هجمة مرتدة

آراء

لعل القرار الصادر من قبل معظم الحكومات بفتح الاقتصاد تدريجيا ثم فتحه بالكامل لاحقا لم يأتِ من فراغ بل لحاجة ملحة وهو أن لا يتوقف رتم الحياة عند حدود فايروس أوقف الكرة الأرضية برمتها.

ومع خطورة هذه الجائحة لاحظنا أن الكوكب بأكمله تغيرت به معالمه فتوقفت كل أنشطة الحياة دون استثناء عدا أولائك الجنود اصحاب الرداء الأبيض الذين اخذوا على عاتقهم أكبر مسؤلية لحماية البشرية.

ومع كل التحذيرات والارشادات لكيفية التعامل مع هذا الوباء الا أننا نقف محتارين من سلوك بعض البشر في ذلك الاندفاع للخروج والاختلاط والعودة الى الفوضى السابقة.

تختلف ثقافات الشعوب من شعب لآخر في مدى استيعابها لمسؤولياتها وإلى فرض نظام جديد من التكيف السلوكي تجاه مثل هذه الجوائح.. فالشعب الياباني والألماني مثلا لديهم التزام صارم بتطبيق تعاليم وزارات الصحة ولذلك تجد ان نسب الاصابات تكاد تكون مقبولة وان عجلة الجائحة بدأت تبطيء شيئا فشيئا. على النقيض تماما هناك شعوب تسعى الى الانتحار والأخذ بنفسها وغيرها للهاوية وهذا نتيجة التطبع السلوكي والجنوح للفوضى أكثر من الالتزام.

لا شك ان تلك الجموع الغفيرة التي خرجت بأعداد هائلة للتنزه هو مؤشر غير صحي للسلوك الفردي الميال الى الفوضى والعبثية.

وبالرغم أن فترة الحجر المفروض أنها علمت الناس الكثير من الالتزام بقواعد أساسية منها النظافة الشخصية وارتداء الكمامةات والتباعد الجسدي والاجتماعي إلا أننا كنا نلاحظ في عز الأزمة من يخرق تلك القوانين كأنه يخرق السفينة ليغرق أهلها

تلك الشعوب لا يردعها خوف من مرض بل تردعها العقوبة الصارمة لوقف تلك الهجمة المرتدة والجانحة للفوضى والتي لا قدر الله ستتسبب في موجة ثانية أكثر فتكاً وأوغل إيلاما.