مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

مهنيو الصحافة

آراء

كان جميلا ذلك الجهد الذي بذله الزملاء في “الوطن” بالمتابعة المنشورة أول من أمس حول قرار رئاسة مجلس الوزراء بحصر ممارسة الصحافة على الصحفيين المعتمدين في هيئة الصحفيين السعوديين. فالمسألة فعلا بحاجة إلى توضيح أكثر، وجملة واحدة لم تكن كافية ليفهمها عدد كبير جدا من العاملين في الصحف الورقية وكذلك الإلكترونية.

ثمة نقطتان هنا من المهم الإشارة إليهما، أولاهما أن بدايات هيئة الصحفيين وما قامت به بعدها لم تشجع الصحفيين على الانتساب إليها، ولذلك توقف عدد المتفرغين من أعضائها على 441 عضوا، أما المتعاونون ممن لا يجوز لهم التصويت أو الترشح فعددهم قليل أصلا في الهيئة. ما يعني أن على الهيئة أن تطور نفسها.

النقطة الثانية التي لم تأخذها متابعات القرار بعين الاعتبار هي وجود شريحة كبيرة عاملة في الصحافة السعودية من الصحفيين العرب، ومعظمهم لم ينتسبوا لهيئة الصحفيين السعوديين لأكثر من سبب، مثل كونهم منتسبين إلى اتحادات الصحفيين في بلدانهم أو أنهم رأوا أن الهيئة لا تخدمهم في شيء، وبما أن الحيثيات التي بني عليها القرار تنطبق عليهم، فإن تساؤلا جديدا يقفز إلى الواجهة، وهو: ما وضع هؤلاء؟ كيف تطبق عليهم الشروط والضوابط التي تحدث عنها أمين عام هيئة الصحفيين السعوديين الدكتور عبدالله الجحلان في صحيفة “الشرق” أول من أمس؟ تلك الشروط التي قال إنها سوف توضع من قبل أكاديميين وممارسين للضوابط، وبيّن أن من يحمل بطاقة عضوية الهيئة حاليا “ليس شرطاً أن يكون مهنياً، ومن يحمل بطاقة الصحفيين، هو صحفي، ولكن ليس كل من يحمل هذه البطاقة هو مهني، وتنطبق عليه شروط المهنة”.

الجحلان ذَكَر الصحفيين غير السعوديين ضمن السياق كالتالي: “من تنطبق عليه هذه الضوابط المهنية سيكون معتمداً لدى الهيئة، سواء كان سعودياً أو غير سعودي، منتسباً أو متعاوناً”.

حسناً، إن لم ينتسب عدد من هؤلاء إلى هيئة الصحفيين، هل تتخلى عنهم صحفهم؟ وإن انتسبوا، ما المزايا التي تقدمها لهم الهيئة؟ أم ستكتفي بالسماح لهم بالعمل بدفعهم للرسوم المقررة؟ وما الذي سوف يحدث إن أرادت مؤسسة صحفية استقدام صحفيين من الخارج؟

بعض اتحادات الصحفيين في الدول العربية تمنح العضو العامل فيها راتبا تقاعديا عند وصوله سن التقاعد وخروجه من العمل، ويحصل العضو العامل وغير العامل على تخفيض قدره 50% في تذاكر الخطوط الجوية التابعة للدولة. كما يقوم الاتحاد بعمل جمعيات سكنية غير ربحية للأعضاء يستطيعون من خلالها امتلاك بيوت يدفعون قيمتها بالتقسيط على مدى 15 عاما.. وغير ذلك…

فما الذي ستقدمه هيئة الصحفيين السعوديين للصحفيين “المهنيين”..؟

الوطن أون لاين (2012-05-26)