هزيمة مذلة لحزب أردوغان في أنقرة واسطنبول خلال الانتخابات المحلية

أخبار

تعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى انتكاسة كبرى، اليوم الإاثنين، بعدما أظهرت نتائج الانتخابات المحلية أن حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه خسر العاصمة أنقرة واسطنبول أكبر مدن البلاد.

وتشكل خسارة أهم مدينتين في البلاد هزيمة مدوية لأردوغان، الذي كان هو نفسه رئيس بلدية اسطنبول.

وانخرط أردوغان بقوة في الحملة الانتخابية فصوّر الانتخابات البلدية على أنها معركة حياة أو موت. لكن الاقتراع كان بمثابة استفتاء على حكم حزب العدالة والتنمية بعدما تباطأ الاقتصاد التركي لأول مرة منذ عقد.

وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات سعدي غوفن أن مرشح المعارضة لتولي رئاسة بلدية اسطنبول إكرام إمام أوغلو يتصدر النتائج بنحو 28 ألف صوت مع فرز معظم الأصوات.

وحصل إمام أوغلو على قرابة 4,16 مليون صوت مقابل 4,13 مليوناً لمرشح حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء السابق بن علي يلديريم المقرب جداً من أردوغان.

وأعلن المرشحان فوزهما في وقت مبكر عقب سباق محموم لترؤس بلدية أكبر مدن البلاد عندما أظهرت النتائج الأولية أنهما متعادلان تقريباً.

وقال إمام أوغلو للصحافيين الإثنين “نريد أن نبدأ بالعمل على خدمة الشعب في أقرب وقت ممكن. نريد أن نتعاون مع جميع المؤسسات في تركيا لنتمكن سريعاً من سد احتياجات اسطنبول”.

وفي أنقرة، تقدم مرشح المعارضة لرئاسة مجلس بلدية العاصمة منصور يافاش على مرشح حزب العدالة والتنمية محمد أوز هسكي بحصوله على 50,89% من الأصوات مقابل 47,06% بعد فرز 99% من صناديق الاقتراع.

وقال يافاش، أمام أنصاره الذين لوحوا بالأعلام التركية الحمراء وأطلقوا الأسهم النارية خلال تجمع احتفالي، “فازت أنقرة. الخاسر في أنقرة هو أوز هسكي، خسرت السياسات القذرة وانتصرت الديموقراطية”.

تحمل خسارة اسطنبول على وجه الخصوص حساسية بالنسبة لأردوغان الذي ترعرع في حي “قاسم باشا” في المدينة الذي يقطنه أفراد الطبقة العاملة ولطالما كرر لأعضاء حزبه أن الفوز في المدينة يساوي الفوز بتركيا كاملة.

ورشّح أحد أنصاره، هو رئيس الوزراء السابق يلديريم، وأقام تجمعات انتخابية لأكثر من مرة في اليوم في أحياء اسطنبول.

وخلال التجمعات الانتخابية بوجود أنصاره، وهم الأتراك المحافظين والأكثر تدينا إجمالاً، قدم أردوغان معارضيه على أنهم أعداء الدولة فأشار إلى أنهم على صلة بمقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين خاضوا تمرداً استمر على مدى عقود.

على الضفة الأخرى، يؤكد الناشطون المدافعون عن حقوق الإنسان وحلفاء أنقرة الغربيين أن الديموقراطية تأذّت في عهده وخصوصاً بعد انقلاب عام 2016 الفاشل الذي اعتقل على خلفيته عشرات الآلاف من المعارضين.

وبنى حزب العدالة والتنمية نجاحاته في صناديق الاقتراع على ما يعتبرونها كفاءة أردوغان الاقتصادية. لكن قبل أيام من الانتخابات، تراجعت الليرة التركية مجدداً ما أعاد إلى الذاكرة الأزمة التي عاشتها العملة المحلية عام 2018 والتي تأذت بفعلها الكثير من العائلات التركية.

المصدر: الاتحاد