5 نجوم بخدمة «أبو نجمتين»!

آراء

في الخليج، تدخل أحياناً مقهى أو مطعما أو «بهو» فندق من فئة الخمسة نجوم لتفاجأ أن مستوى الخدمة هناك لا يليق حتى بفئة النجمتين! فنادق كلف بناؤها و تجهيزاتها مئات الملايين، جميلة أنيقة في مداخلها و أثاثها و نوافيرها و مسابحها لكنها فقيرة في مستوى خدماتها. و الإدارة ليست وحدها المشكلة لكن طريقة اختيار العاملين فيها تكون غالباً هي المشكلة.

البحث عن العمالة الرخيصة و السرعة في توظيف تلك العمالة قادت إلى هذا المستوى المتدني في نوعية العاملين في أغلب الفنادق و المطاعم الغالية في مدن الخليج.

يخبرني مستثمر شاب في قطاع الفنادق في دبي أن غالبية العمالة في قطاع الفنادق في الخليج تأتي بخبرة فندقية متواضعة في بلدانها. بعض العاملين في فنادقنا لم يدخل طول حياته فندقاً من فئة الخمسة نجوم ثم يُوظف في فندق خمسة نجوم في دبي أو الدوحة أو جدة.

كثيرهم يمشون بين الطاولات في المطاعم أو في ردهات الفنادق و عيونهم في السقف لا في الناس فتضطر للصراخ منادياً عسى أن يلتفت لطلبك واحد من عشرات العاملين الذين لا تعرف بأي لغة تتفاهم معهم فتلجأ أحياناً للغة الإشارة لعلك تظفر بأي انتباه! ما ذا لو اشترطت الجهات المعنية بالسياحة في بلداننا دورات تدريبية عملية في الخدمات الفندقية المتقدمة على العمالة الوافدة قبل أن تبدأ العمل؟

هذه الدورات معنية بتدريب العاملين الجدد و القادمين من ثقافات مختلفة على أرقى مستويات الخدمة و على ثقافة المكان الجديد التي تعمل به.

والأهم أن تدار تلك العمالة وفق معايير الخدمة الفندقية الحازمة و إلا لبقيت فنادقنا ذات الخمسة نجوم ،في مستوى خدمتها، ليست سوى فنادق من «أبو نجمتين» مقارنة بمثيلاتها في أوروبا أو جنوب آسيا.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٢٧) صفحة (٣٦) بتاريخ (٠٩-٠٤-٢٠١٢)