نحن بخير

آراء

عندما تدخل مستشفى، أو أي مصحة في الإمارات، وترى الأعداد الهائلة من المرضى من مختلف الجنسيات ينامون على الأسرة البيضاء وتحيطهم ذوات القمصان القطنية برائحة الدواء، وأيدٍ تسترخي على الأجساد الساكنة، تشعر بأن بلادك بألف خير، وكلما أطلت النظر في العنابر ذات الأبواب المفتوحة على ممرات تعج بأصوات، معبقة بلهجات، ولغات، وهمس يوحي بأريحية المكان، ويشير إلى أن في مكان تستقر فيه النفوس، وتهدأ الألباب، ويعيش المرضى في زمن الإمارات، المضاء بأجمل مراحل التاريخ شفافية، وحب للآخر من دون تصنيف أو تزييف.

سألت إحدى الممرضات عن شخص كان مسجىً على السرير ومن دون حراك، فقالت الممرضة هذا الشخص فاقد الوعي، وينام هنا منذ أشهر، ويزوره أهله بين فترة وأخرى ولم تحدد التاريخ بالضبط، وهذا يعني أن الرجل أمضى وقتاً طويلاً في المستشفى ويلقى الرعاية، والعناية على أيدي موظفين، وممرضين وأطباء ممارسين.

ما لفت نظري، هو أن هذا السلوك إماراتي فريد ولا يضاهيه سلوك في مكان آخر، حيث العلاج مجاني، والاهتمام استثنائي، ونعرف جيداً أن أبناء الإمارات أحياناً تضطرهم الظروف للذهاب إلى الخارج للعلاج في إحدى الدول المتطورة طبياً، ولكن هذا الاستقبال لا يتم بالمجان، وإنما بمقابل مادي وأحياناً يكون باهظاً، ومكلفاً إلى درجة أن الأشخاص لا يستطيعون تحمل أعباء العلاج من دون مساعدة الحكومة الإماراتية.

في هذه الدول عندما يتعلق الأمر بالمادة، تنفصل القناعة بحقوق الإنسان، أو الديمقراطيات التي صدعوا الناس بها، وتكتشف أن كل الشعارات ليس إلا صبغة – جدران سرعان ما تتقشر، وتبرز الصورة الأصلية لتلك الشعارات.

لا نريد أن نتوغل في مثل هذه الأمثلة، ولكن الشيء بالشيء يذكر، وما يهمنا هنا في هذا المقال هو الدور الذي تقوم به الإمارات، ليس في الجانب الصحي فحسب، بل في كل المواقع والصعد نرى بلادنا تضع الإنسان في مقدمة الأولويات، تحميه بالرموش، وتحفظه تحت الجفون، فلا أحد هنا يشكو من تعب، ولا أحد يشعر بضيم، في بلد السعادة، ترى لذة الحياة

كجناح فراشة يرفرف في بصيص العيون، فتشعر أنت بأنك تملك الدنيا، عندما تكون بلادك بهذا الاتساع، والامتداد على مدى القارات، والعالم.

المصدر: الاتحاد