلمة قسوة. ما المانع أن نقسو على أنفسنا وعلى الآخرين إذا كان الحب دافع هذه القسوة؟ هناك أصوات قليلة جدا رفضت طرح الموضوع على هذا النحو، في مقابل أصوات كثيرة تأثرت بالعمل وأيّدتني وشاركتني حال الندم وتأنيب الضمير تجاه أمور ألفناها وباتت جزءا من ثقافتنا من دون أن ننتبه إلى خطورتها.

صراع

كباش مباشر وعلني شهدته مصر بين “الإخوان المسلمين” ومحرّكي الحياة الثقافية، ليصل أوجه في 2013 عندما جرى تعيين علاء عبد العزيز، وزيرا للثقافة. قوبلت الخطوة باستهجان المثقفين المصريين وقلقهم بسبب مجيء المسؤول المعيّن من مكان ملتبس، وقيامه بمجموعة خطوات مثيرة للريبة. لم يتردّد الوزير أولا في إقالة رئيس “الهيئة المصرية العامة للكتاب” أحمد مجاهد التي أصدرت في عهده، أعمالا لفنانين ونقاد بارزين. عزا البعض المبادرة الى الإقتصاص من مجاهد بسبب منح جائزة “معرض القاهرة الدولي للكتاب” الذي تنظمه الهيئة قبل فترة وجيزة، لكتاب “سرّ المعبد” النقدي إزاء “الإخوان المسلمين” التي ينتمي إليها الرئيس المصري آنذاك محمد مرسي.

مضى الوزير في خطواته التعسّفية ليقيل رئيسة “دار الأوبرا” المصرية إيناس عبد الدايم، فردّ فنانو الأوبرا من طريق إلغاء عرض “أوبرا عايدة” في حدث غير مسبوق في تاريخ دار الأوبرا منذ بدء عروضها قبل أكثر من 140 عاما. تضامن جمهور العرض مع الفنانين الآتين من مصر وإسبانيا وإيطاليا أيضا ورفضوا استرداد قيمة تذاكرهم، واستمر المصريون في محاربة ما اصطلح على تسميته “أخونة” الثقافة. كان احد تجلّيات انقطاع التواصل بين وزير الثقافة المعين والمثقفين المصريين، اعلان مثقفين وفنانين وائتلافات ثقافية ونقابات فنية، تأسيس “جبهة الدفاع عن الثقافة المصرية” للتصدي لمحاولات “هدم الثقافة والدفاع عن الحريات”. انطلق على هذا النحو اعتصام مفتوح للمثقفين والأدباء والكتاب أمام مقر وزارة الثقافة يوم الأربعاء 5 حزيران 2013، وصمّم الحاضرون على عدم مغادرة المكان أو فضّ الإعتصام حتى إقالة الوزير الإخواني. في 9 يوليو 2013 أعلن الكاتب المصري بهاء طاهر إنهاء تحرّك رموز الحركة الوطنية من المثقفين والفنانين السلمي في مقر وزارة الثقافة، بعدما حقق الإعتصام أهدافه برحيل وزير الثقافة علاء عبد العزيز، ومن ثم رحيل نظام “الإخوان المسلمين”. بعد استقالة عبد العزيز وزوال حكم الإخوان، عاد صابر عرب ليشغل منصب وزير الثقافة في حكومة حازم الببلاوي الإنتقالية.

بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013

قرّرت منظمة الأونيسكو في العام 1996 اعتماد فكرة العواصم الثقافيّة في المنطقة العربيّة بناء على اقتراح من الدول العربيّة الأعضاء في المنظمة، لتختار في هذا السياق بغداد “عاصمة الثقافة العربية” 2013. لكن منذ استبقاء المدينة تسبّب المشروع في خلافات حادة بين وزارة الثقافة العراقية المعنية به على نحو أساسي، وبين بعض الجهات الثقافية الأخرى التي شكّكت في إمكان استضافة المناسبة. إنطلقت النشاطات في آذار الماضي، خلال حفل افتتاح ضخم حضره كبار المسؤولين العراقيّين من ضمنهم رئيس الحكومة نوري المالكي والأمين العام لـجامعة الدول العربيّة نبيل العربي. غير انه ظلّ كمشروع محور جدال واعتراضات بعد شهور من انطلاقه، وليست أقل خلفيات الشقاق، أن يهمل العراق الرسمي الإشارة إلى منظمة الأونيسكو في إطار الحديث عن المناسبة، علما انها الجهة المشرفة عليها، والاكتفاء بالدلالة على جامعة الدول العربيّة. منذ سقوط نظام صدّام حسين في العام 2003، تعذّر على العراق اجتذاب احتفاءات بهذه المرتبة، في حين كان يمكن مشروعا من هذا الطراز أن يشكل مفصلا في تاريخه الحديث. غير ان أسماء ثقافية عراقية عدة تحفّظت عن نمط الأداء الرسمي ولفتت الى تقصيره في أكثر من مكان، فسكب كلام كثير لم يقدر له أن يخمد بعد.

المصدر: النهار