يحيى الأمير ينجح مع د. شحرور

آراء

كان يمكنك أن تمكث 30 يوما في رمضان الفائت تتدبر القرآن الكريم مع د. محمد شحرور في برنامج النبأ العظيم، الذي بثته روتانا على قناتها وقدمه الزميل/ يحيى الأمير وسط آمال عراض بأن يكون للقرآن الكريم مراكز معاصرة للدراسة والبحث والاستقصاء باعتباره رسالة الله للعالمين.

لو أنك قرأت القرآن الكريم في رمضان كقراءة فقط، لن تحصل على الكم الهائل من المعلومات التي طرحها د. شحرور في لقائه، بالتأكيد أن للقراءة فضل وأجر ومثوبة، ولو أضفت إليها مشاهدة اللقاء ستكون إضافة حافلة برؤية دقيقة للقرآن الكريم بصورة ترى مصداق الذكر الحكيم ماثلا في الواقع، ولن تتمالك نفسك إلا أن تقول: «صدق الله العظيم» عن وعي ويقين.

البرنامج الحواري جاء بخلاف الحوارات التي التقت د. شحرور في مشروعه قراءة معاصرة للقرآن الكريم، ذلك أن يحيى الأمير جعل من نفسه مشاهدا قبل أن يكون محاورا فجاءت الأسئلة تعبر عن المتحلقين خلف الشاشة بطول وعرض العالم العربي أكثر من كونها أسئلة محاور وكفى، كما جعلها تتقاطع في كثير من محاورها مع الإرث الفقهي والتفسيري في العصور الماضية ليرى المشاهد فرق القراءة كل حسب أدواته البحثية التي يملكها في زمانه.

كانت أهم المحاور التي تتطرق لها برنامج (النبأ العظيم) خلال 30 يوما: العالمية، والرحمة، والخاتمية في القرآن الكريم، والوصية والإرث، والطلاق، والحدود والعقوبات، وعلاقة الدين بالدولة، والتفريق بين القرآن والكتاب والذكر، واللوح المحفوظ، والإمام المبين، ومفهوم الإسلام وعلاقته بالملل، والناسخ والمنسوخ، والقوامة، والقرى والمدن، والترادف، والمحرمات، والإرهاب…إلخ.

محاور عميقة ومفاهيم أضاءها البرنامج بالتفصيل، تمثل مدخلا -عالي الوضوح- لمن أراد أن يقرأ مشروعه في عدد من كتبه: الدولة والمجتمع، السنة الرسولية والسنة النبوية، أم الكتاب وتفصيلها، الدين والسلطة، وآخر كتاب على وشك الصدور (التحول من عصر القرى إلى عصر المدن).

القراءة تؤكد أن القرآن الكريم مصدرا رئيسا لتفاصيل حياة المسلمين/ المؤمنين دون إكراه انطلاقا من قوله تعالى: «لا إكراه في الدين»، فيما نتقاطع مع العالم في القيم الإنسانية مثل: العدل، والتسامح، والحقوق، وتبقى السنة النبوية الصحيحة -على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم- رافدا له في الأوامر والنواهي انطلاقا من قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، في منطقة الحلال الذي لا يمارس إلا مقيدا.

المصدر: صحيفة الجزيرة