عبد الله الشمري
عبد الله الشمري
عبد الله الشمري كاتب و باحث سعودي متخصص في الشؤون التركية

هل يمكن هزيمة الطائفية ؟

آراء

جمعني الاسبوع الماضي حوار جميل مع د.سليمان الهتلان في حديث الخليج والذي تعرضه قناة الحرة وكان اللقاء يتمحور حول الوضع الاقليمي والعلاقات الخليجية مع ايران والعراق وتركيا ، وتقييم الادوار التركية والإيرانية في منطقة الشرق الاوسط وخاصة بعد الربيع العربي وانعكاسات ذلك على الدور السعودي والذي يحتاج الى آليات دبلوماسية جديدة تقوم على تكتيكات مبتكرة تتواءم وطبيعة المرحلة الحرجة .

طرحت في اللقاء ان الخميني لم يكن زعيما دينيا او مذهبيا بل كان داهية سياسيا استطاع التمرد على النظرية التقليدية الشيعية السياسية وفرض (ولاية الفقيه) وتطوير فكرتها ، كما طرحت في اللقاء كيف ان الخميني استطاع (استعارة أو سرقة) النموذج  السني في الحكم حيث الشورى وأهل الحل والعقد والذي يتنافى مع عصمة الأئمة وشبهت الوضع القائم في ايران بعد ولاية الفقيه بالتحول الذي حدث في الفكر اليهودي الصهيوني (1948م ) حيث انه من المعلوم  يهوديا انه لا يجوز اقامة دولة يهودية لأنهم منفيون بأمر الله .

تحدثنا عن المتغير الدولي والاقليمي بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر  ودعم امريكا الواضح للنموذج الاسلامي التركي (بل ودعم تركيا لقيادة  الاسلام العربي وغير العربي ) ثم الغزو الامريكي للعراق وإخراج القمقم الطائفي من مخبئه وكان هناك قناعه ان المستهدف من هذه الاحداث جميعا منطقة الخليج والسعودية تحديدا ،وكيف ان وزير الخارجية التركي البروفسور احمد داوود اوغلوا حذر قبل 6 اشهر من الحرب الباردة الطائفية وطرفا الحرب هما السعودية وإيران.

تحدثنا عن الشيعة العرب في الاحواز (والذين تم تجاهلهم سياسيا وإعلاميا لعقود طويلة ) وتطرقنا لشيعة العراق من القبائل العربية المستوطنة او الوافدة حيث تشيعت الاجيال الاولى تشيعا اسميا ومع الزمن جاءت اجيال صار تشيعها سياسيا ، وخاصة بعد الاحتلال الامريكي للعراق ،وتحدثنا عن اهمية كسب قلوب وعقول الشيعة في الخليج وفي السعودية وإعطائهم مزيدا من الثقة بل والاستفادة منهم كعنصر لصالحنا في تنافسنا او صراعنا مع ايران.

كان هناك اتفاق على ان احد اسباب العداء مع ايران هو الجهل بها (الناس اعداء ما جهلوا) فجهلنا بإيران السياحة وإيران الفن والموسيقى وإيران السجاد وإيران بسبب انعدام وجود مراكز الابحاث والفصليات المتخصصة بإيران وقلة العارفين باللغة الفارسية.

ختاما المملكة حاضنة قبلة المسلمين ولذا عليها مسئولية تاريخية ويجب ان تكون بمثابة الأب للجميع وأن تتعامل مع الجميع بحلم وتسامح وصبر ، فهناك من الطرفين للأسف من  يتاجر بإذكاء الفتنة الطائفية ويكسب من ذلك سياسيا وماديا .

ليبق الحوار والتنافس أو حتى الصراع مع ايران سياسيا فقط دون ان نعطي فرصة للتأجيج الطائفي .

المصدر:  اليوم