«ضحي في تايلند» يحل رابعاً في شباك التذاكر المحلي

منوعات

رهان جديد يخوضه المخرج الإماراتي راكان للعام الثاني على التوالي، عبر فيلمه الجديد «ضحي في تايلند» الذي يأتي مكملاً لفيلمه السابق «ضحي في أبوظبي» (2016)، ليبدو أن راكان عبر عمله الجديد يمضي في خطه، لا سيما وأن الفيلم طرح في أكثر من 50 صالة سينما محلية، ولا يزال الطريق أمامه ممهداً لدخول صالات السينما الكويتية والعمانية والبحرينية.

وهو ما يشير إلى المستوى الذي وصلت إليه أفلام السينما الإماراتية، خاصة وأن فيلم «ضحي في أبوظبي» لا يزال يعتبر حتى اللحظة الأعلى إيراداً في تاريخ السينما الإماراتية، بعد تحقيقه لإيرادات تجاوزت الـ 3 ملايين و670 ألف درهم.

الآمال لا تزال معلقة على «ضحي في تايلند» بأن يواصل تسلق سلم شباك التذاكر الإماراتي، حيث أشارت الإحصائيات إلى احتلاله المرتبة الرابعة فيه، في أول أسبوع عرض له، وهو ما يبين حالة العطش لوجود أفلام إماراتية في صالات العرض التجارية، بهدف كسر حدة سيطرة الأفلام الأميركية والهندية عليها.

وحدة عربية

المتابع للفيلم يشعر بمدى بساطة السيناريو، وعدم محاولة المخرج فيه الانجرار نحو الحبكة المعقدة، لتأتي مشاهده سلسة بشكل عام، وهي التي صورت جميعها في أحضان شوارع وأزقة بانكوك، العاصمة التايلندية، ومن خلالها قدم لنا حكاية تشبهنا جميعاً في بساطتها، وحضورها، وحتى مواقفها الكوميدية، وإن كانت قد جاءت بجرعة أقل بكثير من تلك التي تضمنها الفيلم السابق.

ليبدو أن المخرج راكان قد عمد هذه المرة إلى مد نظره نحو قضية «الوحدة العربية» لاعباً من خلالها على وتر العاطفة، عارضاً ما الذي يمكن أن تحدثه «الوحدة العربية» على الأرض، وهو ما بينه في مشاهد الفيلم الأخيرة التي تظهر تتويج «ضحي» ببطولة «الموتاي» (لعبة مصارعة تايلندية)، بعد تلقيه الدعم من أشقائه العرب على اختلاف مشاربهم.

وقد عزز ذلك من خلال جمعه لنجوم عرب، على رأسهم الفنان المصري حسن حسني والسوداني ربيع طه والعُماني سعود الدرمكي، ونخبة من نجوم الإمارات كالفنان عبدالله الجفالي والفنانة ملاك الخالدي والفنان عبدالله بوهاجوس والفنان سعيد السعدي، إضافة إلى بطل العمل الفنان أحمد صالح.

نصيب الأسد

في «ضحي في تايلند» عمل المخرج على توزيع الأدوار على كل أعضاء طاقم الفيلم، وللوهلة الأولى تشعر أن المخرج في هذا الفيلم قد حاول قدر الإمكان التحرر من «قبضة البطل الأوحد» التي وقع فيها في الفيلم الأول، ورغم تركيز المشاهد على «ضحي» إلا أن كل واحد من الفنانين كان له نصيب الأسد من الأحداث، وهو ما ساهم في عدم إصابة الجمهور بالملل.

لتظل الإشكالية الوحيدة التي وقع فيها راكان متمثلة في تركيزه على المشاهد العامة أو الكليشيهات التي تظهر بانكوك، حيث ساهمت في قطع المشاهد وعدم المحافظة على سلاستها، ليبدو أن ذهاب المخرج بهذا الاتجاه بهدف تأمين انتقالات مختلفة بين مشاهد الفيلم.

في حين يحسب لراكان جودة التصوير واختيار الكوادر السينمائية التي قدمت بعض المشاهد الجميلة، خاصة في حلبة الملاكمة، وعمليات التدريب على القتال التي خضع لها «ضحي»، ليبين لنا طبيعة القفزة النوعية التي شهدتها حياة «ضحي» نفسه من شخص عادي يتمتع بحس الكوميديا إلى بطل في الملاكمة.

ورغم أن النصف الأول من الفيلم لم يحمل أي مؤشرات نحو توجهه الوطني، إلا أن النصف الثاني جاء فعلياً أقوى من الأول، الذي حاول من خلاله راكان أن يمهد للحكاية وأن يركز فيه على المواقف الكوميدية، لنشهد في النصف الثاني النقلة النوعية، وعناصر المفاجأة المتمثلة في موقف «ضحي» من خطف عمه وعمته، وخضوعه للتدريب ودخوله لحلبة الملاكمة، ليرفع بذلك حس الإثارة والتشويق لدى الجمهور وترسيخ الشعور بالانتماء وحب الوطن والأهل، خاصة في مشاهد تحقيق «ضحي» للفوز بالبطولة.

المصدر: البيان