هدى ابراهيم الخميس
هدى ابراهيم الخميس
مؤسّس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون

«أبو خالد».. فارس الإنسانية

آراء

إنَّ المتتبع لدور الإمارات العربية المتحدة في العمل الخيري، سيلاحظ بلا شك نجاحها الكبير في صنع فرق بمجال العمل الإنساني على الصعد كافة، محلياً وإقليمياً وعالمياً، بفضل القيم والمبادئ التي وضعها الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وعلى دربها سارت قيادتنا الرشيدة، لترسخ العمل التطوعي كأسلوب حياة.

على مدى سنوات، أصبحت الإمارات العربية المتحدة، في ظل هذا التوجه، على قمة الدول المانحة للمساعدات ومصدر إلهام إنساني للعالم أجمع، بمسيرة متواصلة ومستدامة من العمل التطوعي والخيري، ومد يد العون للمحتاجين بكل أنحاء العالم، بالرغم من كافة التحديات، وبغض النظر عن العرق أو الدين أو اللون، ماضيةً في تحقيق رسالتها الإنسانية الأسمى، إدراكاً منها بالمسؤولية الاجتماعية للدولة تجاه البشرية جمعاء.

واليوم وبحروف من نور، تتوج جهود الإمارات في دعم وإغاثة المحتاجين حول العالم في ظل جائحة كورونا «كوفيد- 19»، بتقليد الفاتيكان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بوسام «رجل الإنسانية» وفارسها بكل ما تعنيه الفروسية من قيم إنسانية وأخلاق عالية وشرف أصيل؛ اعترافاً بدور سموه القيادي العالمي وشخصيته الملهمة الداعية للأخوّة الإنسانية والسلام، والذي استطاع من خلال مواقفه الاستثنائية أن يكسب أسمى أوجه التقدير والعرفان في المحافل العالمية كافة.

هذا التقدير العالمي المرموق لفارس الإنسانية «أبو خالد» عزنا وفخرنا، الذي تنطلق إنجازاته في مدى لا يحدّه مضمار العطاء، يؤكد على مواقف سموه العظيمة على مختلف الصعد، المحلية والإقليمية والعالمية، ويعكس الصورة المشرقة للإمارات ولقيادتها الرشيدة، ودورهم الريادي في مد يد العون والمساعدات حول العالم، خاصة في ظل التداعيات الناجمة عن جائحة «كورونا»، فهنيئاً لنا وللوطن بهذا التقدير العظيم لقائدنا وملهمنا، الإنسان الذي يضع إغاثة أخيه في الإنسانية بالمقام الأول.

فمع كل أزمة كان يواجهها العالم، وفي كل موقف تواجهه دولة صديقة أو شقيقة، تبرز الإمارات، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان؛ لتقديم مساعدات طبية وتوظيف كافة الإمكانات ومد العون والمساعدة للآخرين متجاوزة بذلك حدود الزمان والمكان، تجسيداً لنهج العمل الخيري والإنساني، الذي يُعد أحد الركائز الأساسية لدولة الإمارات العربية المتحدة في النهوض بمكونات الحضارة والإنسانية، انطلاقاً من مواقف إنسانية نبيلة.

ومنذ انتشار جائحة «كورونا»، بادرت الإمارات العربية المتحدة، إلى مد جسور المساعدات الإنسانية لتصل إلى أكثر من 135 دولة حول العالم، حاملة مساعدات طبية وإنسانية عاجلة استفاد منها نحو مليونين من العاملين في المجال الطبي، وما نشهده اليوم على أرض الواقع، ما هو إلا ثمرة لجهود سموه طويلة الأمد من التخطيط وتشكيل الوعي الجمعي لتعم رسالة الإنسانية والخير والسلام في أرجاء العالم كافة.

وفي هذه اللحظات نقف وكلنا فخر بالرسالة الحضارية والإنسانية التي قدمها سموه للعمل الإنساني، والتي تسهم في التخفيف من حدة تداعيات أكبر أزمة عايشها العالم في القرن الحالي، وتنجو بالإنسانية ومنجزها الحضاري، لنؤكد من جديد على إيماننا الراسخ بهذه الرؤية المتفردة في العمل الإنساني والتزامنا بدعمها على الصعد كافة.

المصدر: الاتحاد