نهيان بن مبارك: 17 ألف عمل إبداعي بالمعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح

أخبار

أطلق معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش اليوم فعاليات المعرض الأول للمحتوى المعرفي في مجالات التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية تحت عنوان “تعايش مبني على المعرفة” والذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش ويستمر لمدة 5 أيام بمشاركة دولية بارزة تضمنت 150 ناشرا و87 أديبا وكاتبا ومفكرا.

حضر الافتتاح معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب والفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصرية الأسبق وسعادة عفراء الصابري المدير العالم بمكتب معالي وزير التسامح والتعايش وسعادة الدكتور سلطان النعيمي مدير عام مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وسعادة سعيد محمد على النابودة السويدي مدير عام هيئة الثقافة والفنون دبي وسعادة الدكتور عارف الحمادي نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولجيا، وسعادة الدكتور محمد بن جرش، والكاتب رشيد الخيون، والدكتورة فاطمة سعيد الشامسي نائبة المدير للشؤون الأكاديمية في جامعة باريس السوربون-أبوظبي، وسعادة السفير الدكتور خالد فتح الرحمن مدير إدارة الحوار والتنوع الثقافي بالإيسيسكو، والدكتور مجدي حاج إبراهيم خبير برامج بالإيسيسكو والدكتور محمد صالح المعالج رئيس لجنة المعارض العربية والدولية.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك في الكلمة التي وجهها إلى المشاركين في افتتاح المعرض الأول للمحتوى المعرفي، في مجالات التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية تحت عنوان “تعايش مبني على المعرفة” إننا في الإمارات، ونحن نحرص على معرفة الآخرين والإحاطة بتاريخهم وثقافاتهم وتعميق مبادئ التعارف والحوار والعمل المشترك معهم، إنما ننطلق في ذلك من الإرث الخالد لمؤسس الدولة العظيم، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وهو القائد التاريخي، الذي تعلمنا منه أن التسامح والتعايش هما الحياة في سلام مع الآخرين والانفتاح عليهم بإيجابية، هما الحرص الكامل على توفير الحياة الكريمة للجميع ، والتعايش والتسامح في فكر زايد الخير هما الطريق إلى تحقيق التنمية الناجحة والمستدامة، وهما أسلوب ناجح لحل النزاعات والصراعات ونشر المحبة والسلام في ربوع العالم، وهما كذلك جزء من القوة الناعمة للدولة وأداةً لتأكيد مكانتها المرموقة بين الأمم والشعوب.

وأضاف معاليه: “إن دولتنا العزيزة بقادتها الكرام وشعبها المعطاء تسير قدماً على خطى الوالد المؤسس الدولة، في أن يكون التسامح ركنا أصيلاً في مسيرة المجتمع في إطار التزام قوي بتنمية الإنسان وتعظيم معارفه وقدراته، ودعم ارتباطه بالمجتمع من حوله، وهذا المعرض قد نما من مشروع “الألف عمل إبداعي في مجالات التسامح والأخوة الإنسانية” الذي أطلقته الوزارة في العام الماضي وانتهينا من تنفيذه بنجاح من خلال ما تم بالفعل من إنتاج ألف عمل معرفي سواء ورقي أو رقمي أو مقروء ومسموع ، وأعمال فنية ملائمة في مجالات التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية وهذه الأعمال ترونها اليوم معروضه أمامكم في جناح الوزارة في هذا المعرض”.

وأوضح معاليه: “أن النجاح في تنفيذ هذا المشروع يدفعنا اليوم إلى الإعلان أمامكم عن الانتقال إلى المرحلة التالية فيه وهي إنتاج عشرة آلاف عمل إبداعي في مجالات التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية تكون أساساً في تنظيم الدورات التالية لهذا المعرض في السنوات المقبلة”.

أكد معاليه أن أهداف المعرض تشمل تشجيع برامج التأليف والترجمة والنشر بجميع الوسائط المقروءة والمسموعة والمرئية والتي تستهدف جميع فئات السكان وباللغات المختلفة، بالإضافة إلى تشجيع المؤلفين والمبدعين والناشرين، ووسائل الإعلام وكافة مؤسسات المجتمع على إنجاز إنتاج معرف، يسهم في تحقيق التواصل بين أصحاب الحضارات والثقافات ويؤدي إلى إعلاء قيم الحوار الإيجابي، ونبذ الأفكار الهدامة، ونشر ثقافة التعايش والسلام في ربوع العالم كله.

ودعا معاليه الجميع إلى التعرف على المواد المعروضة والتي تزيد على 17 ألف عمل إبداعي وإلى الاستمتاع بالندوات والأنشطة والأمسيات الاحتفالية التي تميز هذا المعرض ..معبرا عن أمله بأن يتحول المعرض إلى حدث سنوي، للقراءة والتأليف وإتاحة الفرصة أمام الناشرين والمؤلفين والجمهور العام، للحوار والتعارف وتأكيد دور التسامح والتعايش في مسيرة العالم.

أوضح معاليه أن فعاليات المعرض تنتظم في خمسة محاور توزع على أيامه الخمسة تبدأ بتناول التعايش في فكر الوالد المؤسس، المغفو له الشيخ زايد، واليوم الثاني يركز على دور التقنيات الحديثة والنشر الرقمي في التنمية المعرفية المتعلقة بالتسامح والتعايش واليوم الثالث يعرض المحتوى المعرفي للتعايش في عالم الطفولة فيما يركز اليوم الرابع على التعايش في الأندلس، باعتبار أن ذلك يمثل تجربة فريدة ورائدة في التسامح والأخوة الإنسانية، واليوم الخامس يكون عن اللغة العربية ومكانتها، باعتبارها لغة للتعارف والحوار والتعايش.

وقال معاليه إن وجود ما يقرب من 150 ناشرا، بالإضافة إلى مشاركة عدد كبير من الكُتاب والمؤلفين من بلدان متعددة، والمشاركة الواسعة من الوزارات والدوائر المحلية ومن السفارات بالدولة، معبرا عن شكره الجزيل لجميع المشاركين من الكُتاب والفنانين ودور النشر والمؤسسات المحلية والاتحادية وجميع الأفراد والمنظمات، كما توجه بالشكر إلى سفارة كندا التي هي ضيف الشرف في هذا المعرض، وسفارة أسبانيا التي وفرت المعارف والفنانين والنحاتين والخطاطين والوثائق حول الأندلس، كما أشاد بسفارات مصر والأردن وجميع السفارات المشاركة.

وأوضح معاليه: “إننا ونحن نقوم بتنظيم هذا المعرض في الفضاء الافتراضي هذا العام بسبب تداعيات فيروس كورنا المستجد، فإنما نتطلع إلى أن يكون تنظيمه في الأعوام القادمة مزيجاً من الاعتماد على التقنيات، والاعتماد على العروض المكانية وإتاحة الزيارات إليه بصفةٍ شخصية وصولاً إلى ما نسعى إليه من تعميق فرص اللقاء والتعارف بين الجميع سواء داخل الدولة أو عبر الحدود السياسية والجغرافية.

ومن جانبها قالت الدكتورة ميشيل بامبلنج الأستاذ الزائر بقسم الفن وتاريخ الفن بجامعة نيويورك أبوظبي في كلمتها خلال افتتاح المعرض “يشرفني أن أعبر عن إعجابي الشديد بدولة الإمارات والتي استمتعت بالإقامة فيها لأكثر من عقد من الزمان، فقد تأسست هذه الدولة وفق قيم عالمية ثابتة، ومن أعظم نقاط القوة فيها احترام الآخرين والرغبة في التعايش المتناغم معهم، وقد عملت في دولة الإمارات عن قرب مع مواطنين إماراتيين وكذلك أشخاص من أنحاء مختلفة من العالم في مشاريع للبحث والنشر والمعارض التعاونية، وكان هذا ممكناً بفضل احترام دولة الإمارات الحقيقي للتنوع وتقدير الأخوة الإنسانية، ولهذا الانفتاح تجاه الأشخاص من مختلف الثقافات والعقائد جذور تاريخية عميقة في التجارة البحرية، وكذلك عند تأسيس دولة الإمارات في عام 1971، حيث سعى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلى جانب القادة المؤسسين الآخرين، لإقامة علاقات دولية سلمية من خلال الانضمام إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وعلى المستوى المحلي شجعت روح الترحيب لديهم إقامة بنية اجتماعية مبنية على الاحترام المتبادل للآخرين، ويتردد صدى هذا الموقف من الانفتاح واحترام الاختلافات في المجتمع الإماراتي في عصرنا الحالي.

وأضافت أنه في هذه الفترة الحرجة التي تشهد تفشي جائحة كوفيد 19 عالميًا، كان الموقف الأخلاقي لدولة الإمارات بشأن رعاية كل فرد داخل المجتمع بأكمله أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وفي كلمتها في حفل الافتتاح قالت سعادة مارسي جروسمن سفيرة كندا لدى الدولة: “يسعدني أن أكون هنا ويشرفني أن كندا طلبت المشاركة من قبل وزارة التسامح والتعايش الإماراتية في معرضها الافتراضي الأول عن التسامح، حيث يشرفنا أن نعمل مع شركائنا الدوليين مثل الإمارات الذين يشاركوننا وجهة نظرنا حول أهمية التسامح، ومن أجل تحقيق أهدافنا المتمثلة في تعزيز التعايش واحترام التنوع كأساس نحو السلام والازدهار”.

وعبرت عن إيمانها بأن للفنون والثقافة القدرة على تشكيل الأفكار والتأثير على الأفكار وتوحيدنا وتشجيعنا على أن نكون مواطنين أكثر استنارة في العالم، باعتبارها وسيلة يمكنها بناء الجسور وخلق البيئة المناسبة للتفاهم، مؤكدة أن ثلاثة كنديين بارزين سيشاركون في هذا الحدث في الأيام المقبلة، ويسعدهم أن يتمكنوا من مشاركة معرفتهم وخبرتهم والتزامهم ببناء مجتمع متسامح من خلال كتاباتهم وفنونهم ومعارضهم.

وعقب الافتتاح الرسمي للمعرض انطلقت الندوة الرئيسة لليوم الأول للمعرض والتي أداراتها الدكتورة عائشة البوسميط وتحدث خلالها وسعادة الدكتور سلطان النعيمي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية كمتحدث رئيسي إضافة إلى عدد كبير من المداخلات من عدد كبير من الشخصيات الثقافية والمعرفية المشاركة من الإمارات ومختلف دول العالم.

وأشاد الدكتور سلطان في بداية تقديم رؤيته حول التعايش في فكر زايد بشعار المعرض ” تسامح مبني على المعرفة” باعتباره منهجا ورؤية تبرهن على أن التعايش ليس ترفا ومجالات للتغني بكلماته، وإنما هو واقع تعمل دولة الإمارات بقيادتها ومواطنيها على تعزيزها كواقع على الأرض يضع الإمارات كرمز عالمي في التسامح، ولعل التسامح والتعايش الإماراتي الذي نعيش في ظلاله ليس وليد اليوم وإنما له تاريخ طويل، ومحطات متعددة، ولكن أبرزها وأهمها ما يتعلق بالوالد المؤسس الشيخ زايد طيب الله ثراه، الذي آمن بالتسامح والتعايش منهجا وطريقا، وتحمل كافة التحديات ليغرس هذه القيم في نفوس أبناء الإمارات وكافة المقيمين على ارض الإمارات لتكون أسلوب حياة للجميع.

وأضاف” “لكي نلقي الاضواء على هذا الملف لابد من معرفة سمات ومفاهيم التعايش والتسامح في فكر زايد والتي تتناول قبول الآخر وتجاوز الخلافات إلى آفاق التعاون، وتقبل الأفكار والآراء المختلفة، والتعاطف مع الجميع إلى غير ذلك من السمات، ولعل ما تعيشه الإمارات اليوم هو امتداد لفكر هذا الرجل الذي يعد رمزا عالميا للتسامح، الذي حول البيئة الصعبة التي انطلق منها منذ كان حاكما للعين عام 1946 إلى بيئة تقوم على التعايش والتعاون وبذلك في ذلك الكثير وواجه الكثير من المقاومة ولكن جهوده كللت جميعا بالنجاح، وكل ذلك موثق في العديد من المراجع العالمية ولعل أهمها ما كتبه مبارك بن لندن عن زايد في كتابه “الرمال العربية”.

وأوضح أن المغفور له الشيخ زايد الذي بدأ بالعين في إرساء قيم التسامح والتعايش لم يتوقف يوما حتى عم التعايش كافة أرجاء الإمارات، ومن ثم الخليج، وكان حريصا على أن يصل بهذا المنهج إلى العالم ليس من خلال الكلمات، وإنما بمواقفه وأفعاله، وسماته الخاصة، وما تعيشه الإمارات اليوم إنما هو ثمار ما غرس زايد.

وأشاد بجهود القيادة الرشيدة لدولة الإمارات في دعم وتعزيز هذه القيم سواء من خلال العديد من القوانين التي تعزز قيم التعايش والتواصل، أو من خلال المبادرات والبرامج على الصعيدين المحلي والعالمي، التي تحمل هذه القيم السامية إلى الجميع.

واختتم الدكتور سلطان النعيمي بتوجيه الشكر لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك للانطلاق بهذا المعرض رغم ما تفرضه كورونا على العالم من تحديات، واتاحة الفرصة له لكي يتحدث عن التعايش في فكر زايد، متمنيا النجاح للمعرض في تحقيق أهدافه، وان تظل الإمارات زمزا للتعايش والسلام واحترام الآخر بما تحمله من قيم أصيلة، وما تتمتع به من نهضة وحضارة.

وام/أحمد النعيمي/رضا عبدالنور