أمينة خيري
أمينة خيري
كاتبة مصرية

الحقوق والحريات على مقاس «التدين الفطري»… الحرب الشبابيّة المقبلة في مصر

الإثنين ٢٩ أغسطس ٢٠١٦

خمس سنوات مرت على المواجهة الصارخة الأولى بين الشباب المصري وبواطن المجتمع المحمّلة بخلطة الفخفخينا السحرية، حيث التديين القابض على السياسة والحياة العامة من تعليم وفن واقتصاد. وقبلها أكثر من ثلاثة عقود، هرمت خلالها ونضجت ووُلِدت أجيال أخرى من رحم انسحاب الدولة وترك الساحة شبه كاملة لجماعات دينية أقامت دولة موازية كاملة بخدماتها وقواعدها وقوانينها، فدانت لها أجيال شابة بالولاء الكامل. وبينهما عقد من الزمان تغلغلت في سنواته ثقافة الحقوق والحريات، وقيم المساواة والعدالة الاجتماعية بمعانيها السائدة دولياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها إلى تركيبة أجيال شابة وجدت نفسها في ما بعد إما عاجزة عن تطبيق الجانب النظري من الحقوق أو رافضة هذا التطبيق لأنه يتعارض مع ما نشأت عليه دينياً. الدين – أو بالأحرى التديين - بات إحدى أبرز مشكلات الشباب المصري التي سلطت عليها ثورة كانون الثاني (يناير) أضواء كاشفة، معرية تفاصيلها الدقيقة وكاشفة زواياها السرية التي ظن كثر أنها مستمرة مع ستر عوراتها ومن دون كشف سيئاتها. وأسوء ما يعتري فئة عريضة من الشباب المصري هذه الأونة، الفصل التام بين الحلال الذي يحبونه والحرام الذي لا يمانعون في اجتنابه، والتحليل الذي يصنعونه وفق مقاييسهم، والتحريم الذي يسنون قواعده وفق الحاجة وامتثالاً للرغبة. مجموعة شابة من مصوري قناة مصرية جلست في صالة الوصول في مطار القاهرة الدولي، تنتظر…