هل سرقت «تويوتا» فكرة «المرسيدس»؟

آراء

الله عليكم يا (السعوديين)! لا هم عندكم هذه الأيام إلا الملكية الفكرية وحقوق المؤلف وتأديب كل من يسطوعلى أي فكرة بتقليدها حتى وإن كُتبت قبل ألف سنة. ولهذا فإنني أقترح على المنافحين عن حقوق المبتكرين عندنا أن يرفعوا قضية سطو ضد مؤسس شركة تويوتا وعدد آخر من الشركات المصنعة للسيارات لأنهم “سرقوا” الفكرة من شركة مرسيدس الألمانية ومهندسها الشهير بنز. بل وأقترح رفع قضايا ضد من يسمي مولوده باسم سبقه إليه أحد. فمن يسمي (محمد) فقد سطا على الإسم. وسيعود الفضل للسعوديين في القضاء نهائياً على مفهوم “توارد خواطر” أو “اقتباس” ومن يكرر فكرة سبقه إليها آخر – خاصة إن كان هذا الآخر سعودي الأصل والمنشأ – فهو بلا جدال سارق أفكارغيره وعن سابق قصد. ومن اليوم لا يجوزأن نكتب عن أضرارالتدخين وخطرالمخدرات ولا عن أهمية الحوارأوحتمية سقوط بشارلأننا إن فعلنا فقد سطونا على أفكار غيرنا. وعليك أن تضع “عطستك” بين قوسين لكيلا تتهم بسرقة فكرة من سبقك. يعجبني “جماعتنا” حينما يصطفون، بالحق أو الباطل، وراء فكرة ثم يستخدمونها لتصفية حساباتهم القديمة والجديدة حتى لو تطلب الأمرعسف أعناق الحقيقة واستخراج أدلة واهية فقط لتسجيل نقطة ضد خصم أو منافس. هل أحلف بأغلظ الأيمان أنني لا أعني هنا قضية القرني والعضيدان؟ لا أحتاج أن أقسم لكم أنني من أنصار حقوق الملكية الفكرية وحماية حقوق أصحاب الأفكار الجديدة والخلاقة. لكنني – في الوقت نفسه – أرى جماعات وأفراداً وقد تمادوا في خلطهم بين الجائز وغير الجائز في اقتباس وتداول الأفكار حتى صرت أخشى أن ألقي السلام على أناس في الطريق فيصرخ في وجهي أحدهم: قف عند حدك، لقد سطوت على فكرة غيرك!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٥٧) صفحة (١٧) بتاريخ (٣٠-٠١-٢٠١٢)