أحمد الصراف
أحمد الصراف
كاتب بصحيفة القبس

أنا جاحد

الأحد ١١ يونيو ٢٠١٧

صدر بيان نسب لقيادة الإخوان المسلمين، من القاهرة، بمناسبة الأحداث المؤلمة التي تشهدها المنطقة، والضغوط التي تتعرض لها كوادرهم في أكثر من دولة، وما يعنيه ذلك من احتمال جفاف الضرع الذي تستمد منه الحركة قوتها المالية والإعلامية. وقد تضمن البيان، الذي سنفترض صحته، لعدم صدور ما ينفيه، كماً كبيراً من الشتائم المقذعة بحق عدة جهات، وشكل ما يشبه إعلان حرب من منظمة إرهابية على حكومات شرعية. بسبب ضيق المساحة، فإننا لن نورد كامل البيان، بل سنتطرق فقط للفقرة التالية:… تابَعتْ جماعة (حركة) الإخوان باستياء بالغٍ ما صدَر عن السعودية، من اتهاماتٍ بحقِّ الجماعة، ووصمها بالإرهاب، وانتهاج العُنف، وإذ تستنكر الجماعةُ هذه الاتهامات الباطلة تُؤكِّد أنها منذ نشأتها تتمتّع بعلاقات وأوَاصِر مَحبّةٍ مع شعوب الخليج، وحُكامها، وقَدَّمت الجماعةُ، عبر مُحبّيها ومُنتسبيها، خدمات ثقافية وعلمية ومعرفية وسياسية واقتصادية ومجتمعية جليلة لا يُنكرُها إلا جَاحِد. وبما أنني، في نظر من يمثلهم، ويا عيني على من يمثلهم، جاحد، فإنه من حقي توضيح سبب جحودي. أولاً: جماعة الإخوان المسلمين ليست بالطبع ذلك الحمل الوديع، الذي حاول من صاغ البيان إظهارهم به، فعلاقتهم بالعنف لا تنحصر حتماً بالفترة الحالية التي تتطلب منهم الجنوح للسلم والدعوة للمحبة، وانهم لم يطلقوا رصاصة، كما ادعى أحد «مخرجيهم السينمائيين»، بل يتعلّق بمجمل تاريخهم منذ عام 1928 وحتى أحداث رابعة، وغيرها…