علي الأحمد
علي الأحمد
سفير الدولة المعين لدى فرنسا

الخبّاز..

الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠١٩

قهوة الصباح في برلين، غالباً ما أتناولها عند السيد هيلمان، صاحب مخبز «بروكهايم» الصغير؛ وهيلمان مهنته خبّاز، وابنه يورجن، ذو العشرين عاماً، أمضى أربع سنوات في دراسة أسس المهنة، منها آخر سنتين في مخبز والده، شرطاً مسبقاً، ليصبح عضواً في غرفة التجارة والصناعة التابعة لولاية برلين، ومن بعدها يحق له أن ينضم إلى نقابة الخبازين في ألمانيا، ولكن على يورجن، أن يجتاز الاختبار النهائي، الكتابي والعملي، ليمنح لقب «خبّاز مبتدئ». في ذلك الصباح البرليني البارد، وصل «الإيميل»، يزفّ خبر نجاح يورجن؛ كنت أشاهد الموقف عندما احتضن هيلمان، ابنه، ليقول لنا بنبرة فخر «أعلن لكم أيها الزبائن الأعزاء، بأن ابني يورجن، أصبح اليوم خبازاً مبتدئاً، وبذلك يمثل الجيل السادس لعائلتي في هذه المهنة». سألت يورجن: «ماذا درست لتكون خبازاً ؟»؛ كنت مستغرباً لطول المدة في الدراسة الأكاديمية التي تصل إلى قرابة سنتين، ثم مرحلة الممارسة العملية. أجاب يورجن «الخبز مرتبط بكل الحضارات الأوروبية، بل بحضارات أخرى كذلك. هنا في ألمانيا، منذ قرون كانت تخرج التظاهرات، عندما يرتفع سعر الخبز، بل كانت الممالك الألمانية القديمة تضع قوانين تحدد نسبة لاستخدام القمح في صناعة الخبز، بحسب حجم الحصاد السنوي، لضمان توفير الخبز للشعب، حتى تضمن التوازن وكي لا يذهب القمح، لصناعة مشروبهم التقليدي المفضل». سألت يورجن «بصراحة أنا لم أر في حياتي تنوعاً…