مهرجان الشارقة للشعر العربي ينطلق اليوم

منوعات

برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة تنطلق في تمام السادسة والنصف من مساء اليوم فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي الدورة الثانية عشرة، بمشاركة شعراء من 13 بلداً عربياً بست أمسيات شعرية وجلسة نقدية حول “القصيدة العمودية شكل فني أم مرجعية ثقافية”، يشارك فيها مجموعة من المختصين.

وتبدأ الفعاليات بقصر الثقافة بكلمة دائرة الثقافة والإعلام، يلي ذلك تكريم شخصيتي المهرجان بـ(جائزة الشارقة للشعر العربي)، وهما الشاعر سالم الزمر (الإمارات) والشاعر هارون هاشم رشيد (فلسطين)، ويستمر المهرجان حتى 10 يناير الجاري، بمشاركة نخبة من الشعراء.

(البيان) التقت الشاعر سالم الزمر، الذي فاز بالجائزة، والذي أثرى الساحة الشعرية في الإمارات بالكثير من قصائده التي لا تغيب عن ذاكرة الشعر الإماراتية، كما قدم العديد من البرامج الشعرية المتميزة سواء في الإذاعة أو في التلفزيون، فمن لا يذكر برنامج (عيون القصيد) و(شعراء الخليج) في تلفزيون دبي، وبرامج (أجمل الشعر) و(شعر وفكر) في تلفزيون الشارقة، وبرامجه الإذاعية مثل (على مشارف السحر) و(رياض الشعر) و( صفحات شعرية) و(قصائد لها ظلال) و(الماجدي بن ظاهر) في إذاعة دبي.

وبرنامج (قلائد شعر) في إذاعة أبوظبي، وبرنامج (قناديل شعر) في إذاعة الشارقة، إضافة إلى ما قدمه من قصائد ومقالات أدبية وثقافية في العديد من الصحف والمجلات الشعرية المتخصصة ما جعله واحداً من ركائز الحركة الثقافية والأدبية في دولة الإمارات والخليج.

وواحداً من أميز الشعراء الإعلاميين، والذي تم اختياره الشخصية المحلية المكرمة في مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورة هذا العام. وحول مسيرته الإبداعية كان الحوار التالي:

عيد الشعراء

بداية نقدم لكم التهنئة بمناسبة اختياركم الشخصية المحلية المكرمة في مهرجان الشارقة للشعر العربي لهذا العام، كيف تنظرون إلى هذا التكريم؟

إنه تكريم اعتز به وهو فخر لي، لأنه يأتي من مسقط رأسي الشارقة وبيد كريمة بيضاء هي يد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي راعي الثقافة والإنسان في الإمارات، والذي له في نفسي مكانة خاصة قبل هذا التكريم.

– كيف ينظر الزمر إلى مهرجان الشعر العربي ودوره في الحراك الثقافي والأدبي؟

مهرجان الشارقة للشعر بمثابة عيد للشعراء ويمثل سوق عكاظ الشعر العربي، كما أنه عيد سنوي نترقبه وهو من المقومات التي ساهمت بقوة في تعريف الجمهور بي.

فصيح ونبطي

حدثنا عن مسيرتك الشعرية متى وكيف بدأت؟

بدأت أحب الشعر وأنا في الثانوية العامة إذ كانت تغريني القصائد المغناة ودواوين الشعر لكبار الشعراء ولقد تسرب الشعر في نفسي شيئاً فشيئاً وبدأت أتجرأ على الكتابة منذ بداية دراستي الجامعية في الثمانينيات، ومنذ ذلك اليوم وأنا أكتب الشعر.

وقد تأثرت بكل شعراء الفصيح والنبطي، بدءاً من امرئ القيس مروراً بالمتنبي وأحمد شوقي والشابي وفهد العسكر ونزار وخليفة الوقيان وحمد بوشهاب وبدوي الجبل والأخطل وغيرهم كثر وفي النبطي تأثرت بكل شعراء الجزيرة العربية بدءاً من محمد القاضي وحمد المغلوث والماجدي بن ظاهر وبن مسلم وابن لعبون والخضر والعقيلي والجمري والشيخ زايد، رحمه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، وأحمد بن علي الكندي وسعيد بن عتيج الهاملي والكثيرون غيرهم.

ماذا يمثل الماجدي بن ظاهر في الساحة الشعرية الإماراتية؟

إبن ظاهر الماجدي في الشعر الإماراتي يمثل الشمس في سماء الشعر الإماراتي، وحينما يذكر ابن ظاهر يقترن الشعر باسمه مباشرة وهو بلا شك من كبار قامات الشعر في الإمارات.

حركة شعرية

كيف ترى الحركة الشعرية في الإمارات؟

أرى أن الحركة الشعرية في الإمارات في الطريق الصحيح كونها نشأت في بيئة شعرية أصيلة وشامخة، حيث نجد هناك أقلاماً شابة واعدة وطموحة ويأتي ذلك بفضل الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة في الدولة للمبدعين في كل المجالات سواء في الثقافة والأدب والفكر والتكنولوجيا والرياضة وغيرها، وهذا يمثل بيئة خصبة لكل مبدع وشاعر في مواصلة مشواره الإبداعي.

هناك من يقول إن الرواية طغت على الحركة الشعرية والعكس، بحكم خبرتك الإعلامية ومن خلال متابعتك للأحداث والفعاليات الثقافية والأدبية أيهما طغى على الآخر؟

نعم إنها كذلك في العالم العربي ولكن ذلك فقط عند النخبة وأصحاب التيارات والمنابر النخبوية، أما عند الإنسان العربي البسيط في الجامعات والشوارع والأحياء والحياة فمازال الشعر أنيس الأرواح ورفيق القلوب.

ماذا أضافت وسائل الإعلام المحلية للساحة الشعرية؟

أضافت ما أرادت أن تضيفه ولكنها ستضيف أكثر لو انحازت إلى الإبداع والشعر بصدق ووعي أكثر، وأرى أن الإعلام بحاجة إلى إعلام أكثر انحيازاً للشعر والإبداع منه إلى الإعلان والمجاملات.

اللغة والتراث

هناك من يقول إن اللغة الشعرية بحاجة إلى التجديد على اعتبار أن مفردات قصائد العصر الجاهلي وكذلك العصر الأموي والعباسي لم تعد متداولة أو مفهومة، ما مدى صحة هذا الرأي في نظرك؟

التجديد في الروح والمعاني واللغة الشعرية لا اللفظية والابتكار في الصورة هو أولى مع الحفاظ على لغة الشعر الجميلة ولا أعتقد أن هناك من يكتب بلغة شعر تلك العهود فإن كان كذلك فهو لا يعي معنى الشعر وهو مغيب عن عصره.

ما الدور الذي يستطيع أن يؤديه الشاعر في التصدي للأفكار الدخيلة والمنحرفة في ظل المتغيرات الراهنة؟

الشاعر رسام يمكنه أن يضمّنَ رأيه لوحاته الجميلة.

قدمت العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية خلال مسيرتك، في أيهما تجد نفسك أكثر؟ وماذا أضافت لك تلك البرامج؟

أجد نفسي في الإذاعة أكثر لأني أكون مع الكلمة والمستمع في سماوات مختلفة.

ما مدى ارتباط الشعر بالتراث؟

الشعر وعاء الإرث الإنساني في كثير منه ولكل شاعر وجيل أسلوبه وإبداعه وأتمنى أن يكون هناك شعراء شباب لهم ألوانهم المختلفة في الساحة الشعرية التي تشكل لوحة الشعر الجميلة للإمارات.

كلمة أخيرة تقدمة إلى قراء البيان؟

أحبكم وأتمنى لكم عاماً سعيداً هانئاً.

إضاءة

سالم الزمر المكرم من مهرجان الشعر العربي، خلال العام الجاري، شاعر وإعلامي إماراتي من مواليد الشارقة 1961، كتب في العديد من الصحف والمجلات المحلية والخليجية المتخصصة في الشعر والثقافة والأدب، ترأس القسم الثقافي بمجلة الصدى الإماراتية عند تأسيسها، وأشرف على الملف الشعري التراثي النبطي في مجلة الأسرة العصرية، قدم العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية المختصة بالشعر والتراث، له مجموعات شعرية نبطية بعنوان: “على جمر الغضا” و”صبح الحياة” وفي الفصيح مجموعته الشعرية “أغلى الرسائل”، ومن مؤلفاته “النبطي الفصيح”، “طائر الشعر”، بالإضافة إلى مجموعة شعرية مرتقبة، مستشار ثقافي وأدبي في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، كما يعمل مستشاراً في الإدارة العليا لمحاكم دبي.

وعن جديده الشعري قال إن هناك مجموعة شعرية فصيحة والأخرى نبطية، وكتاب في التراث الشعري النبطي وبرنامج إذاعي.

صوت شعري متميز

هنأ اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الشاعر سالم الزمر لحصوله على جائزة الشارقة للشعر العربي، والتي يتزامن تسليمها مع انطلاق فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي.

وجاء في بيان أصدره الاتحاد بالمناسبة أن الزمر صوت شعري إماراتي متميز، وهو صاحب تجربة كبيرة أضافت إلى رصيد الحركة الشعرية الإماراتية الكثير، إضافة إلى ذلك فهو وجه ثقافي بارز، وله بصمات ملموسة في مجال الشعر والأدب وحفظ التراث، إلى جانب مواقفه الوطنية المشهودة التي كرس لها نصيباً وافراً من شعره وأدبه، وقد جاء حصوله على جائزة الشعر العربي مستحقاً نظراً لكل هذه الأدوار التي قام بها.

وختم البيان بالقول: إن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يهنئ الزميل الشاعر والأديب سالم الزمر، وينظر إلى تكريمه على أنه تكريم لكل المبدعين في شتى الحقول والمجالات،

مشاركة شعراء من 13 بلداً عربياً في 6 أمسيات وجلسة نقدية

يشارك في مهرجان الشعر العربي شعراء من 13 بلداً عربياً بست أمسيات شعرية وجلسة نقدية حول “القصيدة العمودية شكل فني أم مرجعية ثقافية”، يشارك فيها نقاد الشعر العربي د. محمد عبد المطلب، ود. سعد البازعي، ود. رائد جميل عكاشة، ود. محمد الخطابي وتقديم د. بهيجة مصري.

ويأتي مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الحالية ليمثل ثورة في عرض الفكرة بلغة الإنسان، وببساطة التكوين وعمق المعاني، في ظل الثورات الكونية التي يُشتغل فيها على الإنسان، وتكمن فيها محاولات الأنسنة لتطويعه من أجل التقارب والتمازج ومن أجل الارتقاء بسوية الفكر والفعل.

أمسيات شعرية

ويلقي الشعراء أحمد محمد عبيد (الإمارات)، الدكتور عارف الساعدي (العراق) نماذج من قصائدهما، هذا ويقدم الحفل والأمسية الإعلامي محمد ملجد السويدي (الإمارات)، وتتواصل فعاليات المهرجان حيث تقام الأمسية الشعرية الثانية مساء غد، ويشارك فيها الشعراء عيسى جرابا (السعودية)، علي عبدالله خليفة (البحرين)، محمد العزام (الأردن) ويقدمهم الشاعر طلال سالم (الإمارات)، أما الأمسية الشعرية الثالثة فستقام مساء بعد يوم غد (الثلاثاء) يحييها الشعراء مراد السوداني (فلسطين)، صباح الدبي (المغرب)، عبدالواحد عمران (اليمن)، أحمد الحربي (السعودية)، ويقدمها الشاعر عامر الرقيبة (العراق).

فيما يشارك في الأمسية الشعرية الرابعة يوم الأربعاء المقبل الشعراء: عامر عاصي (العراق)، سلمى فايد (مصر)، عمار المعتصم (السودان)، شفيقة وعيل (الجزائر) ويقدمها الشاعر والإعلامي علي العامري (الأردن)، وتقام الأمسية الشعرية الخامسة مساء يوم الخميس المقبل بمشاركة الشعراء شيخة المطيري (الإمارات)، آدم فتحي (تونس)، سمير فراج (مصر)، خميس قلم الهنائي (سلطنة عمان) ويقدم الشعراء الشاعر هاني جبر (الأردن)، وتقام الأمسيات يومياً الساعة الثامنة مساءً بقصر الثقافة في قاعة المؤتمرات.

ملتقى فكري

أما الأمسية الشعرية السادسة فتبدأ الساعة الثامنة مساء يوم الجمعة المقبل بمكتبة وادي الحلو بالمنطقة الشرقية، ويشارك فيها الشعراء عارف الساعدي (العراق)، عبدالواحد عمران (اليمن)، أحمد محمد عبيد (الإمارات)، مراد السوداني (فلسطين)، عيسى جرابا (السعودية) ويقدمهم الشاعر عبدالرزاق الدرباس (سوريا) ، فيما ينظم بعد يوم غد (الثلاثاء) الملتقى الفكري المصاحب للمهرجان (القصيدة العمودية شكل فني أم مرجعية ثقافية) يشارك فيها: د. محمد عبدالمطلب، د. سعد البازعي، د. رائد جميل عكاشة، د. محمد الخطابي أما محاور الملتقى فهي (أثر التحولات الحضارية والثقافية في بناء القصيدة العمودية والقصيدة العمودية شكل فني أم مرجعية ثقافية ومحاولات تغريب القصيدة العمودية وأخيراً القصيدة العمودية موسيقى الشعر)، ويقدم جلسات الملتقى الدكتورة بهيجة مصري.

يرافق المهرجان مجموعة من المطبوعات التي تثري وتدعم النشاط وهي دليل المهرجان ودليل المكرمين إضافة إلى نشرة يومية (ديوان العرب) التي توثق الحدث وتعيش تفاصيل المهرجان مع ضيوفه.

المصدر: البيان