هدنة العيد تنهار.. والقصف الإسرائيلي يستعر

أخبار

1406588953409098400

أعاد اليوم الأول لعيد الفطر في قطاع غزة إلى الأذهان بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع قبل 21 يوما، إذ استهدفت هجمات «مجنونة» متنزها في مخيم الشاطئ مما أسفر عن وقوع «مجزرة أطفال» راح ضحيتها عشرة منهم. كما قصفت إسرائيل مستشفى الشفاء الطبي، أحد أكبر وأهم مستشفيات القطاع، مما خلف قتلى وجرحى. وردت حركة حماس وفصائل فلسطينية بقصف مدينتي أشكول وحيفا مما أدى إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين، تبعته عملية تسلل قرب حي الشجاعية في كيبوتس «شعار هنيغف»، قالت حماس إنها انتهت بمقتل 10 جنود.

وفي تصعيد للموقف، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصميمه على الاستمرار في المعارك حتى تدمير جميع إنفاق حماس، وقال إن «إسرائيل في حاجة إلى الجلد والإصرار لمواصلة الحملة على غزة»، وإن على الإسرائيليين الاستعداد لحرب طويلة.

وكان الموقف تفجر في غزة بعد ساعات قليلة من هدنة ميدانية يمكن وصفها بـ«هدنة العيد» أو «الأمر الواقع»، عندما بدأت إسرائيل، بقصف في جباليا شمال القطاع تسبب بقتل الطفل سميح جنيد (4 سنوات) ومحمد أبو لوز (22 سنة)، قبل أن تقصفت الطائرات الإسرائيلية مقر العيادات الخارجية لمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، وهو أكبر مستشفى في المدينة، ثم استهدفت متنزها في مخيم الشاطئ هرب إليه الأطفال بحثا عن ساعة فرح في العيد مما أدى إلى مقتل 10 أطفال وجرح حوالي 50 آخرين.

وشوهد رجال غاضبون وهم يحملون أشلاء وأجزاء أطفال كانوا يلهون قبل أن يغطي لحمهم ودمهم المتنزه، ويهتفون «لا للهدنة لا للهدنة»، ويدعون للانتقام. وأكد أيمن السحباني مدير الاستقبال في مجمع الشفاء وصول عشرة قتلى من الأطفال في الغارة التي استهدفت حديقة في مخيم الشاطئ، ونفت إسرائيل قصف الشفاء أو منتزه الأطفال.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن «انفجارات مستشفى الشفاء ومخيم الشاطئ ناجمة عن قذائف صاروخية أطلقها مخربون فلسطينيون وسقطت عن طريق الخطأ داخل قطاع غزة. جيش الدفاع لم ينفذ أي غارة في تلك المناطق».

وتعهدت حركتا حماس والجهاد بالانتقام لـ«المجزرة»، وفورا سقطت قذائف هاون على تجمع للجنود الإسرائيليين في أشكول، واعترفت إسرائيل بمقتل أربعة جنود وإصابة 10 آخرين. كما قصفت حماس مدينة حيفا التي تبعد نحو 150 كيلومترا عن غزة وهو أول قصف منذ أيام طويلة.

وفي تطور لاحق، أعلنت إسرائيل عن تمكن مجموعة من المسلحين من التسلل إلى كيبوتس «شعار هنيغف» وقالت إن اشتباكات دارت في المكان، ثم أعلنت حماس أن مقاتليها «تمكنوا من قتل 10 جنود في عملية نفذت خلف خطوط العدو شرق الشجاعية»، ولم يتسن التأكد من ذلك فورا.

وارتفع عدد الذين قتلتهم إسرائيل في غزة في اليوم 21 للعدوان إلى 1052 قتيلا، بينهم أطفال الشاطئ، وثلاثة آخرون توفوا أمس متأثرين بجراحهم، وسبعة انتشلوا من بلدة خزاعة في خان يونس، بعد أن سمح بالدخول إلى المنطقة التي حاصرها الجيش ستة أيام.

وتشير إحصائيات وزارة الصحة إلى أن من بين ضحايا العدوان على غزة 249 طفلا و94 سيدة و50 مسنا. أما الجرحى فوصلوا إلى 6400 بينهم 2050 طفلا و1169 سيدة و257 مسنا.

كما اتهمت وزارة الصحة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب «مذابح» بحق المدنيين العزل واستهداف 54 عائلة فلسطينية، أدى إلى «ارتقاء 291 شهيدا من أفراد هذه العوائل».

وفي وقت سابق، حاولت القوات الإسرائيلية اقتحام منطقة جباليا شمال قطاع غزة، واشتبكت مع مقاتلين فلسطينيين في المكان، فيما وصف بالأعنف بعد اشتباكات الشجاعية.

وقالت شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن القوات الإسرائيلية حاولت التوغل في جباليا من جهة الشرق لكن مقاتلين واجهوها بالهاونات وإطلاق النار، وقد تفجرت اشتباكات استمرت لوقت طويل.

وأعلنت كتائب القسام أن عناصرها اشتبكوا مع قوة خاصة راجلة شرق جباليا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقصفوها بقذائف هاون، وقتلوا جنديين لكن إسرائيل تحدثت فقط عن إصابة جندي في الاشتباكات.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن جنديا من الجيش أصيب بجروح ما بين طفيفة ومتوسطة في الاشتباكات مع الفلسطينيين وإنه نقل إلى مستشفى «تل هشومير» للمعالجة.

وتمددت المواجهات من شرق جباليا إلى مناطق حجر الديك والبريج القريبة، وشوهدت النيران تشتعل في دبابة إسرائيلية في المكان، قبل أن تقصف إسرائيل المنطقة بعنف شديد. وأدى القصف المركز على جباليا ووسط القطاع إلى نزوح عائلات جديدة إلى مراكز إيواء المشردين التي فتحتها وكالة غوث اللاجئين، التي يعتقد أنها استقبلت نحو ربع مليون فلسطيني خلال هذه الحرب.

ومن بين المناطق التي استهدفت في القصف كذلك، الشجاعية شرق غزة وبيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع، ووزع الجيش منشورات في هذه المناطق تحرض الأهالي على حماس وتقول إن الحركة الإسلامية لا تهتم لمصيرهم.

وقال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو أصاب أمس منصتين مطمورتين لإطلاق الصواريخ ومنشاة لإنتاج الوسائل القتالية في شمال ووسط قطاع غزة.

وقال الناطق بلسان جيش الإسرائيلي إنه منذ بدء العملية البرية في القطاع هاجمت قوات الجيش 2944 هدفا بما في ذلك 495 منصة لإطلاق الصواريخ وخمسون منشأة لإنتاج الوسائل القتالية وثلاثمائة وواحد وسبعون مقرا للقيادة والسيطرة، كما جرى اكتشاف 32 نفقا.

dd_dhy_gz

المصدر: رام الله: كفاح زبون – الشرق الأوسط