علي أبوالريش
علي أبوالريش
روائي وشاعر وإعلامي إماراتي

الإمارات.. دائرة الحقيقة الواحدة

الأربعاء ٢٣ أغسطس ٢٠٢٣

الذين في قلوبهم مرض، والذين في نفوسهم غرض، والذين يهيمون فساداً في الأرض، يغيظهم كثيراً، ويحرق أكبادهم ما تفعله الإمارات، هؤلاء يرون في دور الإمارات الريادي في صناعة البهجة في نفوس الناس جميعاً، إنما هو سد الطريق أمامهم ليعملوا في الناس ما يعمله الشيطان الرجيم. من هنا تبدأ معضلة هؤلاء، ومن هنا تنشأ مهزلتهم، ورحلتهم الفاشلة في الوصول إلى أهدافهم الهدامة، وطموحاتهم الغاشمة، وأساسها تحطيم آمال الشعوب في تحقيق أمنهم، وأمانيها، وتكسير مجاديف السفن الذاهبة إلى المستقبل، وبذل كل جهودهم لإيقاف عقارب الساعة، عند عصور الجاهلية الأولى. هذا ما يغيظهم ، لأن الإمارات اليوم هي الشعلة والتي من خلالها ترى شعوب العالم طريقها إلى الحياة، وهي حقل الورود الذي ينثر العبق في منابر العالم، لتبقى الإنسانية في بحبوبة المشاعر المترفة بالرياحين، ولكن من اعتاد العيش في حفر الدسائس، والنميمة ليس له في الحياة من هدف سوى إعادة العالم إلى مراحل ما قبل التاريخ، لأن هؤلاء مثل الخفافيش يعشيهم نور الحقيقة وتغشيهم أضواء الحرية، هؤلاء لا ينامون إلا على ضجيج العقل الباطن، ورجيج النفس المرتجفة، لأنهم هكذا نشأوا، وهكذا تنامت أفكارهم كما هو النمل الأبيض في عدوانيته وشراسة معركته مع الحياة. الإمارات تقف دوماً عقبة في طريق كل من يعفر التراب في وجوه المتعبين، وكل من ينفس الغبار في عيون الساعين…

الإمارات جبل لا تهزه رياح المدعين

الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠٢٣

لا يترك الحاقدون مدخلاً لغلهم وحقدهم إلا يقذفونه في وجه الحقيقة، الإمارات حقيقة لا تقبل الزيف ولا الحيف ولا تخاريف المزيفين والمدعين، والمفترين، والذين تفيض قلوبهم كيداً ونكداً، هؤلاء عندما لا يجدون ما يقولونه، فإنهم يقولون ما لا يقال، ولا يصدقه عقل إنسان وهبه الله العقل كي يفكر فيه وينصف عباد الله، وليس ليفرح فيه غبار مراحل ما قبل عصور الوعي. الإمارات في السلام منهج، ورؤية وطريق، ولا مجال للمساومات، لا مجال للخداع البصرية، لا مجال للكذب والخيالات المريضة. هؤلاء حفنة من جمرات اللغو، والثرثرة على أطراف مقاهي العبثية، هؤلاء هم الذين يحيق بهم الحقد، ويجعل منهم زبداً لبحار البؤس، والرجس، وسوء الحس، وغي البخس. هؤلاء، يعملون دوماً على التقاط خشاش الأرض ليصنعوا منه أفكارهم، وقناعاتهم، وتصرفاتهم، وتوجهاتهم، وكل ما لا يخطر على بال بشر. هؤلاء يعيشون على حثالة التصورات، والتهيئة، وكل ما تسديه لهم النفس الإمارة من دوافع، مريرة تقف عائقاً أمامهم، فلا يفهموا الحقيقة، ولا يستوعبوا ما يحدث من حولهم، لأنهم غرقوا حتى قمم رؤوسهم في مستنقعات الخبث، والرثاثة وباتوا في الحياة مثل الطفيليات لا تعيش إلا في المناطق الرمادية الرثة، ولا يحلو لهم إلا ممارسة اللعب على حبال المسرحيات الهزلية، هؤلاء لا يطيب لهم العيش إلا في الأماكن غير النظيفة، يتغذون عليها وتكبر أوهامهم، وتتورم أنواتهم، وتتضخم…

اليوم فاتحة كتاب الوطن.. فاتحة الحرية

الثلاثاء ١٥ أغسطس ٢٠٢٣

سوف تشرق الشمس، وفي أهدابها كحل الفرح، وفي قرصها الذهبي يكمن معدن هذا الوطن الجميل، وهذا الموئل الأصيل. اليوم كل مواطن، ناخب ومرشح، جميعهم في الود عشاق، وعلى العهد خطواتهم من ذهب وثبات الجياد الأصيلة، وأغنيات النوق وخباتها النبيلة. اليوم يشرق الوطن على وجوه ملأتها الفرحة ضياءً وكساها التفاؤل بهجة وسروراً. اليوم نعبر الطريق مؤزرين بقلائد من ذهب الأحلام الزاهية، وحلم الوطن يتوهج فيضاً من عطاء، وسخاء، ورخاء المراحل الجزيلة، وفضيلة الناس النبلاء، اليوم يثبت الوطن أن الحياة جسر للوصول، ومكاناً لتلوين اللوحة التشكيلية بأحسن الألوان، وأعذب الصور، لأن الوطن مر من هنا، من هذه القلوب العاشقة من هذه النفوس التي أصبحت أشجاراً وارفة الظلال، أصبحت أزهاراً تعبق قيمنا بأجمل ما تحتاجه الأوطان من شذا، يعطر الشعاب والهضاب. اليوم هو تاريخ انتخاب الحقيقة، واختيار الحب وسيلة وسبباً لصناعة مجد الوطن، اليوم لا مجال لكلمة خذني معك لأصعد، بل خذني معك لنبني معاً ما يحق لنا أن نفعله من أجل نهضة الإمارات، ومن عز أهلها، وكرامة حياضها. اليوم تبدو الصورة زاهية إلى حد الدهشة، عندما نرى الجموع الغفيرة تحشد كل مشاعرها، جيوشاً جرارة، مستبسلة من أجل الحرية، من أجل إكسير الحب، من أجل أن نكون دوماً في الصدارة، وعلى قمة المنصات مصابيح نور وتنوير. اليوم موعد كل مواطن ومواطنة مع السؤدد،…

في الصيف.. الطيور المهاجرة لا تغادرنا

الإثنين ١٤ أغسطس ٢٠٢٣

كنا في الماضي نستعد لصيف حار، رطب، خانق، وكان المهاجرون ينتظرون لحظة الصفر الساخنة حتى يعودوا أدراجهم ويتركوا المكان خالياً من ألوان الفسيفساء، والمحلات التجارية يهش أصحابها الذباب. أما اليوم فكل شيء تغير، وكل الأماكن تبدو مزدهرة بالوجوه الزاهية، والأصوات المخملية، وبريق العيون يطل عليك مثل لآلئ على كف بض. لماذا يا ترى؟ لأن الإمارات (غير)، ولأن صيف الإمارات مكيف بخدمات، وبنى تحتية غنية بكل موارد الحياة، وكل ما تشتهيه النفوس، وتهواه القلوب، فلماذا يغادر هؤلاء، وهم يعيشون أيامهم الأحلى في بلد يغذي مشاعرهم بالبهجة، وينمي في أرواحهم سؤدد الراحة والفرح، والأمن الذي يطلبونه ولا يجدونه إلا في الإمارات. هذه هي سمة الحياة في بلادنا، وهذه هي الصورة الجلية على أرضنا، فالأماكن التجارية العملاقة توفر كل أسباب الراحة، والمتعة، تجد الناس ومن مختلف الجنسيات ينعمون بربيع الهواء الناعم، تنفثه سقوف أشبه بسماوات رفيعة المستوى، زرقاء، منقطة بنجوم المصابيح الرخية، والنوافير ترقص أهدابها الفضية بخيلاء، وزهو، وفخر، وعز. عندما تدخل أحد هذه المحلات العملاقة، تصافحك وجوه من ابتساماتها تقطف أنت المعنى بالجمال، ثمرات الغيث الإماراتي الرهيب، وتمضي وفي قلبك شذا داهمك على غفلة، فصحت في داخلك نوازع شتى، أهمها أنك تعيش في خريف العمر، حياة فتية، تنعشها هذه المناظر السخية، فتنتشي فيه الدماء، وترقص ذاكرتك محيية هذا الزمان، زمان الإمارات التي…

في الإمارات.. نهر من المشاريع دهر من التطلع المدهش

السبت ١٢ أغسطس ٢٠٢٣

في عالم يتدحرج على صفيح ساخن، عالم نسي محفظة التاريخ تحت سجادة الكراهية الرثة، تبدو الإمارات نجمة تطل على الوجود، ببريق التطلعات، وروعة الطموحات، متلافية ما يحدث من تشققات في قميص هذا العالم المكفهر، بروعة الحب الذي تملكته بلادنا بامتياز، وصارت تسبح في بحيرات أمواجها من مخمل الفرح، وسواحلها من حرير المشاعر الدافئة. الإمارات اليوم في العالم لغة تتسرب بين الضلوع، فتمنح القلوب ضوءاً، يسري في الثنايا، والطوايا، والأعطاف كأنه السلسبيل، وتمضي هذه الدولة، هذه الأيقونة، بخيلاء الكائنات الجميلة، وبين خميلة الوجد العفوي، ومخيلة العبقريات السياسية الفذة، تبدو الإمارات الآية في قلب الوجود، تبدو النهر يقضي النهار في عقد علاقة الود مع الإنسان أين ما كان، وكل الأزمان، تبدو الإمارات واحة الطير، واستراحة الخير لكل عشاق القصائد الملحمية، لكل محبي الحياة، ومن دون استثناء، لأنها لم تزل على العهد ومع زايد الخير، طيب الله ثراه، وبقيادة النجباء هي ثرية في المعاني، غنية في الأثر، تفيض صحراؤها بعناقيد نخلة طلعها، من مشاعر أرهف من أوراق التوت، وأغصانها أنامل حسناء خضابها من ريق البحر، وبريق عينيها من نور اللجين. تشعر وأنت تتصفح شوارع مدينتك الإماراتية، وكأنك تطالع ثيمة فلسفة وجودية لم تخطر على بال بشر، تشعر وأنت تتواصل مع مشاريع وطنك، وكأنك تعانق القمر، وكأنك تغزو الفضاء، بمركبة الفرح، وبهجة الوصول، الوصول…

دعم الثقافة للمبدعين مشروع رائد ومهم

الإثنين ٠٧ أغسطس ٢٠٢٣

خطوة مهمة، ووثبة الفرسان باتجاه الأفق، ورحلة حية وحيوية، تقطع مسافة نحو فضاءات تشع بالنور، وتنوير الحياة، بجهود تحسب للوزير سالم بن خالد القاسمي، وهي البشارة التي لا بد وأن يستقبلها المثقفون، كأنها السحابة تغسل أرضاً يباباً، وكأنها الموجة تمشط جديلة السواحل المهجورة، وكأنها الظل يحمي الرؤوس من اللظى، وكأنها الحلم بفرح عن صورة زاهية لأيام الإمارات المترفة بثراء العطاء، ومعطيات المرحلة الذهبية. دعم المبدعين في المجالات المختلفة، هو تعزيز للقوة الناعمة، ورصف ملكات الإبداع بسجادة من حرير الوعي، بأهمية أن يكون المبدع شريكاً في نهضة الوطن، وتكون الثقافة السقف المكين يحفظ الود مع نهضة الوطن الشاملة. خطوة مثل سبك الذهب بقلادات تضيء النحور، والصدور بالدر والبدور، وتفتح نافذة على العالم يكون حضور المبدع الإماراتي فيها يانعاً، يافعاً، رائعاً يختزل زماناً من الجفاف العاطفي بينه، ومؤسسته الحاضنة. خطوة أولى ونتمنى أن تتبعها خطوات جلية، وأخرى تتمتع بحصافة المعطى الثقافي، وفصاحة لغة التواصل بين وزارة الثقافة وعشبها القشيب (المبدعين)، وهذا ما يجعلنا نشعر بأن مؤسسات بلادنا استدلت على مراتعها، وأمسكت بزمام الخيل، وسارت صوب المضامير بوعي، وشجاعة، وبسالة الأبطال الذين لا تتوقف طموحاتهم عند نقطة، ولا تستريح عند محطة، بل إن المشاريع الثقافية سوف تتوالى، والحصاد ثمين، والعطاء بوسع صحراء الإمارات الوفية. هكذا نرى في هذا المشروع، وهكذا نعتقد بأن ما…

اقتربنا من القبة السماوية

الإثنين ٢٤ يوليو ٢٠٢٣

الطريق إلى القبة السماوية باتت أقرب من الرمش للعين، وأصبح على كل مترشح أن يضع نصب عينيه ذلك المقعد المذهب بفسيفساء المطالب الاجتماعية والتي هي هدف الحكومة قبل أي فرد يتطلع إلى ذلك المكان السحري. عضوية المجلس الوطني، هي عضوية في وجدان الإنسان، وهي أنملة تشير بالبنان إلى مصالح الوطن قبل أي شيء آخر، الأمر الذي يستدعي من كل مرشح أن يضع في الحسبان أنه مطالب بأن يكون حريصاً على ترسيخ الوشائج بين الإنسان ومصالح الوطن، وبين الإنسان وما تتطلبه المرحلة من تمتين العلاقة بين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان والحس الوطني والذي من دونه لا ترتفع راية، ولا تعلو سارية، ولا يسطع علم. اليوم وقد اقتربت ساعة الصفر بالنسبة لكل مرشح، نرى أنه اقتراب الضوء من غرفة الحوار الداخلي بين كل مرشح ونفسه قبل أن يتحاور مع الآخر، لكي يستطيع أن يجسد الكلام مع الفعل، وأن يضع على الكلمات نقاطاً زاهية ترفع من شأن الوطن، وهذا بدوره يحتاج إلى ترتيب أجندات واضحة وصريحة وعملية ومتناسبة مع احتياجات الوطن. فليس دور المرشح أن يضع أفكاراً بقدر ما هو المطلوب منه أن تكون لأفكاره معنى يغزل فيه نسيج القماشة الوطنية، والتي لا تتعارض مع طموحات الوطن، ولا تقف حائلاً دون تكوين فريق عمل متناسق، ومتضامن ما بين الحكومة والمجلس الوطني، لذلك نقول…

صناع الأمل.. أنشودة الفرح.. ملحمة التفاؤل

الأحد ١٨ يونيو ٢٠٢٣

صناع الأمل هم أولئك الذين يقبلون وجه الغيمة، ويصافحون كف الوردة، كي يغسل العالم وجهه بالعذوبة، ويعطر معطفه بالشذا. صناع الأمل هم أغنية الصباح التي تتشح بها الطفولة وتطوق أعناق الكهولة، وتملأ الحياة بهجة، وسروراً. صناع الأمل هم الشركاء في صناعة شجرة الحياة الثرية، هم من يصوغون قلائد الابتسامة، على ثغور، ونحور. قيادتنا الرشيدة، سعت منذ البدء إلى بناء جسور المودة مع هذه القناديل، وعملت على ترتيب العلاقة الحميمية بين من يقدم على الخير ومن يستحقه، ودأبت على سبك هذه العلاقة على أسس إنسانية، حيث لا حياة تدوم من دون تعاضد أهل الخير، وتضامنهم مع احتياجات من ليس لديهم من وسيلة غير هذا النهر الخبر المتدفق من علو الهامات الخيرة، إلى سفوح الرمال المكتنزة بالعوز. قيادتنا الرشيدة منذ البدء، وهي تشذب شجرة الحياة من الضغائن، والشحناء، وتهذب مشاعر الناس على أسس من القيم الرضية، والشيم السخية، ومشاعر تنبثق من الصدور كأنها الجداول. واليوم وبعد مرور أربع دورات لـ «صناع الأمل»، أصبح المشروع الإنساني التاريخي الإماراتي يحث الخطى نحو غايات ليس لها من مراتع غير ضمائر عشاق الأمل، ومحبي الحياة، هؤلاء الذين لبوا نداء الأخوة الإنسانية، وأعدوا العدة لكي يكونوا السند، والعضد لإخوتهم في الإنسانية، من دون تمييز، أو تصنيف، بل الهدف هو التسامي عن الأنانية، والنزول إلى رغبة الضمائر الحية،…

في عرس الثقافة الأحلام لها حبر وأنامل

الخميس ٢٥ مايو ٢٠٢٣

في عرس الثقافة المقام حالياً على أرض المعارض في أبوظبي، تشعر أن للأحلام حبراً وأقلاماً وأنامل تنقش على الأرض صورة إنسان يقرأ الأبجدية على جبين الوجود بشغف العشاق الأقدمين الذي نظروا إلى السماء، فرأوا النجوم تصفق وترقص، فصفقوا ورقصوا ورفعوا النشيد عالياً، حتى شدت الأرض أوتار قيثارتها، وتسمرت أمام المشهد، وسكبت رحيق إعجابها بين الحقول، فانهمرت الجداول تتسرب بين ضلوع الجذور، فارتفعت الأغصان وتفرعت، ومدت أناملها إلى السماء شاكرة ومبتهلة لأن الله أعطاها خير العطاء وهو الوعي بأهميتها في الوجود. في عرس الكتاب، تمضي الركاب مسهبة في الغناء، تفيض بأحلام لها بريق أراجيز ابن ماجد، قصائد الماجدي بن ظاهر، والليل يسكب شهده في كأس النهار، والنهار يغسل أنامل الليل بضوء الشمس، العشاق مستمرون في الطواف حول أجنحة الطير ممتدة على مساحة واسعة في المعرض. تمر هنا، وتلتفت هناك، والوجوه تلمع ببريق الفرح، والجباه مغسولة بوميض الأشعة الضوئية مسلطة من لدن قلوب أحبت الكتاب، كما أحبت هذه الأرض الطيبة، تجود في كل عام بخطوات أوسع من أجل تطوير معرض الكتاب، وترسيخ جذوره، وجعله معلماً من معالم التاريخ الإماراتي الحافل بالمنجزات المبهرة، والمشاريع المدهشة. في غضون أيام من أيام المعرض، تشعر بأن الحياة تخلع قميص الصمت، ليرتفع غناء الكتاب وتعلو قامة الثقافة، ويستمر التحليق في فضاءات مضاءة بأحلام تزهو بجمال الوجوه الباسمة…

الوطن فوق الجميع

الإثنين ٢٢ مايو ٢٠٢٣

الوطن فوق الجميع، ولا مجاملة على حساب الوطن. هذه الكلمات من بوح من نقى البوح، بشاعرية الفرسان، وفراسة الشعراء. هذه كلمات تتفرع أغصانها في وجدان الإنسان، لأنها كلمات كالأشجار الطيبة، جذورها في الأرض، وفروعها في السماء. وسماء الإمارات تمطر من ذهب المعاني، ودلالات التجربة الثرية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله. كلمات لها في قلوب العشاق أغنية وشجو، وشجن، كلمات لها في الضمير الإنساني ترنيمة الموجة، وتغريدة الطير، ونث السحابات السخية، وبث المشاعر البهية. جاء ذلك عبر «مرصد الخدمات الحكومية»، حيث جاءت وزارة الداخلية، والخارجية، في مقدمة الصفوف في الجودة، وتجويد الخدمات، وهذا تدل عليه المعطيات في عمل الوزارتين الموقرتين واللتين تقدمان المثال والنموذج في سرعة الأداء، وروعة الإنجاز، ومهارة المشاريع المبدعة التي تقدمها الوزارتان. هذا التفوق يمنح الفرصة لوزارات، ومؤسسات، ودوائر أخرى، بأن تحذو حذوهما، وأن تسير بمحاذاتهما وأن تقدم كل ما يقنع، وكل ما يفرح، وكل ما يثلج الصدور، لأن الوطن يستحق هذا البذل، والمواطن يستاهل كل هذا العطاء، وما من وطن يضعه أهله في مقل العيون إلا زها وازدهر وحلق، وحقق كل ما تتطلبه الحضارة الإنسانية من تقدم وازدهار ورقي وتطور. حفظ الله الإمارات، وأدام الصحة والعافية على رجالها الأفذاذ، وأبنائها الأبطال الذين يبذلون النفس…

المصرف المركزي ضمانة مالية لمستقبل مشرق

السبت ١٣ مايو ٢٠٢٣

للمصرف المركزي في الإمارات، ساعد متين، يطوق اقتصاد الإمارات بقلادة الأحلام الزاهية، ويحفظ النقد المالي من الهزات والوعكات التي تحدث في العالم، كما أنه الطوق الحرير ووشاح الحشمة للبنية التحتية للمدفوعات النقدية والإلكترونية. العالم مر بهزات أطاحت باقتصادات، أما في الإمارات، فبفضل الله، وإرادة القيادة الرشيدة، ووعي فريق العمل المالي، استطاعت أن تروض مخالب تلك الأزمات، وأن تتجاوز المحن بجدارة، وحكمة، وقدرة. اليوم يقف المصرف المركزي قلعةً صارمة وحازمة وجازمة لبناء اقتصاد قوي في دولة تسعى دوماً بأن يكون الاقتصاد هو الطريق لبناء حياة رخية للوطن والمواطن، دولة لا تكف عن جعل الاقتصاد هو القوة الناعمة للتواصل مع المستقبل، وللوصول إلى طموحات لا حدود لها، ولا أفق، غير أفق التطور المستمر في جميع المرافق، وجميع مناحي الحياة. فالاقتصاد اليوم هو المفصل، والفاصلة لتقدم الأمم، وهو البعد، والسعد لوطن بنى قلعته الاقتصادية من إيمان القيادة الرشيدة بساعدة الإنسان أولاً، وهو ما جعل جميع المسؤولين في مختلف مؤسسات الدولة ينحون منحى الوطن، ويقفون في صف الوطن، ومن دون اقتصاد قوي، معافى من كل أشكال الوهن والعهن، لن تتمكن الدولة من السير قدماً نحو منازل التطور، وتحقيق الطموحات الكبرى. المصرف المركزي هو الزعامة، وهو الضمانة، وهو عظمة الظهر لأي مشروع اقتصادي، وهو الساعد المساند لأي فكرة تهدف إلى بناء علاقة سوية مع الحضارة…

مايو يوم التأسيس المجيد

الأحد ٠٧ مايو ٢٠٢٣

السادس من مايو، يوم التأسيس، يوم حلقت فيه النسور بأجنحة الفخر، يوم جاءت فيه الطلقة الأولى لانطلاق الإمارات نحو المجد، والسعد والوعد والعهد والسؤدد. يوم السادس من مايو 1976م، يوم تفتحت فيه أزاهير الجمال الإماراتي، يوم فيه انبعثت رسالة السلام مدعومة بالقوة، بقوة السواعد السمر، وشيم الرجال المخلصين، وقيم الأفذاذ الذين على سواعدهم تقع مسؤولية النهوض والاعتناء بالمنجز، ورعاية المكتسبات، وحماية السور العظيم بقوة الإرادة، وصلابة العزيمة، والإيمان بأن الإمارات هي المقلة، هي القبلة، هي سنبلة التطلعات، وقصيدة الطموحات الملحمية. في هذا اليوم أشرقت الشمس على الأرض، فمدت لها خيوط الشعاع، مشيرة إلى ذاك الأفق البعيد، أفق الانطلاقة المباركة، ووثبة الجياد نحو العلا، نحو غايات أسس لها بناة المستقبل، وها هم الخلف يسيرون على الدرب مطمئنين، واثقين ثابتين راسخين، متوجين بأمنيات، مدججين بآمال، حاملين معهم حزمة من كتب الغد، يقرؤون فيها المآثر فيحتذون، يتلون الأواصر فيقعدون، القافلة تمضي، مكللة بعطاء لا ينضب، مجللة بسخاء لا يجدب، مبجلة بسيرة المؤسسين الذين وضعوا اللبنة الأولى، وهي اللبنات التي تزخر بما تجود به قريحة الأوفياء، ها هي الإمارات تزهر بورود السعي والرعاية بكل جد وجديد، حتى أصبحنا في العالمين الصورة الزاهية، والسيرة الباهية، والصوت العالي، والصيت المتربع على عرش الفرادة بين الأمم. قواتنا المسلحة هي الدرع، وهي الحصن الحصين، وهي المكانة والأمانة والرزانة…