بلقيس فوزي
بلقيس فوزي
كاتبة وناشطة إعلامية

امرأة في رحلة البحث عن ذاتها

السبت ٠٣ مارس ٢٠١٨

المرأة في مجتمعنا واقع حي لا جدال في وجودها وأهمية دورها، فقد تختلف الأدوار من ربة منزل وموظفة وطالبة ومسميات في وقتنا الحالي لا حصر ولا مثيل لها، لكن تظل في ختام القصة تلك التاء المربوطة بالحنان والعطاء، تختلف أدوارها مع اختلاف الزمان والمكان، الأنثى ذلك المخلوق الرقيق كيف اكتشفت في ذاتها ذلك الطموح القوي؟ كيف لأنامل الفتاة الجميلة أن تخوض في مهن تحتاج لقوة تحمل وقدرات شاقة؟ ما يحيرني في عصرنا الحالي هو المهارات الفريدة من نوعها التي امتازت بها نساء اليوم. ما أثار فضولي مؤخراً تلك التساؤلات التي تدور في عقلي لما سمعته في الماضي عن المرأة بأن مكانها البيت وحاجتها لظل تتكئ عليه. لنقف نتأمل موقفين كل منهما يقف مواجهاً للآخر على ضفةٍ مختلفة. المرأة الموظفة التي تستيقظ صباحاً لتتحمل أعباء الحياة من مسؤوليات، مصاريف، وماديات لتفكر بالمستقبل وكيف تؤمن الحياة التي تحلم بها لنفسها ولأسرتها، فتجد نفسها هي من تدفع الفواتير وتؤمن مصروف المنزل وتسعى لتحقق راحة مادية لذاتها وتشتري احتياجاتها دون رجل يمد يد العون، بل وتوفر احتياجات أسرتها ومن حولها، نطقت بلسان حال الفجر لتعبر عن حاجتها لذلك السند الذي تتكئ عليه بين حين وآخر، فيكون لها المعين والمعيل. مهما حققت من إنجازات وطموحات ووصلت لأعلى المراتب تظل تحن لذلك الاستقرار بين زوايا بيتٍ…

تأملات في الحياة

الإثنين ٢٩ يناير ٢٠١٨

نسمع عندما نولد أول صوت ينطق «الله أكبر الله أكبر» فنستشعر دون وعي ذلك الانتماء الجميل لديانة الإسلام، وتبدأ من هنا مسيرة الحياة لنصعد السلم درجة تلو الأخرى، فنبدأ بتعلم أول الأحرف الأبجدية، ونميز حواسنا بأحجامها واختلافها ونستكشف العالم من حولنا، فننتقل للمرحلة التالية وننضم للصف الأول في المقعد الأول لنظل نحلم أن نحقق «الأول» في كل تحدي نخوض فيه، نطور مداركنا لنكتسب أولى علاقاتنا بالآخرين فنكون أصدقاء جددا قد لا نذكر أسماءهم اليوم والبعض منهم مطبوعة صورهم في مخيلاتنا إلى يومنا هذا، ولكننا نذكر تلك المعلمة التي تميزت بشيء فريد نشتم رائحته من عطفها حتى لا نكاد نتذكر من ملامحها سوى ما قدمته من حب ورقي في التعامل لتترك بصمة جميلة فينا، تجبرنا الأيام على فراق الأصدقاء الذين نحبهم لننتقل من مدرسة لأخرى ومرحلة للتالية، نفقد في كل مرحلة أشخاصاً لنكسب بالمقابل آخرين، فتبدأ المرحلة الثانوية لنعيش المغامرات وأجمل القصص والحكايا فيها، ليمتاز ذلك العمر بشغفنا تجاه أحلامنا وقدرتنا على تحقيق مرادنا، فكلما كبرنا نضج العقل وقلت احتمالات اللامعقول والمستحيل. ها نحن دون إدراك تمتص الحياة منا طباعاً لتكسبنا عادات أخرى، في الماضي كلمة تقال عن طريقة لبسك أو حديثك قد تحزنك وتجعلك تقضي اليوم تفكر بعيوبك حتى تولد لديك عقدة من لقب أطلقوه عليك قديماً، واليوم قد تسمع…

الخوف من التغيير

الإثنين ٢٣ أكتوبر ٢٠١٧

الانتقال من عمل إلى آخر يخلق التغيير في يومنا ورونق إطلالتنا، والإنسان حين يسعى لإحداث تغيير ما في حياته ينعكس ذلك على طاقته إيجاباً أو سلباً، وذلك يعتمد بالدرجة الأولى على نوع التغيير، نجد العديد من البشر يستسلمون لروتين الحياة الممل خوفاً من ذلك التغيير، وكأنه الشبح المهيمن على أوهامهم واعتقاداتهم بتلك المقولات العقيمة «اصبر على مجنونك حتى لا يأتي اللي أجن منه» وغيرها من الكثير من المعتقدات الراسخة في أذهاننا. الخوف الذي بداخل كل منا عليه أن يندثر لنستبدله بشجاعة المبادرة، يقال «من دق الباب لقى الجواب» وفي حياتنا إن لم نطرق أبواب الفرص ونحارب الخوف ونسعى بهمة عالية فلن نصل إلى نتيجة، المكافح دوماً هو من يحقق النجاح الذي يساعده على إبراز ذاته والارتقاء بدرجات سلمه في الوظيفة، والحياة، إما أن نرسم لأنفسنا رؤية وهدفاً أو سنعيش يومنا نسعى خلف تحقيق أهداف الآخرين ورؤاهم. البحث واكتشاف الجديد سنة الحياة وبه تولد الانطلاقات والإبداعات التي تركت بصمة على مر السنين، ما من مبدع أو مبتكر أو صانع للتغيير رضخ لأن يكون أداة تحركها الفرص كيفما تشاء، وفي هذا الجانب يخطر على بالي العديد من الشخصيات التي رسمت فعلاً نجاحات وتركت بصمة وخلقت الفرص ولم تنتظرها، حتى أصبحت علامة مضيئة بحد ذاتها. تجول في مخيلتي العديد من الأفكار حول وصول…