حمد الكعبي
حمد الكعبي
رئيس تحرير صحيفة الاتحاد

الأفضل والأسوأ في الميدان

الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٩

من المهم أن نقرأ أسباب الضعف الإداري التي هبطت بخمسة مراكز حكومية إلى تصنيف «الأسوأ»، في إطار نتائج تقييم 600 مركز خدمي في 29 جهة اتحادية، خصوصاً في ما يتعلق بمعايير الخدمات، وكفاءة الموارد البشرية، وإسعاد المتعاملين، إلى الحد الذي أعفى خمسة مديرين من مناصبهم، ووضع الجهات الخمس تحت ورشات إعادة تأهيل، وضغوط نحو الصعود إلى المستوى التنافسي مع المراكز الخدمية الخمسة الأفضل في الدولة. مركز بريد الإمارات في منطقة الخان في الشارقة، استحق تصنيف الأسوأ، لأنه يعاني غياب الجودة الخدمية المطلوبة، تبعاً للمواصفات والشروط الحكومية الإماراتية، المعروف عنها ارتفاع معياريتها، ثم إن السعادة، بما هي هدف أساسي للحكومة، لم يحققها المركز في الاتجاهين، فانعدام الرضى الوظيفي انعكس حكماً على إسعاد المتعاملين، ما شكّل خللاً إدارياً كبيراً، استوجب العلاج السريع! أيضاً، وعندما نقرأ نتائج التقييم، نتذكر أننا وقفنا في دوائر حكومية فترات متفاوتة للانتظار، وكنا لا نشاهد إلا قلة من الموظفين، فيما عدد المراجعين يزداد، دون رد فعل إداري لتسريع إنجاز المعاملات. هذا ليس ظاهرة عامة، لكن ذلك لا يمنع من وجود نوع من التراخي الإداري الذي تجب مواجهته بوضوح، وقد أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «لدينا الجرأة لتقييم أنفسنا وفرق عملنا، وتكلفة إخفاء الأخطاء والتقصير أكبر بكثير». نعم.. ليس سهلاً على مدير مركز خدمات…

«الأخوة الإنسانية» وإرادة البناء

السبت ١٤ سبتمبر ٢٠١٩

تتسارع الخطى نحو متابعة نشر وتطبيق مبادئ «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي تعد صفحة مشرقة في التاريخ المعاصر، شاركت قيادة الإمارات بوعيها وحكمتها في كتابتها، لتخرج من الإمارات للعالم متسقة مع السياق التاريخي والإرث الثري لمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رجل المحبة والسلام. وفي هذا الصدد، جاء انعقاد اللجنة العليا للأخوة الإنسانية المعنية بتحقيق الأهداف الواردة في الوثيقة، أمس الأول، ليضيف معنى جديداً للأخوة الإنسانية، تمثل في اختيار 11 سبتمبر رمزاً لإرادة بناء الحياة والأخوة، في موازاة العمل على مقترح للأمم المتحدة بتحديد يوم للأخوة الإنسانية، إضافة لمشاريع ومبادرات أخرى تنبثق جميعها من مبادئ الوثيقة. «إرادة بناء الحياة والأخوة» كانت الأساس في كون الإمارات المكان الأفضل للعيش، حيث المجتمع المتماسك الذي لا يعرف الأحقاد أو الكراهية، والاقتصاد القوي الذي ينعم في ظله الجميع. هذه الإرادة التي كانت ولا تزال منهجاً إماراتياً، عملت الدولة على ترسيخه، واتخذته عنواناً لتعاملها مع دول العالم، متطلعة إلى أن تعيش الأجيال المقبلة أخوة في الإنسانية. واليوم.. يأتي اختيار 11 سبتمبر، تاريخ انعقاد اللجنة، كرمز لإرادة بناء الحياة والأخوة، ليحاكي الوجه الحضاري للإمارات في تسامحه وإصراره على البناء بإرادة قوية وإيمان عميق بالإنسان أياً كان معتقده أو جنسه أو لونه، وفي تمسكه بآفاق التواصل الراقي وتشبثه بالمسار الإنساني الذي…

«مليونية الوفاء»

الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٩

ردّ اليمنيون في «مليونية الوفاء» حينما اندفع مئات الآلاف في عدن وحضرموت والمروة وشبوة وأرخبيل سقطرى في مسيرات شعبية مؤيدة للتحالف العربي، وجّه خلالها المشاركون الثناء والتقدير للإمارات والسعودية، على جهودهما في دعم الأمن والتنمية في اليمن، منذ انطلاق عاصفة الحزم في العام 2015. ردّ أهل الجنوب على وزراء «الإخوان» في الحكومة، ورفضوا اتهاماتهم الأخيرة للإمارات، فهم يعرفون تضحيات جنودها، وفرقها الإنسانية، ويعرفون كم مدرسة دمرتها جرائم الحوثي وحلفائه من الإرهابيين، وأعادت الإمارات بناءها أو تأهيلها وتجهيزها مكاناً لائقاً بأطفال اليمن، وحقهم في التعليم. يعرفون كيف تصدت فرق الإغاثة الإماراتية لمحاولات تجويع الجنوب، وسلبه الأمن والأولويات المعيشية، لإخضاعه للمشيئة الإيرانية. اليمنيون الذين احتشدوا في «مليونية الوفاء» للإمارات والسعودية، عاشوا أربعة أعوام صعبة، أعاق خلالها التمرد الحوثي وتحالف الإرهاب كثيراً من مشروعات البناء، وتأهيل البنية التحتية، وتشغيل المؤسسات الصحية والتعليمية، وتحت كل تلك الصعوبة، كانت قواتنا المسلحة تعمل بكفاءة وإخلاص، وكان الهلال الأحمر الإماراتي حاضراً في كل مستشفى وعيادة ومدرسة، وأوجد حلولاً عاجلة لتفشي الأمراض، والنقص الحاد في مطاعيم الرضع والأطفال. الآباء والأمهات والطلبة والموظفون والعمال الذين خرجوا في مليونية الجنوب، لا يعنيهم تباكي حزب «الإصلاح» على معاقل الإرهابيين الذين وجهت لهم قواتنا ضربة، ضمن قواعد التحالف، وفِي إطار منع الميليشيات المسلحة من تهديد جنود التحالف. لقد عاشوا أياماً، اختلط فيها…

نغرد لبلادنا ولا نشبه خصومنا..

الخميس ٠٥ سبتمبر ٢٠١٩

عندما يجلس مواطن في مقهى، ويريد زيادة مستوى التفاعل مع حسابه على «تويتر»، فلديه ما يشاء من مساحات التعبير، ومن خيارات المحتوى، على أن يتوخى كتابة رأيه، ولا يتقمص دور المسؤول أو السياسي الرسمي، ويخوض في شؤون حساسة، ليبدو في موقع يخوله الإدلاء بتصريح، أو الكشف عن معلومة مفترضة، أو المطالبة بإجراء سيادي.  الحديث هنا عن النقد المحدد والواضح الذي وجهه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لـ «العبث والفوضى» على وسائل التواصل الاجتماعي، اللذين يستنزفان رصيداً متراكماً منذ خمسة عقود من الصدقية والنزاهة والاحترام، وليس عن حرية التعبير وهوامشها، والقوانين والمبادئ التي تنظم عملها، فسموه من أكثر القادة العالميين حضوراً في الإعلام الاجتماعي، ويعرف مكاسب اتساع طبقة المعلومات والأفكار رقمياً، بفضل ثورة الاتصال، وانعكاسها على التنمية والازدهار. نعم، هناك «عبث وفوضى»، وقد شاهدنا عناوينها وتفاصيلها في التفاعل مع الحدث اليمني الأسبوع الماضي. تابعنا أكثر من وسم، وقرأنا تغريدات ضارة بسمعة الإمارات، تزامناً مع ضربات وجهتها قواتنا المسلحة للميليشيات الإرهابية في عدن، ومع حملات مكثفة تشنها علينا قطر وتركيا وخلايا الإخوان المنتظمة في جيوش إلكترونية على اتساع الشبكة. لدينا معركة جدية مع الإرهاب في اليمن، ولا يجب أن تكون تحت رحمة مغرد، أعجبته جملة معينة، فأطلقها وسماً، وتبعه آلاف المؤيدين. بعض مَن غرّد مطالباً بانسحاب قواتنا من اليمن،…

العبء «الإخواني» على الرعاة

الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠١٩

هل بات «الإخوان» عبئاً سياسياً ثقيلاً على الرعاة في الإقليم، ولا سيما في محطتي الهروب والاختباء التركية والقطرية، بعد تزايد الانسحابات من الجماعة، والتعبيرات الشبابية الغاضبة داخل قواعد «الإخوان» من مركزية القرار لدى قياداتهم الهاربة، والاستئثار بمزايا ضيافة الممولين، وما إلى ذلك من صفقات ومصالح تجارية، في إطار بيع الوظائف والأدوار وشرائها. الواقع، أن أصواتاً عالية ومسموعة في تركيا وأوروبا والعالم العربي بدأت فعلاً في تقليب ملف حضور «الإخوان» في الدول الراعية، وإحصاء مقدار الخسارات، والفرص السياسية والاقتصادية الضائعة، جراء إيواء أشخاص مدرجين على معظم قوائم الإرهابيين في المنطقة والعالم، وما يتبع ذلك من سمعة سيئة وفقدان ثقة في المجتمع الدولي. العبء «الإخواني» على تركيا واضح، ولا تخفيه أحاديث السياسيين. الشهر الماضي، نصح زعيم المعارضة في البرلمان التركي كمال كيلتشدار أوغلو بلاده بـ«التخلص من الإخوان»، وخاطب رجب طيب أردوغان، بصفته الحليف الأول للجماعة، بأنه «إذا أرادت أنقرة ألا تخسر في السياسة الخارجية، فعليها التخلي عن الإخوان، والتصالح مع مصر». هذا جزء من تيار داخل الحياة السياسية التركية، يرى بأن أردوغان أضر بمصالح تركيا مع العالم العربي وأوروبا، عندما وفّر بعد 2011 ملاذاً آمناً لقيادات إخوانية في بلاده، ورأى كثيرون في هزيمة مرشح حزب «التنمية والعدالة» في بلدية إسطنبول مؤخراً، تعبيراً آخر عن سخط شعبي على أردوغان، ورفضاً لدعمه «الإخوان»، والمقامرة…

«اللؤلؤة اللامعة»..

الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٩

تجني الإمارات كل يوم ثمار صدقيتها واتزانها في المشهد الدولي. الحفاوة الصينية بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تؤكد مكانته قائداً عربياً واثقاً بقدرة بلاده على مجاراة العالم المتقدم، فاسم الإمارات بات مرادفاً للدول الحديثة التي حققت معدلات عالية في التنمية والازدهار، في عقود قليلة، مثل غيرها في آسيا، القائدة المقبلة للقارات. نحب أن نرى كيف يستقبل بلد عظيم مثل الصين قائداً إماراتياً. وسم زيارة سموه تصدر ترند الإمارات في وقت قصير. تابعنا الاستقبال الاستثنائي الذي بدت فيه احتفالات تراثية وشعبية، ولاحظنا ارتفاع مستوى الحفاوة في الضيافة، وهذا شأن أساسي لبنات وأبناء الإمارات، يزيدنا ثقة وطموحاً ببلادنا وقيادتنا، فنحن نعرف أن بلادنا نجت من شرور السنوات الماضية في المنطقة بالحكمة والولاء للبيت المتوحد، وأن العالم ينظر إلى ذلك بكثير من الإعجاب الواضح في عمق العلاقة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الصيني شي جي بينغ. أحببنا ما رأيناه، وندرك أن الشعب الصيني يعرف كثيراً عن الإمارات، فمعهد الشيخ زايد لتدريس اللغة العربية في بكين، يخرِّج أفواجاً من الصينيين الناطقين بالعربية، منذ العام 1994، وقد تكفل ببنائه وتجهيزه، رحمه الله، ومد بزيارته إلى الصين في العام 1990 جسوراً قوية لعلاقة مثالية بين البلدين، تتعدى مفهوم التعاون…

إلى الصين مجدداً

الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠١٩

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يتوجه هذا الأسبوع إلى الصين، استمراراً لسلسلة طويلة من اللقاءات المتواصلة بين قيادتي البلدين في الأعوام الأخيرة اللتين تتطلعان إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية في راهنها، والاستعداد لمستقبل واعد، ربما يغير معادلات القوى والمراكز في العالم، مع صعود مؤشرات عدة على الثقل الكبير لآسيا القريبة جداً لنا، وللصين، القطب المنادد الجديد. تشير الأرقام إلى أن «نحو 60 % من التجارة الصينية يعاد تصديرها عبر موانئ الإمارات إلى أكثر من 400 مدينة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، إلى جانب أن الدولة ثاني أكبر شريك تجاري للصين، مع احتفاظ الإمارات بموقعها بين أكبر الدول تصديراً للنفط، لهذا العملاق الآسيوي، المنافس المقلق لكبار المراكز السياسية والاقتصادية في عالم اليوم. هذا جزء من علاقة متراكمة ومستمرة بين البلدين، بعد 35 عاماً على بدء علاقاتهما الدبلوماسية، وهذه انعكاسات لقوة الصلات التاريخية بينهما في أكبر قارات العالم مساحة، وأكثرها اتساعاً في الأسواق والفرص، بما يثير نقاشاً وتساؤلات في أميركا وأوروبا، فالصين تنهض إلى جوار قوى أساسية أيضاً كاليابان وكوريا الجنوبية والهند في تكتل سكاني قاري، يزيد قوامه على أربعة مليارات نسمة، ويشكل أكثر من 60 % من البشر. العام الماضي، سجّل التبادل التجاري بين الإمارات والاتحاد الأوروبي نحو 47 مليار دولار،…

حسن نصرالله مجدداً

الإثنين ١٥ يوليو ٢٠١٩

يتحدث الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله عن التوتر في المنطقة، متقمصاً شخصية أي جنرال إيراني، يرفع قبضته، ويسرف في النبرة الدعائية والعدائية ضد الإمارات والسعودية، في مناسبة الذكرى الثالثة عشرة لمغامرة حزبه العبثية في حرب يوليو 2006، التي كلفت لبنان أكثر من 1200 قتيل، وآلاف الجرحى، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، ويبدو أنه لا يزال عالقاً في تلك الحقبة، ولَم يستوعب المتغيرات والزلازل اللاحقة في الشرق الأوسط. المقابلة لقناته «المنار»، وقد كرر فيها لغة الإعلام الرسمي الإيراني، بكثير من الوعيد والتهديد، وأعاد لنا سيلاً من ذكريات التاريخ القريب، عن محو إسرائيل من الخريطة، والقدرة على تدميرها من حيفا إلى إيلات، ولَم يخرج عن المتوقع حتى في تخيله قدرة الردع الإيرانية على مواجهة العالم بأسره، متجاهلاً أزمة حليفه الاقتصادية الخانقة، التي بلغت أسوأ مراحلها مع انهيار عملته، وعجزه عن ضبط الاحتقان الشعبي، المدفوع بالتضخم وغلاء المعيشة والبطالة. الواقع، أن لهجة حسن نصرالله في الأشهر الأخيرة تحديداً، تعكس جانباً مهماً من أزمة إيران، وذلك قبل أزمات «حزب الله» المتعددة في سوريا ولبنان، وأذرعه في اليمن. فهو يحاول التغطية على مجازفات طهران في الإقليم، التي بلغت أقصى توترها وانفعالها وتخبطها بدعم تنظيمات إرهابية صغيرة، تفجر ناقلات النفط، وتعتدي على سلامة الملاحة في الإقليم، بسلوك عصابات، لا يستقيم مع الدعاية المركزة عن «دولة…

للتاريخ عين تقرأ وأذن تسمع

الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٩

منذ 25 مارس 2015، تتمسك الإمارات بثوابت أساسية تجاه اليمن الشقيق. لم تتغير ميدانياً وسياسياً، إلا وفق اعتبارات المعركة على الأرض، وتبعاً لما يقرره العسكريون من انتشار تكتيكي في هذه المنطقة أو تلك، أو لدعم قوات الشرعية في خريطة الحرب، أو لدرء الأذى عن المدنيين، فنحن إزاء عدو، يعتبر الأحياء السكنية، والمستشفيات، والمساجد أهدافاً حيوية لإرهابه الأعمى. مثلاً، فإن إعادة انتشار قواتنا المسلحة في الحديدة، لأغراض تكتيكية، تصب في هذا الاتجاه، مثلما هو الحال في نهوض الإمارات بمسؤوليات ميدانية لقطع إمدادات الحوثي، عبر الموانئ، وكذلك الأمر بالنسبة للعمليات الحربية التي حالت دون طموح القاعدة وداعش في إنشاء تشكيل تنظيمي في المكلّا، واستنساخ تجاربهما السابقة في سوريا والعراق. طبيعة العدو، ومصادر موارده، وتوحشه ضد المدنيين، دوافع أساسية وراء تحريك القوات ونشرها، تبعاً لاعتبارات عسكرية بحتة، تحسب مخاطر الإرهاب على المدنيين بدقة، غير أن الثوابت الإماراتية ما تزال في مساراتها الأساسية: القضاء على إرهاب الحوثي وحلفائه، وتثبيت أركان الشرعية، والحل السياسي، وخلال ذلك كله، تخفيف آثار الحرب على الشعب اليمني، باستدامة المساعدات التنموية والإنسانية، التي بلغت أكثر من 20 مليار درهم في الأعوام الأربعة الأخيرة. والحوثي، الوكيل الإيراني الواضح، يعلم تزايد خساراته العسكرية، وانكشاف أكاذيبه الإعلامية، إلى جانب انعدام صدقية روايته حول ما يحدث على الأرض، على الرغم من ضخامة الإنفاق الإيراني…

أم اللولو ونور أبوظبي وسط عتمة وضجيج

الأحد ٣٠ يونيو ٢٠١٩

ثمة إنجاز وطني على الأرض، بعيداً عن التجاذبات والصراخ السياسي في المنطقة. ثمة مواطنون يعملون بإخلاص وصمت، وسط هذا الضجيج الإعلامي من حولنا، وحين نواصل بهذه الدافعية والابتكار، فذلك لأننا اختبرنا سنوات طويلة من الصراعات المحيطة والأزمات القريبة والبعيدة، ولَم نجد ما ينفعنا إلا في نهضة بلادنا، وعلو شأنها في الإقليم والعالم. نتذكر مفاصل الأزمة المالية العالمية، وما تخللها من حروب وفوضى، قبل أعوام قليلة. نتذكر المشروعات السياسية الدولية، والتبشير باليأس والخراب وانعدام الفرص في المنطقة. لا ننسى أننا خلال ذلك كله، أنجزنا عشرات المشروعات الاقتصادية الضخمة، ودخلنا مراحل متقدمة من التصنيع والاندماج في الثورة الصناعية الرابعة، وفِي الوقت نفسه، حافظنا على بلادنا من شرور التطرف، ونظرنا في مصلحتنا الوطنية قبل كل شيء، وكلما زادت الزلازل من حولنا، تمسكنا بالاستقرار وأضفنا إلى مشروعنا منجزاً وطنياً جديداً. كانت النهضة الإماراتية ولا تزال على قدر كبير من التخطيط والإصرار على مواصلة البناء. ذلك أن الدول الراسخة أمناً واستقراراً ورخاء اقتصادياً، لا تقع فريسة للخوف والقنوط من المستقبل. ونحن كذلك، واجهنا التطرّف والإرهاب، وساعدنا أشقاءنا العرب على العبور من عتمته بالتنوير الثقافي، وبالتنمية الفاعلة، وتوازياً ظلت ورشة الإنجاز الإماراتية محافظةً على شجاعتها وقوتها وزخمها، بكل ما تعنيه الثقة بالذات من معانٍ ودلالات وشواهد. في الأيام المتوترة الماضية، حيث ارتفعت موجات التشنج هنا وهناك،…

الإقامة الذهبية

الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠١٩

توطين الاستثمار مثل جلبه، يحتاجان إلى تشجيع حكومي وتسهيلات إجرائية في الدخول إلى الدولة، والإقامة، والاستقرار المعيشي والعائلي، وهذا الشأن بات هاجساً لكثير من الدول في السنوات الأخيرة، في إطار التنافس على جذب رؤوس الأموال الإقليمية والعالمية، بصفتها عاملاً قوياً من عوامل تنشيط بيئة الأعمال، ودورة الاقتصاد عموماً. بعد الأزمة المالية العالمية الأخيرة، أصبحنا نتابع سباقاً إعلانياً بين هيئات تشجيع الاستثمار في عددٍ من قارات العالم، لإغراء المستثمرين بتوطين أعمالهم في مشروعات تجارية، في مقابل تسهيلات في الإقامة والضرائب والرسوم، ولاحظنا أن الأزمة العقارية التي اجتاحت معظم العالم كانت محركاً أساسياً لذلك، فتملّك شقة سكنية في إسبانيا، أو البرتغال، أو لاتفيا، بسقوف سعرية محددة، يمنح صاحبها إقامة في الاتحاد الأوروبي، ويعفيه من تعقيدات تأشيرة «شينغن» في حرية الحركة بين دول الاتحاد. «الإقامة الذهبية» التي دشنتها الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، قبل أيام، لا تحتاج ضامناً، وتضع حلولاً مباشرة لأوضاع مستثمرين يعيشون في الإمارات منذ سنوات، ولآخرين، تسعى الدولة إلى جذبهم نحو مناخ الاستثمار المحلي، والاستفادة من متانته، وفرصه، وعوائده التجارية المجزية، فهذا النوع من الإقامات يستهدف أولاً نحو سبعة آلاف مستثمر مقيم في الدولة، وهؤلاء مؤهلون لـ«الإقامة الذهبية» خمس أو عشر سنوات، قابلة للتجديد، وفقاً لحجم رأس المال، فضلاً عن توفير بيئة صديقة للاستثمار في بلادنا. «الإقامة الذهبية» ليست فقط تجاوباً…

نحن والـ«جي 5»

الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٩

من الولايات المتحدة إلى أوروبا والصين، ينشغل السياسيون والمبرمجون وخبراء أمن المعلومات بجدل واسع حول تقنية الجيل الخامس للاتصالات «جي 5»، يتفرع إلى أكثر من وجه لهذه الثورة العالمية الجديدة، ومكاسبها المعرفية الهائلة، وأهميتها في التقدم البشري، مثلما يطال النقاش مخاطرها في فتح المجال أمام سيطرة «إنترنت الأشياء» على حياتنا، دون القدرة على الردع البشري، وكذلك جوانب تتعلق بالتجسس واختراق المعلومات الأمنية الحيوية للدول. هناك قلق عالمي وترقب. وأيضاً هناك مَن يطالب بالانتظار إلى حين التدشين الرسمي للتقنية، المتوقع العام المقبل، كما في بعض الدول الأوروبية. أما الولايات المتحدة، فعبرت بوضوح عن مخاوفها من نفاذ الصين إلى شبكتها المعلوماتية الخاصة، ومنع الرئيس دونالد ترامب الشركات الأميركية من بيع منتجاتها إلى شركة «هواوي» الصينية، على الرغم من أن ذلك يلحق ضرراً بالشركات الأميركية نفسها. ما يهمنا في الإمارات، أننا لسنا أقل انشغالاً من العالم بكل وجوه ثورة الجيل الخامس، وسنكون من أوائل الشعوب التي تستفيد من إمكاناتها وقدراتها، في الوقت الذي تحمي فيه الأطر التشريعية والتنظيمية خصوصية المعلومات، وأمنها، وهذا يتصل بقوانين عدة، وكذلك ببروتوكول الإنترنت في الإمارات، وبالشروط التي تضبط بموجبها الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات عمل مزودي خدمات الاتصال. لا نقلل من شأن القلق في العالم، لكن أعددنا ما ينبغي لاستقبال «جي 5»، وسنراقب مع غيرنا مستقبلها. الأهم هو…