«نداء تونس» يرفض التفرد بالحكم ويعد بائتلاف حكومي

أخبار

غداة الإعلان المبكر عن فوزه بالانتخابات الاشتراعية التي أجريت في تونس الأحد الماضي، أعلن حزب «نداء تونس» العلماني أنه لن يحكم البلد بمفرده. وقال رئيس الحزب ومؤسسه الباجي قائد السبسي في مقابلة تلفزيونية مساء أول من أمس: «أنا لا أتحالف مع أحد إنما أتعامل مع الواقع». وأضاف: «أخذنا قراراً قبل الانتخابات بأن نداء تونس لن يحكم وحده ولو حصل على غالبية مطلقة. يجب أن نحكم مع غيرنا، مع الأقرب إلينا من العائلة الديموقراطية، لكن وفق النتائج».

وسيكون على «نداء تونس» الذي يُفترض أن يكون نال 80 مقعداً في البرلمان المقبل، تشكيل ائتلاف ليحصل على غالبية (109 مقاعد من أصل 217) التي تخوّله تشكيل الحكومة.

وكانت حركة «النهضة» الإسلامية أقرّت بناءً على تقديراتها الخاصة للنتائج، بحلولها ثانية في الانتخابات. وقال الناطق باسمها زياد العذاري إن الفارق بين «النهضة» و «نداء تونس» يبلغ نحو 12 مقعداً.

ووسط ترحيب عربي ودولي بـ «نجاح التجربة التونسية في الانتقال الديموقراطي السلمي»، صرح القيادي البارز في «النهضة» وزير العدل السابق نور الدين البحيري بأن «رئيس الحركة راشد الغنوشي هنأ رئيس السبسي بفوز حزبه في الانتخابات البرلمانية وفق النتائج الأولية».

وكان مئات من مناصري «النهضة» احتشدوا مساء أول من أمس، أمام مقرها المركزي «للاحتفال بفوز تونس في الانتخابات وتكريس التداول السلمي على السلطة ونجاح الانتقال الديموقراطي في البلاد على رغم عدم حصول الحركة على المرتبة الأولى».

ويُتوقع أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في مؤتمر صحافي اليوم، النتائج الرسمية وتوزيع المقاعد في البرلمان المقبل.

وأشارت النتائج الجزئية التي أُعلنت خلال اليومين الماضيين إلى تقدم «النهضة» في المحافظات الجنوبية (مدنين وقابس وتطاوين وتوزر وقبلي) في مقابل تقدم «نداء تونس» في المحافظات الساحلية والقريبة من العاصمة.

وأجمعت بعثات المراقبة الدولية التي تابعت الانتخابات التونسية على نزاهة وشفافية عمليتي الاقتراع والفرز. وأكدت كل من بعثة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية وغيرها على أن «العملية الانتخابية أجريت بشكل جيد وسلمي مع وجود بعض التجاوزات التي لم تؤثر على جوهر الانتخابات» كما افادت بيانات منفصلة لبعثات المراقبة.

وكشف رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار في مؤتمر صحافي أمس، أن موظفي الهيئة اتخذوا إجراءات ضد التجاوزات التي رصدت، «وذلك لتلافيها في الانتخابات الرئاسية والمحطات الانتخابية المقبلة»، معبراً عن ارتياحه لسير العملية الانتخابية بهدوء وشفافية.

في سياق متصل، هنأت دول عربية وغربية والأمم المتحدة، في بيانات منفصلة، تونس على نجاح انتخاباتها الاشتراعية، معتبرة ذلك خطوة على طريق الانتقال الديموقرطي.

وهنأ وزير الخارجية الأميركية جون كيري الشعب التونسي على الانتخابات البرلمانية ورأى أنها «خطوةً كبيرة لتشكيل برلمان منتخب في شكل ديموقراطي ولبناء الأساس لمستقبل آمن ومزدهر».

وستشهد البلاد في الفترة المقبلة نقاشات حول التحالفات المرتقبة بين الاحزاب لتشكيل الائتلاف الحكومي المقبل، في وقت ستتجه الأنظار إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

المصدر: الحياة