هيا بنت الحسين تدعو إلى رفع القيود عن «السلطة الرابعة» وإعطاء الإعلاميين حقوقهم المادية

أخبار

دعت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم سمو الأميرة هيا بنت الحسين سفيرة الأمم المتحدة للسلام رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، إلى رفع القيود عن «السلطة الرابعة»، ضمن احترام الأصول، وصون النظم القانونية والأخلاقية المنظمة لمهنة الإعلام، مؤكدة ضرورة إعطاء الإعلاميين حقوقهم المادية، بما يكفل لهم العيش بكرامة. وأوصت بضرورة تأسيس ميثاق شرف جديد لمهنة الصحافة، تحت مظلة منتدى الإعلام العربي، يضمن حقوقاً متساوية لجميع الأطراف.

جاء ذلك، خلال كلمة سموها الافتتاحية لفعاليات منتدى الإعلام العربي في دورته الـ15، عرضت خلالها عدداً من الأمثلة الدالة على دور القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، وجهودها المتواصلة للمحافظة على حقوق وصون كرامة، ليس فقط المواطن الإماراتي، بل كذلك احترام ومساعدة الإنسان في كل مكان في العالم، لينعم بحياة كريمة.

وقالت سموها إن هناك مطالبات متواصلة توجه إلى الإعلاميين لتحري الصدق والنزاهة في تأدية عملهم، إلا أن ذلك يتطلب في المقابل حصول كل إعلامية وإعلامي في العالم العربي على حقوقه المادية المناسبة، ليتمكن من العيش بكرامة، لافتة إلى تقديمهم التضحيات يومياً، حتى وصل من قضى منهم في الحروب والنزاعات خلال العام الماضي إلى نحو 110 إعلاميين، سقطوا ضحية تقديم الواجب.

وتابعت سموها أن الجميع يبتغي الحقيقة، وينتظر من الإعلام القيام بدوره في نقل الحقيقة، إلا أن الكثير من الإعلاميين يواجهون مقص الرقيب، داعية من على منبر المنتدى إلى رفع القيود عن «السلطة الرابعة»، لتقوم بدورها في نقل الحقيقة. ولفتت سموها إلى المبادرة الرائدة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حين خصص حقيبتين وزاريتين عند تشكيل حكومة المستقبل، تركزان على التسامح والسعادة، وذلك في خطوة تشهد على رؤية ثاقبة لضرورة التأكيد على القيم الإنسانية للمجتمع.

وتساءلت سموها عما إذا كان الإعلام العربي والغربي قد نجح في إعطاء المساحة الكافية لما قامت به دولة الإمارات، التي هبّت لمساعدة النساء والأطفال عندما قصفت إسرائيل المستشفى الذي لجأوا إليه في عام 2014، وذلك في إشارة إلى أهمية إبراز العمل الإنساني في الإعلام كقيمة وأداة بناء، تسهم بشكل رئيس في دعم الشعوب، وتنمية المجتمعات.

وذكرت سموها قصة عن الالتزام الإنساني لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إذ تدل القصة على حرصه على سلامة كل فرد يعيش على أرض الإمارات، فذكرت وقوفه بجانب طفلة أمام بوابة مدرستها، حين وجدها هائمة تنتظر والدها الذي تأخر في الوصول إليها لاصطحابها إلى المنزل، فما كان منه إلا أن انتظر معها، بعد أن رفضت توصيلها، تنفيذاً لأوامر والديها اللذين أكدا عليها عدم الذهاب مع الغرباء.

وعن دور التواصل مع المواطنين والإنسان، أشارت سمو الأميرة هيا بنت الحسين إلى حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على التواصل مع الإنسان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك ليس فقط للاطلاع على مطالب المواطن الإماراتي، كما أنه ليس ابتغاء للشهرة والظهور، بل للتعرف إلى الإنسان وهمومه، أينما كان، وإيماناً من سموه بأهمية التشاور والتحاور مع العقول الإنسانية في كل مكان.

وأشادت سموها بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الإنسان ورجل الدولة، مؤكدة أن قائمة الإشادة به لا يمكن أن تنتهي، لأنه رغم كل مسؤولياته ومشاغله، لا يتوانى لحظة عن مشاركة الناس أفراحهم وأوجاعهم، فهو من يقضي وقتاً لقراءة قصة لطفل يتيم، كما يجلس إلى جانب امرأة عجوز ليهتم بها، ويستمع لهمومها.

وعادت سموها بالحضور إلى تجربة والدها، الملك الحسين بن طلال، رحمه الله، الذي كان من أوائل من اهتموا بالتواصل المباشر مع المواطن، من خلال الزيارات والجولات، وأحياناً عبر التخفي والنزول بين أفراد الشعب، للاستماع إلى هموهم ومطالبهم، دون حواجز أو مخاوف قد تمنعهم من التعبير عن مشاعرهم وأوجاعهم.

إلى ذلك، تساءلت سموها أيضاً عما إذا كانت وسائل الإعلام الغربية قد أعطت المساحة المناسبة لدور دول الخليج، وهبّتها لمساعدة الشقيقة مصر للنهوض، وبناء اقتصادها، وتوفير الفرص للشباب المصري الذي يمثل النسبة الأعلى من مجموع سكانها، مشيرة إلى أهمية جائزة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد للتصوير الضوئي، التي تؤكد حرصه على دعم الشباب العربي، وإعطائه الفرصة لهم للقيام بدورهم في نقل الحقيقة دون رتوش أو تزييف.

واختتمت سمو الأميرة هيا بنت الحسين كلمتها بتجربة إنسانية، تعرضت لها أثناء زيارتها ضمن عملها سفيرة النوايا الحسنة إلى ملاوي، فقالت إنها التقت بسيدة في المستشفى، مرت بها، وكانت تبكي بحرقة، وحين سألتها عرفت منها أنها فقدت ولدها الذي قضى بسبب الجوع، فأمسكت بيدها تربّت عليها وتواسيها، فإذا بهم يحضرون لها كيساً أسود بلاستيكياً، ليتضح أن جسد ولدها الصغير يرقد داخل الكيس، وهو الكيس نفسه الذي نستخدمه لوضع القمامة. وتابعت سموها أن تلك القصة أثّرت فيها كثيراً، إلا أنها بمساعدة ومصدر إلهام وقوة تستمدها من سمو الشيخ محمد بن راشد، تتمكن دائماً ــ كما يفعل غيرها ــ من مواصلة المسير، بفضل دعمه وتشجيعه الذي ينعم به كل من حوله.

المصدر: الإمارات اليوم