متحف فكتوريا وألبرت الاسكتلندي.. تحفة معمارية تحط على الماء

منوعات

يرتفع متحف فكتوريا وألبرت في دندي بواجهتين إحداهما على هيئة جرف صخري وأخرى على هيئة سفينة شراعية ضخمة على ضفاف نهر تاي الإسكتلندي، وكأنه تحفة فنية مثيرة للفضول وقد أبحرت من مملكة أخرى. بدائي ومستقبلي في آن بأشكاله المشابهة للهياكل الضخمة المغطاة بألواح من الإسمنت المجعّد المنتشر هنا وهناك صعوداً للأعلى وكأنه مدمّر أصلاً. وتكشف الكتلة الضخمة من بعض الزوايا الفتحة الهائلة للكهف، وتبدو من زوايا أخرى وكأنها جيفة أضلع حوت كبير مقذوف على الشاطئ أو حطام سفينة.

إنه الشكل المناسب تماماً بالنظر إلى الصعود الصاروخي لكلفة المشروع التي وصلت لـ80 مليون جنيه إسترليني على فترة زمنية امتدت لعقد كامل، زاخر بعواصف متعددة تصاعدت فيها التكلفة مراراً وشهدت موجات من التأخيرات واتهامات بالجملة حول سوء الإدارة.

تكلفة

المشروع الذي تم تصميمه في البدء بموازنة 27 مليون جنيه إسترليني ارتفعت فيما بعد لتبلغ 45 مليون جنيه إسترليني وكان مزمعاً أن ينبثق من مياه نهر التاي حطّ رحاله أخيراً على الأرض الصلبة وأنجز بتكلفة مضاعفة تقريباً بعد أربع سنوات من التأخير عن موعد التسليم.

«إذا أردنا إنجاز بناء أقرب إلى الطبيعة من مجرد بناء، تكون التكاليف غير متوقعة على الدوام. وقد واجهتنا الكثير من الأمور غير المتوقعة على طريق التنفيذ.» هذا ما جاء على لسان كينغو كوما المهندس الياباني الشهير المسؤول عن انتزاع هذا الشيء الجيولوجي الضخم من قعر النهر.

وها هي التحفة المعمارية تنتصب اليوم على مقربة من جارتها الطموحة «أر أر إس ديسكوفيري»، السفينة التي أبحرت بسكوت وشاكلتون إلى أنتركتيكا في مطلع التسعينيات. إنهما هيكلان متشابهان لناحية مسألة الشجاعة التي تحاذي الاستهتار.

مشهديات

ويتسم بناء المهندس كوما بحضور ساحر يشدّك لاستكشاف شقوقه المنقوشة وقد ارتفع على شكل هرمين مقلوبين يتصلان كلما اتجها صعوداً ليشكلا مداخل مقنطرة ترسم أجمل المشهديات المطلة على النهر.

«أحب أن أصنع المباني الموقعة باسمي من أجزاء، تبتعد عن الجدران الضخمة المملة وتمنح المكان حميمية أكبر. ويمكن لذلك أن يعطينا دروساً حول العمق والحجم والظل، في حين أن الصندوق الأبيض المجرد لا يعلمنا شيئاً.» هكذا وصف المهندس كوما تحفته وهو المعروف بتركيب أشكال هيكلية من قطع صغيرة.

المصدر: البيان