نظام “الملالي” يحترق بنيران أشعلها في المنطقة

آراء

الشارع الإيراني ينتفض ضد سياسات نظام المرشد

نظام “الملالي” يحترق بنيران أشعلها في المنطقة

تونس ـــــ خاص لهات بوست: بقلم الباحثة في العلوم الثقافية وفاء بونابي

لم ينفع نظام “الملالي” سياسات “تخدير” الشارع الإيراني عبر الشعارات القومية والنعرات الدينية التي طالما رفعها لسنوات متواصلة ساعدته في إحكام قبضته على شعب يعاني من تردي الأوضاع الاجتماعية وقمع للحريات،إضافة للعقوبات التي سلطت على الشعب الإيراني جراء سياسات نظام يمعن في إهدار المال العام على “مغامرات” خارجية هدفها زرع الفوضى وزعزعة أمن أنظمة مجاورة وتهديد السلام في المنطقة وفي العالم عبر دعم الجماعات الإرهابية وعقد تحالفات علنية وسرية مع أنظمة متطرفة بهدف التوسع وفرض السيطرة،وقد تناسى نظام “الملالي” القضايا الحارقة المطروحة على طاولات الداخل الإيراني..

في دولة تعد ثان أكبر احتاطي نفطي يتم رفع أسعار المحروقات رفعا مشطا يرهق جيوب الشعب المفقر مما دفعه للخروج للشوارع والاحتجاج السلمي فلا يجد غير الرصاص والسلاح موجه لصدره العاري فيسقط الجرحى ويصل الأمر لقتل احد المتظاهرين السلميين في مدينة سرجان حسبما ذكر ناشطون ووسائل إعلام إيرانية،رغم ما يتردد من أخبار متواترة عن سقوط ثلاث متظاهرين حتى الساعة،ليخرج المدعي العام الإيراني ويشدد على أن طهران “ستتصدى بحزم للمخلين بالأمن والنظام العام” مواصلا بذلك نظام “الملالي”  سياسات الغي  والتعنت التي ينتهجها،متجاهلا أن الأزمات والمشاكل المسببة لاحتقان الشارع الإيراني ستظل مستمرة ودائمة لأنها مرتبطة بطبيعة دولة نظامها الحاكم طائفي وعنصري،يحكم بقبضة الأمنية تحاصر الحريات بكل أشكالها وتنشر الرعب والإرهاب،إضافة إلى الأزمات الاقتصادية التي تمس حياة الناس اليومية نتيجة ارتفاع الأسعار وانتشار البطالة،مما جعل الشارع الإيراني يدخل في حالة من الاحتقان ليست الأولى من نوعها فعلى مر سنوات منقضية اندلعت العديد من المظاهرات المنددة بالغلاء والفساد وسياسات الحكومة الداخلية والخارجية وتردي الأوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس حسن روحاني،رفع المتظاهرون خلالها شعارات منها “الموت لروحاني” و”الموت للدكتاتور”،فضلا على انتفاض الشارع الإيراني ضد فساد النظام وإهدار ثروات البلاد لتمويل ميليشيات إرهابية في الخارج بمليارات الدولارات،ورفضه لتداعيات الحروب الخارجية التي تورط فيها النظام عسكريا خاصة في اليمن وسوريا والبحرين والعراق…

يواصل نظام “الملالي” اليوم اعتقال الناشطين السلميين وسياسيين وحقوقيين في الداخل والخارج نتيجة مطالبهم بإسقاط النظام ووقف تدخله بالبلدان العربية والالتفات للشأن الداخلي وتلبية حاجيات الشعب،وهو ما جعل الشارع الإيراني يتحرك في موجة من الغضب والاستياء نتيجة السياسات الاقتصادية والخارجية الخاطئة،إلا أن نظام “الملالي” قام بقمع هذه التظاهرات بالنار والبطش والاعتقالات،وشهدت الشوارع الإيرانية،منذ يوم الجمعة الماضي،عدد من الاحتجاجات التي احتاجت مدنا إيرانية كبرى من بينها العاصمة طهران، وشملت كذلك الشمال الشرقي للبلاد بمدن مشهد،وبالجنوب بمدينة سرجان والأحواز بغرب البلاد كذلك، في الوقت الذي عملت فيه قوات الأمن على التصدي للمحتجين بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع،كما أفاد بذلك عدد من وكالات الأخبار العربية والدولية،فيما أكدت بعض المصادر في المعارضة الإيرانية أن قوات الأمن تواصل أطلاق الرصاص على المحتجين في مدينة بهبهان جنوب غربي إيران،وفي مدينة ساوة وسط إيران،اضافة لعدد من الاشتباكات في مدينة سرجان التي حاول المتظاهرين مهاجمة مستودع للنفط بنية إشعال النار فيه،وقد أكدت عدد من المواقع الإخبارية التابعة للمعارضة الإيرانية أن المظاهرات اليوم السبت قد امتدت على أكثر من 35 مدينة إيرانية..وعملت سلطات نظام “الملالي” على قطع خدمات الإنترنت عن مدن عدة في البلاد خوفا من نزول سكان مدن اخرى للشوارع ولمنع التواصل بين المتظاهرين ولقطع البث عن مواقع وصفحات تنشر عمليات قمع المحتجين السلميين…

استمرار نظام “الملالي” في تعنته وغيه،بدأت تظهر نتائجه الكارثية والمأسوية التي تتزامن مع هذه الاحتجاجات التي كشفت الشرخ الكبير بينه وبين تطلعات الشارع مما جعل الأصوات من الداخل والخارج تنتقد السياسات الخارجية التي تؤكد أنها لم تجلب سوى الخراب لدولتهم،وعلم الشعب الإيراني انه رهينة لنظام يهدر كل موارد الدولة في تغذية صراعات عبثية وفوضى مدبرة في المنطقة عبر إشعال نيران الفتنة،لكن هذه النيران ارتدت اليوم لتنفجر كراتها في وجه من صنعها وتتحول “إلى الجحيم الذي سيحرقهم ومشروعهم،وينقلب السحر على الساحر” على حد تعبير بعض المراقبين،وهو ما يشير إلى ظهور بوادر التصدع في هيكل النظام المتخبط اليوم في اندفاعه نحو الهاوية،وما هذه الاحتجاجات التي تحتاج الشارع الإيراني اليوم سوى مسمارا أخيرا يدق في نعش أحلام نظام “الملالي” في التوسع على حساب شعوب آمنة إلى جانب ما حققته عاصفة الحزم،كمشروع عربي كان بمثابة صمام آمان للأمن العربي،حيث كشفت عاصفة الحزم بقوتها وأهدافها هشاشة حلم “الملالي” المتداعي نحو السقوط،وكانت ردا حازما على “عربدة” نظام متصدع يحتمي بميليشيات إرهابية تنشر الفساد في الأرض وأظهرت للعالم أن نهاية هذا النظام قريبة جدا وهي نتيجة حتمية لكل نظام طائفي عنصري تكون فيه ” الأحلام والمشاريع خارج الزمن وعلى حساب المستقبل” حسب تعبير أحد المتابعين والمراقبين…