يوميات الكاتبة الصينية فانغ فانغ «الكورونية» تهزّ العالم

منوعات

محمود إسماعيل بدر:

خلال أقل من شهرين لمع اسم الكاتبة الصينية فانغ فانغ واسمها الأصلي: وانغ فانغ (1955)، بل أصبح مدار حديث الصحافة والأوساط الثقافية العالمية، وذلك بسبب تدويناتها الجريئة تحت عنوان «يوميات ووهان» حول ما أصاب مدينتها «ووهان» جراء جائحة كورونا، تحت مظلة تأملات أدبية إنسانية ملهمة وشجاعة، الأمر الذي دفع بدار «هاربر كولينز» البريطانية إلى تبنّي فكرة ترجمتها، لتصدر بنسخة إنجليزية من ترجمة مايكل بيري، أول أغسطس المقبل، كما ستنشر بالألمانية أيضاً، ليس هذا فقط، بل أصبحت هذه اليوميات التي يتلقفها الناس يومياً بشغف كبير متاحة لحجزها أونلاين من الآن.

اليوميات التي ما زالت تنشر تباعاً أطلقتها فانغ في 25 يناير الماضي، وكانت تنهي كل واحدة منها بعبارة «لقد خضت أفضل معركة على الإطلاق»، أوصلت من خلالها رسالتها إلى العالم نحو حياة متفائلة لتجاوز محنة الوباء الغامض. تلتقط اليوميات تحديات الحياة اليومية والمزاج المتغير والعواطف الإنسانية في الحجر المنزلي، كما تقدم التجربة الصينية بشكل واقعي أمام العديد من البلدان التي تتعامل مع الحالة الكورونية، تجربة استثنائية ما زالت محط أنظار البشرية جمعاء.

بالطبع ليست هذه اليوميات وحدها التي قادت فانغ فانغ، التي وصفها البعض ب «ضمير ووهان» إلى هرم الاهتمام العالمي، فهي معروفة منذ الثمانينيات كواحدة من أبرز الكاتبات في الصين، وتعتبر روايتها الشعبية «تضاريس» من أهم الإنجازات التي كرّست مكانتها في الأدب الصيني المعاصر، وحازت عنها جائزة الرواية الوطنية، كما صدرت لها مجموعة من الأعمال من قصص قصيرة ونوفيلات من بينها: «الخروج للعثور على الموت» و«أزهار» و«الماء الطّافي»، كما نشر لها أكثر من 80 ملفا روائيا ونثريا، وترجمت أعمالها إلى الانجليزية والفرنسية واليابانية والإيطالية والكورية والبرتغالية، بجانب أنها تشغل حاليا منصب رئيسة جمعية الكتّاب بمقاطعة هوبي، ورئيسة تحرير مجلة «تشانغجيانغ ونيي»، وحاصلة على جائزة لوشون الأدبية المرموقة في الصين عام 2010.

تركز أعمال فانغ المبكرة، معظمها قصص قصيرة، بشكل رئيسي على فقراء ووهان – من عمال المصانع الحضرية، إلى مثقفي الطبقة الوسطى في المدينة- وتنتمي كتاباتها لأدب «الواقعية الجديدة» في الصين حيث سر نجاحها الساحق في كونها تستطيع التقاط تعقيدات الحياة المتغيرة بسبب عولمة الثقافة باستمرار دون أن تفقد خيطها.

تحديات الحياة اليومية

تلتقط اليوميات تحديات الحياة اليومية والمزاج المتغير والعواطف الإنسانية في الحجر المنزلي، كما تقدم التجربة الصينية بشكل واقعي أمام العديد من البلدان التي تتعامل مع الحالة الكورونية، تجربة استثنائية ما زالت محط أنظار البشرية جمعاء.

المصدر: الاتحاد