2071 ليس بعيداً

آراء

تقول لنا «الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات» إننا أمام استحقاقات مستقبلية، لابد من قراءتها وتحليلها والتهيؤ لها، فما عشناه في أقل من نصف قرن، مثّل استشرافاً رآه زايد الباني والآباء المؤسسون، فكانت بلادنا على ما هي عليه اليوم من تطور وازدهار وسمعة عالمية ذائعة عن دولة تجاوزت محيطها في مؤشرات التقدم، وأسست نموذجها المعتدل والمتوازن، في إقليم كثير الاضطراب.

إنها محطة سنوية، لأجل بناء مستقبلنا منذ الآن، فالعشرية القادمة من مئوية الإمارات 2071، ستكون مزدحمة بأجندة وطنية، تتكامل فيها الجهود الاتحادية مع المحلية، ولدينا الكثير مما يمكن إنجازه في مختلف القطاعات الحيوية، لنواكب تسارع الإيقاع الحضاري في عصر الثورة الرقمية، والخبر السار دائماً أن لدينا البنية التحتية الملائمة، والإدارة المبدعة، والتجارب الناجحة في مجالات، ظلت عقوداً حكراً على الدول الكبرى.

تحلل الاجتماعات مختلف بيانات وواقع القطاعات في الدولة، وتصل إلى خطط ومبادرات، تتابعها لجان على مدار العام، فالعام 2071، ليس بعيداً، إلا لمن اطمأن للحظ والأمنيات والانتظار، ونحن لا نطمئن إلا للإنجاز، بمؤشرات حقيقية في التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، وتمكين المواطن، ووضعه في المكان المناسب لأقصى استفادة ممكنة من عوائد التنمية.

اقتصادنا من أكثر اقتصادات المنطقة استقراراً واحتواءً للأزمات الدولية، وجاذبيتنا الاستثمارية في المراكز العالمية. ونحن من أوائل الدول التي وجهت أنظمة التعليم وبرامجه وسياساته نحو اقتصاد المعرفة وعلوم المستقبل، ونحن مستمرون في هذا المضمار، وقطعنا فيه مسافات جيدة، لكن الطموح يحركنا نحو المزيد، ولا سبيل لذلك أفضل من توحيد العمل الحكومي (الاتحادي والمحلي) في سياق رؤية واحدة، تؤكد مجدداً كم كان الأجداد استشرافيين في عصرهم، عندما قرروا الانضواء تحت راية الاتحاد.

العام المقبل، أمامنا استحقاقان كبيران، يظهران دقة تلك الرؤية وعمقها، فمسبار الأمل ينطلق في رحلة علمية تاريخية لاستكشاف المريخ، في يوليو المقبل، ومن المتوقع أن يصل إلى الكوكب الأحمر في 2021، تزامناً مع مرور خمسين عاماً على تأسيس الإمارات، وذلك محصلة لاستثمار طويل في التعليم، وتعزيز بنية البحث العلمي، وتطوير المعرفة لدى جيل من العلماء المواطنين، نجح في ستة أعوام فقط في تدشين صناعة فضائية إماراتية، أفضت إلى وصول إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية.

الاستحقاق الثاني، ننتظره مع افتتاح «إكسبو 2020 دبي»، الذي شكّل فوزنا بشرف تنظيمه اعترافاً عالمياً بنهضتنا الحضارية، ونتطلع من خلاله إلى إنجاز حدث استثنائي، يعكس مستويات التطور في الإمارات، ونضوج مشروعها في الانفتاح والحداثة، وقدرتها على تصميم المستقبل.

المصدر: الاتحاد