عائشة الجناحي
عائشة الجناحي
كاتبة إماراتية

إحساس متأخر

الثلاثاء ١٠ مايو ٢٠١٦

»لماذا تأخرت في العمل؟ ومن قابلت؟ ولماذا وكيف وأين؟«، طوق من الأسئلة القاتلة التي يخنّق بها بعض الأزواج والأبناء، لأنها تقتل المودة والرحمة وتذكي نار الشك والغيرة بين الأسرة. وفي العمل كثيراً ما نسمع عن خلافات حدثت وعلاقات تحطمت بسبب سوء الظن، فبعض الموظفين والمديرين لا يتهاونون للحظة في التسرع في إصدار الأحكام على الزملاء التي ليس لها أي وجود في أرض الواقع. »ظروف بعض البشر مدفونة في أعماقهم، فإن لم تَعرفها فأكرمهم بحسن الظن«. سوء الظن كالقنبلة التي تنفجر فتدمر كل ما هو جميل، فهي لا تعترف بصغير أو كبير، رجل أو امرأة، لأنها كاللغم يخدعك باختفائه فتصدم بعدها بإهلاكه، فلقد عانت منه الأسر وتفرق بسببه الأصحاب والإخوة وزملاء العمل، فأغلبها تأتي من وهم أو تصور سيئ في الخيال ليتحول إلى فكرة عن الناس، فالنيران الضخمة لا تأتي إلا من مستصغر الشرر. »الناس منشغلون بأنفسهم وهو منشغل يبحث عن أخطائهم«، يروي ستيفن كوفي قصته وهو في قطار الأنفاق بمدينة نيويورك، حين كان جميع الركاب في هدوء تام، أحدهم يقرأ الصحف والبعض الآخر في حالة استرخاء، فلقد كان الجو ساكناً مفعماً بالهدوء. وفجأة، يصعد رجل بصحبة أطفاله الذين سرعان ما ملأ ضجيجهم القطار، ولكن الرجل جلس بجانب ستيفن مغلقاً عينيه متغافلاً عن الموقف برمته دون أن يحرك ساكناً. بدأ ستيفن…

قاصداً لب كيانك

الثلاثاء ٢٦ أبريل ٢٠١٦

ابقَ بجانبي اليوم وإلا سوف أرحل.. منحتك قلبي ولكنك خذلتني.. بعض الأشخاص المقربين قد يدخلونك في حالة من الحميمية المريحة عندما يريدون منك شيئاً، ولكن سرعان ما تتبدد هذه المشاعر وتتحول إلى خوف وقلق وارتباك حين تبدأ عملية الابتزاز العاطفي، فالمبتز عاطفياً يستخدم بعض عبارات الخوف والإلزام والشعور بالذنب لتحقيق رغباته. إن عالم الابتزاز العاطفي في غاية الإرباك، لأن ممارس الابتزاز سواء كان زوجاً أو ابناً أو زميل عمل أو صديقاً يعرف نقاط ضعف من يبتزهم، لذا يتسم بالدهاء والمراوغة للحصول على ما يريد حتى ولو كان غير مناسب أو جيد للطرف الآخر، فالمهم تحقيق راحته النفسية. إذا نظرنا إلى الابتزاز العاطفي عن قرب فسنجد أنه ينقسم إلى أربعة أنواع، النوع الأول هم المعاقبون وهم المبتزون الذين لديهم القدرة على جعل الأشخاص الذين يتم ابتزازهم على دراية تامة بما يريدونه، والعواقب المترتبة في حال رفضهم وعدم الخضوع، فسلوكهم إما أن يكون عدوانياً أو هادئاً، لأنهم يخمدون نيران غضبهم في هدوء »إذا رفضت هذا العمل الإضافي فلن تحصل على ترقية«. أما النوع الثاني فهم القائمون بالعقاب الذاتي، حيث يلعب فيه المبتز دور المتحكم الوحيد في العلاقة، فيمارس دور الضحية »إذا لم تفعل ما أريد فسأعاني وأنت المسؤول«. من أبرز صفات من يقوم بهذا الدور هو عدم تحمل المسؤولية، ففي أي مشكلة…

فرحة تُطبع في الذاكرة

الثلاثاء ١٩ أبريل ٢٠١٦

مع تسارع وتيرة الحياة والتعرض الدائم للضغوطات، سواء كان في المنزل أو العمل أو الدراسة، قد يصاب الإنسان بحالة إجهاد فيصاب بالتعب من أقل مجهود، فلا يستطيع مواصلة حياته بالشكل المتوقع، وهي طريقة ليخبرك جسدك أن هناك شيئاً ما خطأ ولا بد من أن تعيد النظر في بعض ممارسات حياتك اليومية لتغير أسلوب حياتك قدر الإمكان. قد يخبرك أحد الأطباء "احرص على الطعام الصحي لأن فيه علاجك"، فتتساءل ما العلاقة بين الطعام والضغط النفسي الذي يعاني منه الناس. وهل تتحرك السيارة إن لم تضع لها الوقود المناسب بانتظام؟ فالطعام هو وقود الجسد بدونه ستصاب بالإرهاق مع أقل جهد. عبارات قد يراها البعض مثالية لترددها الدائم على مسامعنا ولكنها حجر أساسي في تطوير جوهرك واستقرارك الداخلي. لا تفكر في أداء أعمال كثيرة في وقت واحد حتى لا تضع نفسك تحت ضغط أو شد عصبي. وحاول مصاحبة الإيجابيين لأن التشاؤم معد فيصبح مرضاً يصعب التخلص منه. قال تعالى: »إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ« (الرعد:11)، فإذا أخذت قراراً بأنك ستتغلب على صعوبات الحياة فحتماً سيأخذك عقلك ويدلك على النجاح وإن أخذت قراراً بأنك ستفشل أو على الأقل لن تنجح فستفشل. فقرارك مهم ويجب أن يكون ملموساً في العقل وكأنك تحدث عقلك وتعطيه الأوامر والقرارات سلبية أو إيجابية. ففي…

هذا الحب إلى أين؟

الثلاثاء ١٢ أبريل ٢٠١٦

تحضِّر إحدى الأمهات ابنها الذي يبلغ من العمر ثماني سنوات، إلى مرشد نفسي، حتى تتمكن من معرفة سبب الحزن الدفين والأسى الذي يشعر به، ولكن الطفل لم يتفاعل معه، حتى طلب المرشد من الأم الخروج من المكان لإفساح المجال أمامه لتشخيص حالته، فحُزن الطفل وإنهاكه النفسي قد تكون والدته هي إحدى مسبباتها. كان حزن الطفل دافعاً ليسأله المرشد النفسي، إن كانت أمه وأسرته في البيت يحبونه أم لا؟، فيأتي الجواب الذي يشرح القضية برمتها، وهو "ما الداعي أن يكون للطفل أكثر من أم؟ فأنا لدي أم رسمية وأم حقيقية". فيتبين أن الأم تقوم بدور الإشراف بدلاً من دور المربي. أكثر ما يحتاجه الطفل من الأم، هو أن تكون صادقة في إظهار عواطفها وحبها، والذي يتبرهن من خلال ما تفعله من أجله، فطفل الثالثة يحتاج من الأم، أن تتفهم صعوباته ومحاولاته خلال لبسه أو لعبه. وفي هذه المرحلة العمرية، يتم تدريب الطفل على تحمل المسؤولية في اختيار اللبس والطعام، وتقبل نتائج قراره مهما كان. ومن الضروري ألا يتم الإفراط والمبالغة في التشجيع لما يقوم به حتى لا يصاب بالخيبة إذا فشل، فيشعر بأنها خدعته. "شو هالسؤال الغبي؟"، جملة قد تدمر شخصية الطفل، لذا، يجب على المربي تحمل المنطق لديه والسخاء في الإجابة عن أسئلته الكثيرة والمتكررة، لأنه لا منطق حقيقياً لدى…

النفور أو الانسجام

الأربعاء ٠٦ أبريل ٢٠١٦

أقصى درجات السعادة هو أن نجد من يحبنا فعلاً، يحبنا على ما نحن عليه أو بمعنى أدق، يحبنا برغم ما نحن عليه نجيب محفوظ. ولكن كيف للحب أن يستمر إذا كان ينقصه التكامل في العلاقات الزوجية؟ يعتقد أغلب الناس بالمثل القائل (الطيور على أشكالها تقع) ولكن هناك عدة أدلة على أن العلاقات الزوجية تُبنى على التكامل بدلاً من بنائها على التشابه في بعض الأحيان. فوفقاً للبنية النفسية لدى الأزواج تكون بنية الزوج والزوجة إما أم/أب أو بالغ/بالغة أو طفل/طفلة ومع الارتباط يحدث النفور أو الانسجام. قد نجد امرأة جميلة ومحبة للعطاء وبها صفات رائعة يرى الكثير أنه لا يجدر بأي رجل أن يفرط بها ولكن زوجها يقف مرتبكاً لأن وجودها لا يشبع حاجته النفسية وليس لها الشخصية المناسبة لتحقيق سعادته، هنا قد تجد بنية الزوجة النفسية »أم« والرجل »أب« لذا يحدث التنافر لأن في هذه العلاقة أحدهما فقط من يجب أن يتحكم ويملك زمام الأمور. وقد نجد رجلاً في بنيته النفسية طفل يتلذذ في الأخذ ولا يحب العطاء فتنظر له الزوجة على أنه أناني إذا كانت بنيتها النفسية بالغة. وإذا رجعنا لقصة عدم توافق الأمير تشارلز والأميرة ديانا لوجدنا أن عدم تكامل احتياجات الحياة الزوجية سبب رئيسي في رحلة الألم. فقصة الأمير والأميرة بعيدة عن الحب والعشق المتبادل الذي استمرت…

سعادة طويلة ممتدة

الثلاثاء ٢٩ مارس ٢٠١٦

كانت العائلة تجلس في المطعم عندما أتى النادل بالطعام، فشكره أحد الأطفال وهو يبتسم ابتسامة بريئة لها طعم السكر على النفس لما تحمله من معاني صادقة تجعل القلوب تبتسم حتى ولو كانت حزينة، ولكن ظل بقية أفراد العائلة صامتين. وكلما أتى النادل بشيء شكره مرة أخرى، حتى قال له والده «يكفي يا عزيزي أن تشكره مرة واحدة»، فرد عليه «قالت معلمتي أن اليوم يوم السعادة لذا أشكره ليشعر بالسعادة». ما أجمل أن يتم غرس قيم السعادة والإيجابية في مجتمع دولة الإمارات لتصبح منهجاً وأسلوب حياة بين جميع أفراد المجتمع لتحقيق هدف سعادتهم الصغير قبل الكبير. وتربية وإعداد طفل سعيد وناجح ونافع لنفسه ومجتمعه تقع على كاهل الأسرة أولاً وذلك بغرس الصفات القيادية وقوة الشخصية في نفس الطفل. فالعمل على إعداد جيل قائد يثق بنفسه وقادر على تحدي العقبات التي تعترض طريق الدولة هو هدف ضروري وأساسي في تربية الجيل القادم. فبزرع تلك الصفة في الأبناء نضمن اكتسابهم القدرة على الثبات والحفاظ على هوية الدولة ورقيها وتحقيق السعادة بعيداً عن التبعية والانزلاق في ممارسات خاطئة. فالأسرة أيضاً لها دور في بناء مستقبل واعد من خلال غرس حب الوطن في نفوس الأطفال. في اجتماع مجلس الوزراء جاء اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد،رعاه الله، لحزمة مبادرات مؤسسية تزامناً مع اليوم العالمي…

سمعت، وقالوا ويقولون

الثلاثاء ١٥ مارس ٢٠١٦

«القمة وسيلة للوصول إلى بقية القمم» – يرددها دائماً سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حفظه الله، فهو يؤمن بأن طريق النجاح لا نهاية له، ومن يظن أنه قد حقق كل شيء في هذه الحياة، فلقد قضى على نفسه وطموحاته. فالنجاح رحلة طويلة، كلما وصلت فيها إلى قمة، تطلعت للقمة التي تليها. نرى هذا التوجه من قبل القيادة الرشيدة، وطموح وجهود بعض الأفراد الذين تُرفع لهم القبعات، ولكن هل نذهل لسطحية تفكير البعض الآخر، الذي قد يتسبب بضرر كبير بحقه وحق جهة العمل. بعض الموظفين كابوس مزعج يهدد بيئة العمل، لأنه يثبط عزيمة بقية الموظفين، ويشكل عقبة ليس بالإمكان التغلب عليها، فتهدد الطاقات البشرية، ما يؤدي إلى خسارة الكثيرين للثقة الوظيفية، التي تعّد من أهم ركائز التميز المؤسسي. في بيئة العمل، يتم الالتقاء بأشخاص من ثقافات مختلفة، حيث يحمل الموظفون قناعات وأمزجة مختلفة، قد تثري المكان وتجعله على قدر كبير من التنافس والإبداع. ولكن هذه الاختلافات قد تكون مزعجة، حين يتمسك البعض برأيه فيصعّب التعامل والعمل معه. التمسك الشديد بالرأي الشخصي، يجعل الفرد عاجزاً عن التقدم، بسبب ما يحمله من أفكار سلبية عن زملائه، وهي قد تكون ناتجه عن حالة الشللية في العمل، والتي تضرب سياسة ومصلحة العمل والموظفين في عرض الحائط. يردد أحدهم «يقولون فلان بتيه ترقية، وليش…

يكفينا إهمالاً للذات

الثلاثاء ٠٨ مارس ٢٠١٦

مجموعة كبيرة من الناس تظن أن حب النفس وتقدير الذات هو نوع من الأنانية، فتهمل هذا الجانب وتنظر إليه على أنه غرور، ولكن هل هذا صحيح؟ إذ في حياتنا أنواع كثيرة من الحب من ضمنها حب الأهل والأبناء والأصدقاء وحبنا لذاتنا ولكن أي أنواع الحب الأكثر أهمية وفائدة للفرد والمجتمع. أسئلة تجرها أسئلة وإجابات تدفعها إجابات؟! قد نسمع الكثير من الكلام المتناغم كـ«فلانة حب حياتي» و«فلان ساكن القلب» ولكنها نغمات قد تعيش فترة مؤقتة وتعذب القلوب ثم تموت وتتلاشى عند أول حائط إهمال أو صد أو تعامل سيئ من الطرف الآخر، فنجد من كان يقول فلانة حب حياتي يقول لها «حولت حياتي الى جحيم» ومن كانت تقول فلانا يسكن القلب أصبحت تتمنى التخلص من جلادها. في بداية العلاقات يظن الإنسان أنه يحب الطرف الآخر فيبادله الحب والعطاء وهو في الحقيقة يبني حصاراً يعيقه عن رؤية الآخر بوضوح لأنه يسمع الكلمات التي تطرب مسامعه فلا يلبس لباساً ولا يردد من كلمات إلا ما يعشقه الآخر فيلغي رأيه الشخصي ويبدأ بتهميش ذاته بل يلغيها. أُحبك جداً.. وأعرف منذ البداية بأني سأفشل وأنّي خلال فصول الرواية سأُقتل – نزار قباني هذا هو الحب الوهمي وليس حباً حقيقياً، فهذا النوع من الحب قد يشكل نسبة 50% أو أقل والباقي أمور غامضة لا يستوعبها الشخص…

لكني أعرفها.. وهذا يكفي

الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠١٥

تتعرض الزوجة لحادث مُروّع يؤدي إلى إصابتها بشلل تام فيسبب حزناً وألماً في قلب زوج وفيِّ يؤمن بأن شراكة العمر هي مشوار طويل بحلوه ومرّه لا ينتهي حتى بانقضائه. خبر الإعاقة مؤلم سواء كان المعاق ذكراً أو أنثى ولكن ماذا عن القبول الاجتماعي والمشاكل النفسية التي تواجهها المرأة المعاقة في المجتمع العربي؟ قصص بعض النساء في مجتمعاتنا العربية تتجدد ولكنها لا تنتهي وعلى الرغم من أن المرأة لها شأن كبير في مجتمعاتنا لأنها تستند إلى أرضية صلبة توفر لها جميع حقوقها وإنسانيتها إلا أن الوضع قد يختلف إذا كانت المرأة من ذوات الإعاقة وهذا الاختلاف يمتد معها منذ الطفولة وحتى مرحلة الكهولة. المرأة المعاقة قد تتعرض لمشاكل كثيرة تبدأ من مرحلة الطفولة لخجل بعض الأسر لوجود هذه الطفلة المعاقة بسبب المعتقدات الخاطئة التي بلا شك قد تنعكس على حالتها النفسية وفرصها في تلقي العلاج الملائم فتحرم من خدمات التدخل المبكر وتزداد القيود التي تكبل حريتها وحقوقها. الاعتقاد الخاطئ لدى بعض الأسر أن مستقبل هذه الفتاة المعاقة يجب أن يحسم سلفاً بقضاء حياتها بين جدران المنزل لا لشيء إلا لأنها أنثى معاقة. هذه الفتاة قدّر لها الخالق أن تكون مختلفة بإعاقتها فلم نأتي نحن والزمان ضدها بإشغالها بالمعوقات ودفن أحلامها وسعادتها تحت الرماد. في رحلة حياة المرأة المعاقة تتم مواجهة العديد…

ابتكار متعوب عليه

الثلاثاء ٠٤ أغسطس ٢٠١٥

نقش الأثر أصعب من أن يحدث بين يوم وليلة فهي رحلة طويلة مطرقتها الإصرار لبناء خطة استراتيجية واضحة، روحها المعرفة وسرها المثابرة. في الخمسينات والستينات تقدمت التكنولوجيا بشكل كبير في صناعة الثلاجات، كإزالة وصنع الثلج آلياً، وتوالت التحديثات في مواكبة أحدث التقنيات في هذه الصناعة إلى يومنا هذا. فلقد نجح الفرنسي «فرديناند كاريه» باختراع الثلاجة عام 1859 والتي تعد من أهم الاختراعات في العصر الحديث، لما لها من فوائد عدة في توفير التخزين البارد والذي غيّر الكثير من الممارسات القديمة في تخزين الأطعمة. كان الناس قديماً يلجأون إلى وسائل مختلفة في حفظ الأطعمة كالأسماك واللحوم والحبوب، فلكل نوع من الأطعمة كان يتوجب استخدام طريقة مختلفة للتخزين، الأمر الذي تضمن هدراً للجهد والوقت، حتى ظهر أول تبريد اصطناعي بشكل مبتكر ليصنع الفرق. الابتكار هو عملية إنتاج منتج أو آلية جديدة بهدف تحسين وتطوير الكفاءة من خلال حلول جديدة تتجاوب مع متطلبات المستخدم. ولكن الابتكار ليس اختراعاً جديداً بل هو إكمال أو تعديل لفكرة بدأت مسبقاً، من خلال تحديد المشكلة ووضع الحلول المناسبة لحلها. أساس الابتكار هو الاكتشاف فالعالم ألبرت اينشتاين لم يخترع العلاقة بين الطاقة والكتلة بل اكتشفها والعالم نيوتن اكتشف قانون الجاذبية الأرضية ولم يخترعها. في 2015، صرح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله،…

روح جاهلية

السبت ١٨ يوليو ٢٠١٥

يزداد حب وتعلق الأطفال والمراهقين لمواقع التواصل الاجتماعي، فيتم تباهي البعض بعدد المتابعين والأصدقاء الوهميين على هذه المواقع «فالجديد حبه شديد». الصديق الوهمي لا يكتفي بإلقاء التحية وإرسال المقاطع التصويرية والصور المعبرة وحسب، ولكن يقوم بطلب الصور لتكون عملية الابتزاز الإلكتروني أكثر سهولة. يبدأ أحد الأصدقاء الوهميين بصف العبارات المتناغمة على ضحيته: «الحياة لا تساوي شيئاً بدونك، لم لا تبعث لي بعضاً من صورك فلقد أصبح وجودك في حياتي وطناً». الإنترنت سلاح ذو حدين فهو من جهة يساهم في تطوير وصقل مهارات وأفكار الأطفال والمراهقين، ويتيح لهم التواصل الفعال مع الأصدقاء الجدد في شتى أصقاع الأرض، ويعتبر مصدراً غنياً للحصول على المعلومات، وأداة تعليمية محفزة ومسلية. ولكن لا ننسى أن الأبناء يستطيعون الولوج إلى العالم الافتراضي الواسع الذي قد يغرقون في سلبياته إذا لم يتم إعدادهم وتحصينهم من أضراره. الشبكات الاجتماعية على الانترنت تُعَد نافذة مفتوحة للغرباء، حيث يتم استدراج المستخدمين وتهيئتهم لأغراض الاستغلال أو نشر ملفات تظهر استغلالا جنسيا واعتداء على أطفال أبرياء. ما زلت أتذكر مخاوف بعض الأسر التي كانت تنحصر في مشاهدة الأطفال الأفلام وإمكانية عرض اللقطات الإباحية التي قد تؤثر على نموهم الطبيعي في السنوات التي مضت، والآن مع التقدم التكنولوجي أصبح بث الأفكار السلبية والصور الإباحية التي لا تنسجم مع عاداتنا وموروثاتنا الاجتماعية وقيمنا الحضارية…

متلازمة تستحق الاحتواء

الأحد ١٧ مايو ٢٠١٥

مما لا شك فيه أن الوالدين يصابان بصدمة أو عدم تقبل الخبر حين يتم تشخيص الطفل بمتلازمة داون وكأنها صفعة مؤلمة لكيانهما تنسف الآمال وتشكل مأساة يصعب التعايش معها. فإذا كانت تربية الأبناء صعبة وتحتاج إلى جهد وصبر، فتربية الطفل المعاق أكثر صعوبة. لكن إذا تم التغلب على صدمة الخبر وبدأ الطفل يكبر فقد تتلاشى مشاعر الخوف عند البعض ويصبح لوجود هذا الابن طعم آخر. متلازمة داون هي مجموعة من الصفات النفسية والجسدية تنتج بسبب مشكلة في الجينات والتي تحدث في مرحلة ما قبل الولادة، وأغلبية الأطفال الذين يعانون من هذا المرض يتميزون بضعف في العضلات ونسبة الذكاء ومشاكل في القلب والأمعاء والتنفس وتتراوح أعراضها بين معتدلة إلى حادة، وتشخيص الأطفال يختلف بناء على حدة الأعراض. لم يثبت وجود علاج لهذا المرض ولكن بالتشخيص المبكر ومتابعة حالة الطفل باستمرار تكون معظم الأمراض المرتبطة بهذا المرض يمكن معالجتها. نجاح تربية أي طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعتمد على ردة فعل الوالدين وكيفية تقبلهما للخبر، والذي يكمن في رسم صورة وخطة واضحة للمستقبل. البعض يصدم من الخبر، لكن تتبدد مشاعر الحزن إلى مشاعر الرضى بقضاء الله وقدره، والبعض الآخر يتفاجأ من الخبر فتتكون مشاعر اللامبالاة فيتم معاملة هذا الطفل بقسوة وكأنه حمل ثقيل على كاهل الأسرة، فيحرم من الاهتمام ويحرم من دمجه…