واتس اب!!!.

آراء

خاص لـ هات بوست: 

سيل من الرسائل غير مسبوق تتوالى على جهازك الصغير عن طريق بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي فتشعر بأن من يرسل لك هم الملائكة الكرام.

رسائل الحب والود والدعاء والتذكير بيوم القيامة والصدق والمحبة وتلك القيم الجميلة والأخلاقية والتي تدعو الى الكمال والتحابب في الله .

تفتش عن من ارسلها فتجده بعيدا كل البعد عن تلك القيَم الجميلة وذلك الشعور النبيل والفتاوي التي تحضك على فعل الخير وبعضها طلب للمسامحة قبل دخول شهر رمضان وبعد العيد وقبل الحج ومحرم وصفر وحتى الأشهر الافرنجية . فتجد نفسك محاطا بكم من الرسائل المفعمة بالأخلاق والسمو الفكري والانساني المثالي الذي لا يضاهيه شيء في هذه الدنيا.

تشعر بكثير من الغبطة والفرح من ذلك الكم الهائل من الدروس الخلاقة لكنك عندما تفتش عن تلك المعايير من قبل من ارسلها فتجده لا يطبق حتى خمسة بالمائة مما يرسل.

فالكذب سمته وحياته التي يعيش بها. وأكل أموال الناس بالباطل هي شعاره الذي يمارسه كل يوم منطلقا من القاعدة الميكافلية( اللي تغلبه العب به).

ظلمه لزوجته وابنائه وتركهم يصارعون الحياة وهو يتنعم في طرقات وزوايا لا اخلاقية.

تلصصه من العين السحرية لبابه عند فتح زوجة جاره الباب لاخراج سطل الزبالة ومعرفة هل هي بيضاء او سمراء او حتى شهباء. المهم ان يعرف ذوق جاره مستبيحا حرمة وعرض الجار.

أكل مال اليتيم وظلمه لأخواته وحرمانهم من ميراثهم الشرعي هي نوع من الرجولة.

عدم سداد مستحقات الناس ومماطلتهم يعتبرها نوع من الذكاء والفهلوة وفي بعض الأحيان مرجلة يتشدق بها في كل مجلس.

الحديث عن الصدق وهو أكذب من مسيلمة الكذاب والأسود العنسي.

الحديث عن الجار والصلاة في المسجد وهو أكثر شخص آذى جاره ولا يركع حتى صلاة الجمعة.

التعبير عن الحب والتكافل الاجتماعي وهو اكثر شخص كاره لنفسه ولبيته ولأقربائه.

أما النميمة والوقيعة والغيبة فهي أحاديث المجالس الذي لا يتورع عن مضمضمة فمه منها صباح مساء.

هذه الشخصية الشيزفوفرينية تمتلك شخصيات عدة في شخصية واحدة وهي مثل محلول الصابون شامبو وبلسم في نفس الوقت بمعني (اثنين في واحد).

تغلق جهازك وانت مشحون من تلك المفارقات العجيبة والتناقضات غير المتسقة لرسائل مثالية لأناس غير مثالييين.