وسائل التواصل الاجتماعي تفرض تأثيرهـا الواسع.. وتوظيفها يتطلب قوانين احترافية

منوعات

بات العالم اليوم أشبه بالقرية الصغيرة نتيجة لتطور الوسائل والأساليب التي اختصرت المسافات بين الدول، حيث اختزلت الشبكة العنكبوتية الأوقات الضائعة في الوصول إلى المعلومات أو الأشخاص، وتوج هذا التطور وسائل التواصل الاجتماعي التي استطاعت أن تنتشر بسرعة كبيرة وبخاصة بين فئة الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر في مستخدميها وبات تأثيرها يتزايد يوماً تلو الآخر حتى باتت السلطة الخامسة نتيجة لتأثيرها القوي، وذلك بعد السلطات الأربع المعروفة وهي التشريعية والتنفيذية والقضائية ثم سلطة الإعلام أو الصحافة التي اصطلح على تسميتها بالسلطة الرابعة.

ويرى إعلاميون وأكاديميون ومؤثرون أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد سلطة خامسة ولدت من رحم السلطة الرابعة، وتعتبر وسيلة لتبادل الأفكار والمعلومات والمعارف، وتنمية المهارات والأفكار الإبداعية، إضافة للتعرف إلى ثقافة الشعوب الأخرى، وأنها نافذة كبيرة وفرصة تسهم في عملية التطوير، وأن التحدي الأكبر اليوم يتمثل في تجنب إساءة استخدامها، مشددين على أهمية تعزيز المردود الإيجابي لقوة تأثير هذه الوسائل من خلال توظيف انتشارها الواسع والاهتمام بأن تكون هذه الوسائل منصات تفاعلية إيجابية وساحة لتبادل الأفكار المبدعة والآراء المبتكرة التي من شأنها تعزيز المردود الإيجابي لهذا الانتشار، وترسيخ الفكر والاستخدام الإيجابي من خلال المؤثرين نظرا لقدرتهم على التواصل مع أعداد كبيرة من الناس من مختلف فئات المجتمع، منوهين في الوقت ذاته بضرورة التعامل مع هذه الوسائل باحترافية أكبر واستغلالها للتكامل مع بقية السلطات الأخرى والاستفادة من تأثيرها في عملية التطوير في مختلف جوانب الحياة.

تأثير كبير

بداية يقول سعيد الرميثي عضو المجلس الوطني الاتحادي إن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير على المجتمعات على جميع المستويات ومتابعيها من صناع القرار وجميع أفراد المجتمع وهي منصات عابرة للحدود تستقطب مختلف الفئات وبخاصة فئة الشباب الذين بات لديهم هوس بتلك الوسائل للتعبير عن آرائهم، نظراً لأن هذه المنصات أعطت مساحة للتعبير عن الرأي بحرية وبات الجميع يتفاعل معها، وأصبحت هذا الوسائل نتيجة لقوة تأثيرها على الأفراد سلطة خامسة في أي مجتمع، كما وصفها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

وشدد الرميثي على أهمية التعامل مع هذه الوسائل باحترافية أكبر واستغلالها للتكامل مع بقية السلطات الأخرى والاستفادة من تأثيرها في عملية التطوير في مختلف جوانب الحياة.

ويضيف: أنا ترشحت لعضوية المجلس الوطني الاتحادي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتحدي الذي نواجهه اليوم هو كيفية التوظيف الإيجابي لهذه الوسائل كونها بيئة خصبة لطرح الآراء وتناقلها بين أفراد المجتمع وبين الشعب والحكومة.

ويوضح الرميثي أهمية سمات وسائل التواصل الاجتماعي الحالية من خلال استقطاب الشباب، وقال إن إحداث أي تغيير في هذه السمات سوف يؤثر سلبا وسينخفض انجذاب الشباب لها، وبالتالي علينا التفكير بكيفية توظيفها كما هي اليوم لخدمة مجتمعاتنا بطريقة إيجابية.

ويبين أن القوانين المنظمة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي تشكل تحديا فهناك جزء من القصور في متابعة التغيرات السريعة لها.

ويشير إلى أن تأكيد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تعد السلطة الخامسة في أي مجتمع، هو رسالة قوية للحكومة حول أهمية هذه الوسائل والتعامل معها بنفس الأهمية للسلطات الأخرى.

ويقول إن توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتأسيس نادي رواد التواصل الاجتماعي العربي في قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب التي استضافتها دبي مؤخرا سوف يكون له تأثير كبير في تعزيز الاستخدام الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي.

مردود إيجابي

وتقول منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي إن الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي نافذة كبيرة وفرصة تسهم في عملية التطوير، وإساءة استخدامها تشكل تحدياً خطيراً، منوهة بضرورة تعزيز المردود الإيجابي لقوة تأثير هذه الوسائل، كونها تصل إلى مختلف فئات المجتمع.

وتضيف: إننا نعيش في عالم سريع التغيير، فدائما هناك في التكنولوجيا تحديثات وآليات جديدة ومن المهم مواكبة التحديثات في المنصات الإلكترونية الاجتماعية التي إذا تم اغفالها يتسبب ذلك في خسارة جزء كبير من متابعيها.

وتشير إلى أن الإعلام التقليدي ينبغي عليه مواكبة وسائل التواصل الاجتماعي، وقد نجح إعلامنا التقليدي في الإمارات في مواكبة هذا التطور والاستفادة منه إيجابيا، فصحفنا اليوم تعتبر من أقوى الصحف العربية على هذه الوسائل وكذلك المحطات التلفزيونية التي طورت برامج في هذا المجال.

وتوضح أن توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتأسيس نادي رواد التواصل الاجتماعي العربي، هو مسؤولية كبيرة بأن يكون النادي مستعداً لجميع التحديات وتوفير كافة التسهيلات لرواد التواصل الاجتماعي لتعزيز الاستخدام الإيجابي لها.

وتقول المري: إن رواد التواصل الاجتماعي يتحملون مسؤولية كبيرة في توعية الجمهور بأهمية الاستفادة من هذه الوسائل وترسيخ هذه الثقافة لدى الجميع، بأن هذه الوسائل ايجابية وليست سلبية، مبينة أن قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب تهدف من استضافة هؤلاء الرواد والمؤثرين والنجوم إلى عرض تجاربهم أمام الجمهور.

اختيار الأفضل

من جهتها أشارت هالة أحمد كاظم رائدة أعمال اجتماعية وصاحبة برنامج رحلة التغيير، إلى أن شبكة التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، إلا أن تنوعها يسمح لنا باختيار الأفضل منها، فضلاً عن إيصال آرائنا وأصواتنا لمختلف أرجاء المعمورة من مكاننا، لذا فإن قوة تأثيرها كبيرة وينبغي أن نستخدمها بحكمة بالغة.

وأكدت كاظم ضرورة الموازنة بين الحياة الاجتماعية الحقيقية والحياة الافتراضية، حيث يشهد العالم حالياً، ثورة كبيرة في عالم الذكاء الصناعي، الذي انعكس على جميع نواحي الحياة اليومية للبشر، وفي ظل هذه الثورة التكنولوجية الكبيرة، بات العالم في حاجة ملحة لتنظيم استخدام هذه الشبكة، بحيث لا تطغى على حياتهم العائلية والاجتماعية وحتى العملية.

طابع شخصي

ويرى «اينوبرنو» الياباني الملقب بـ«منصور الياباني» أحد نجوم التواصل الاجتماعي الذي ينقل للمجتمع الإماراتي العادات والتقاليد اليابانية، وليقدم لهم عادات شعبه أن مواقع التواصل الاجتماعي تمنح الفرصة والمساحة للتعبير ومناقشة الأفكار المطروحة، التي تحرر الملتقي من قبضة مرسله، وتسعى إلى إضفاء الطابع الشخصي على عملية التلقي، بحيث يكون للمتلقي الخيار في اختيار رسالته الإعلامية، سواء من حيث المحتوى أو الشكل أو الوقت استقباله لها، فقارئ الجريدة سيكون بإمكانه أن يحدد موضوعاته المفضلة وشكل إخراج جريدته ومواعيد صدورها، ومشاهد التلفزيون سيكون بإمكانه أن يحدد البرامج التي يفضلها، والأوقات التي تناسبه لمشاهدتها، بواسطة اليوتيوب وغيرها من القنوات التفاعلية.

ويقول منصور إن صناعة الإعلام تتحول تدريجيا، من نمط الدفع بالمعلومات التي يريد المرسل أن يبثها، إلى مستقبله فارضا عليه توقيتات استقباله إياها، إلى نمط السحب الذي يعطي المتلقي حرية انتقائه، أو سحب المعلومات التي يريدها وفي الوقت الذي يريد، على الرغم من جملة العوائق التي يشهدها العالم العربي، والظروف الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن هناك تنامياً في عدد المستخدمين لمنصات التواصل الاجتماعي مثل توتير وسناب شات وكذلك فيسبوك بوصفها من أذرع السلطة الخامسة.

12

حدد تقرير صادر عن كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، 12 دافعاً لاستخدام وسائل التواصل في الأعمال، هي: نمو الأعمال، وتحسين صورة الشركة، وأداة للتسويق، وفرص للعمل والمواهب، والتركيز على العملاء، تدريب الموظفين، وتحسين العلاقات داخل المكتب، وتحسين عمليات الخدمة، تحفيز ريادة الأعمال، والابتكارات الحديثة، والعولمة، ارتفاع الإنفاق على التسويق والإعلانات.

77 %

يعد العالم العربي منطقة تضم نسبة كبيرة من الشباب، حيث يتألف ثلث عدد السكان من الشباب الذين أعمارهم 25 عاماً أو أصغر من ذلك.

ويمثل الشباب الغالبية العظمى من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، ففي يونيو 2013، وصلت النسبة المئوية لإجمالي المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم من 16 إلى 34 عاماً إلى 77 %، كما وصلت النسبة المئوية لإجمالي مستخدمي فيس بوك، الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 29 عاماً في مايو 2014 إلى 67 %.

المصدر: البيان