حازم الأمين
حازم الأمين
كاتب وصحافي لبناني

صرخة سورية في وجه أردوغان

الإثنين ٢٢ يناير ٢٠١٨

من أطلق على رجب طيب أردوغان لقب «أسد السنّة» لا يملك حساسية أخلاقية حيال «أسد سورية»، لا بل هو معجب إلى حدٍ بعيد بـ «أسد» بلاده، بصفته نموذجاً يجب إطاحته لإحلال «أسدٍ» مشابه مكانه. ومناسبة هذا الكلام استئناف جماعات سورية موالية لأردوغان هذه العبارة في سياق حربه على أكراد بلادهم. والحال أن المرء يعجب من قلة اكتراث أردوغان بالحسابات السورية في سياق تقلباته من موقع إلى موقع، ومن حرب إلى حرب. بالأمس القريب ذهب في خطابه ضد بشار الأسد إلى حدود وصف «صديقه القديم» بالشيطان الرجيم، وها هو اليوم يعود أدراجه إلى موسكو وإلى طهران غير مكترث بما تجرّه هذه العودة من تداعيات على حلفائه من الجماعات السورية المعارضة. وإذا كان من الطبيعي أن يتقدم الحساب التركي حسابات الرجل في سورية، فإن الحساب السوري لا يتقدّم على ما يبدو حسابات أتباعه السوريين. وهذا شأن الجماعات المستتبعة في كل حروبنا الأهلية. وأردوغان غير المكترث للحسابات السورية وما تجر تقلباته عليها من مآسٍ واختلالات، يشبه في قلة اكتراثه، شريكاً إقليمياً آخر له، هو طهران، فالأخيرة بدورها خاضت حروباً هائلة في سورية لم تقم فيها أي اعتبار للحساب السوري. قُتل في هذه الحروب مئات الآلاف من خصومها المذهبيين ومن حلفائها المذهبيين أيضاً، ولم يعن لها هذا أكثر من أثمان «طبيعية» لحرب الحفاظ على…

المقاومة ومحاولات «ستر عورتها» التي كشفها بوتين

الأحد ١٢ يونيو ٢٠١٦

الاستعانة بعلم نفس الجماعات تساعد أكثر على فهم ظاهرة المبالغة في تمجيد عملية تل أبيب والذهاب في إدانة ظهور الكاتب الفرنسي من أصل لبناني أمين معلوف على شاشة تلفزيون إسرائيلي، إلى حد إباحة الدم. فالمبالغة هنا ليست سياسية، وهي ليست أخلاقية أو قيمية، إنما هي استجابة تعويضية نفسية لحالة هبوط هورموني ناجمة عن تخبط خطاب الممانعة بحقيقة أنه اليوم في سورية عاجز عن تورية موقعه إلى جانب الحليف الروسي الذاهب في علاقته مع تل أبيب إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه من ود. المبالغة في اعتبار عملية تل أبيب «إنجازاً هائلاً» وفعلة معلوف «خيانة هائلة» ضرورية للتوازن النفسي، والاعتقاد بأن المبالغة جزء من سجال ومن مراوغة لتأكيد «ثوابت»، أمران خاطئان. ذاك أن المشهد جلي ولا يمكن دحضه بتخوين معلوف ومن وقف إلى جانبه. الوثبة الممانعاتية في وجه معلوف هي فعل لا واعٍ وشيزوفريني ساع إلى ترميم صدع نفسي عميق. فالمشهد هو على النحو التالي: فلاديمير بوتين، الحليف الأكبر في سورية، وصانع إنجازات الممانعة في السنة الأخيرة في سورية، يهدي نتانياهو دبابة كان غنمها جيش النظام السوري من الجيش الإسرائيلي. فعلة مكثفة الدلالات لا يمكن لخرافة الممانعة أن تلتف حولها. وفي ما يتعدى الدلالات الرمزية، يستقبل «الرفيق بوتين» شيطان الكيان الغاصب بنيامين نتانياهو في الكرملين، وعلى مائدة اللقاء، كما قال ناطق…

حرب إيرانية في العراق من دون شريك سني

الأحد ١٥ مارس ٢٠١٥

يرعى الأميركيون في العراق انتصاراً شيعياً على السنة. هذا أسوأ ما يمكن أن يحدث للعراق، ذاك أن الأقنعة في الحرب على «داعش» مُزقت تماماً. قاسم سليماني يقود الهجوم وينشر مزيداً من الصور لنفسه، وأحد قادة الحشد الشعبي يقول لمحطة أميركية: «لقد أصبحنا على مسافة كيلومترات قليلة من قبر صدام حسين»، فيما يكشف جنرال أميركي حقيقة أن من يُقاتل «داعش» في تكريت إنما هم عشرون ألفاً من قوات «الحشد الشعبي الشيعي» وأقل من ألف من مقاتلي العشائر السنية. وافق الأميركيون على ما يبدو على أن من يجب أن يهزم «داعش» هم الشيعة، ولم يبذلوا مع الحكومة العراقية جهداً لبلورة عدو سني لـ»داعش». لا شيء أوضح من هذه الحقيقة. وهي انبعاث رديء للبوشية (نسبة إلى الرئيس السابق جورج بوش) حين قررت أن إسقاط الديكتاتور صدام حسين يجب أن يترافق مع تهميش السنة في العراق، فكان أن فشلوا في نصرهم. ها هو أوباما يصنع صدّام جديداً، فالممارسات التي حولت مجرماً كصدام حسين إلى ضحية تتكرر اليوم مع أبو بكر البغدادي. فالحشد الشعبي الشيعي يُقاتل اليوم على أرض السنة في العراق وفي مدن السنة، وهو يترافق مع تزخيم هائل للشعائر المذهبية، وعلى وقع لطميات الانتصار على السنّة لا على «داعش»، كما يترافق مع حرص إيراني واضح على تظهير مشاركة ضباط الحرس الثوري في القتال.…

عن «داعش» الإيراني… وعن العراق أيضاً

الإثنين ٠٢ مارس ٢٠١٥

بينما العالم منشغل بـ «داعش»، وبالمستوى المشهدي غير المسبوق الذي بلغته جريمته، أصدرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» تقريراً عن ممارسات الميليشيات الموالية لإيران في العراق، مثل «عصائب أهل الحق» و»كتيبة بدر» ومجموعات «أبو فضل العباس»، وكشف التقرير الموثق بشهادات ضحايا ومسؤولين عراقيين حكوميين وشهود، بالإضافة إلى أشرطة فيديو ومعاينات لجثث ومقابر جماعية، أننا حيال «داعش» موازٍ. في التقرير، وردت معلومات موثقة عن عمليات إحراق مساجين وإعدام فتية والتمثيل بجثث. وأرقام الضحايا في منطقة معينة مئات، يبلغ تكرارها في المناطق آلافاً. أما المناطق التي شهدت هذه الانتهاكات، فورد في تقرير المنظمة الدولية عنها ما حرفيته: «وثقت هيومن رايتس ووتش خمس مذابح لسجناء في الموصل وتلعفر وبعقوبة وجمرخي وراوة. وفي كل هجمة، كانت أقوال الشهود تشير إلى قيام جنود من الجيش أو الشرطة العراقيين أو من ميليشيات شيعية موالية للحكومة، بإعدام السجناء عبر إطلاق الرصاص، وفي حالة واحدة قام القتلة بإشعال النار بعشرات من السجناء، وفي حالتين ألقوا قنابل يدوية داخل الزنازين». ليست «هيومن رايتس ووتش» وحدها من وثّق هذه الجرائم. «نيويورك تايمز» أيضاً نشرت تحقيقاً عن هذه الممارسات كانت سبقت فيه «هيومن رايتس ووتش»، وكذلك فعلت شبكة «سي أن أن» الإخبارية. والحال أن جرائم الميليشيات الموالية لإيران، سبق بعضها سقوط الموصل بيد «داعش»، وأعقب بعضها هذا الزلزال. ولهذا التعاقب الزمني وظيفة…

مَن أحرق معاذ الكساسبة؟

الأحد ٠٨ فبراير ٢٠١٥

لا، ليس القتل حرقاً جديداً علينا، و «داعش» إذ فعله، إنما لم يأت بجديد. الذهول هو الجديد، وهو أمر يُبشر بأننا بدأنا نتحسس ما نحن فيه. في معظم حروبنا الأهلية شهدنا عمليات إحراق جثث. في العراق تبادلت الميليشيات الطائفية المتقاتلة حرق جثث قتلاها. في كردستان العراق تُقدم نساء كثيرات على الانتحار عبر إحراق أنفسهن تفادياً للعار، وتقول جمعيات نسائية هناك أن هؤلاء النسوة يُدفعن من جانب ذكور العشيرة إلى هذه الفعلة، وبعضهن يُحرقن وتُثبت الوقائع بصفتها انتحارات. وفي الماضي القريب (سبعينات القرن الفائت) لاحظ باحثون أن الانتحار حرقاً هو خيار المنتحرات، واعتبر انتحاراً بدائياً غيرياً وهو نادر وتشهده الأرياف والبيئات غير المدينية. أما إحراق الغير فينطوي على رغبة تطهيرية، يُطهر خلالها الحارق نفسه من شعور بالعار والخذلان. لطالما ارتبط فعل الحرق في وعي الحارق برغبة في انتهاك ما هو أكثر من جوهر سياسي في جسد المحروق. القتل هنا أكثر من سياسي، وأكثر من انتقامي. هو رغبة في انتهاك أكثر من إنسانية الإنسان. انتهاك جوهره ومعناه. ولطالما أيضاً لاحت امرأة وراء فعل الحرق، ذاك أن المرأة في وعي الحارق هي ما يجب أن يُنتقم له أو منه. وفي هذه الحال يستحيل الحرق فعلاً نفسياً، ويستحيل أيضاً استجابة هذيانية لشعور بأننا نحرق في ضحيتنا عارنا. نفنيه ولا نُبقي على أثر منه. والحال…

حلف واشنطن – طهران… هدية العالم لمن؟

الأحد ٠٧ ديسمبر ٢٠١٤

المبادرة الآن بيد «داعش»، هذا ما أفضى إليه التحالف المستجد بين واشنطن وطهران. فالمشهد اليوم على النحو الآتي: «داعش» يتقدم في سورية، فيما تُعلن واشنطن بلغة شبه محايدة أن طائرات إيرانية قصفت مواقع لـ «داعش» في العراق من دون استشارتها، وطهران إذ تنفي الخبر، تُرفق نفيها بالقول إنها لن تتوانى عن دعم الحكومة العراقية في مواجهة الإرهاب! نحن نشهد فعلاً فصولاً من تحول كبير، وهو، شأن التحولات السابقة، لا يخلو من احتمالات مآسٍ جديدة. فالإدارة الأميركية في قرارها الانكفاء حسمت أمرها على ما يبدو وقررت تسليم طهران مهمة ملء الفراغ الذي ستخلفه. لم تعد صور قاسم سليماني يقود العمليات العسكرية ضد «داعش» في العراق المؤشر الوحيد إلى قرار واشنطن. فما رشح من اجتماعات فيينا كان مؤشراً أهم. تأجيل إعلان الاتفاق ستة أشهر سببه الصعوبات التي قد تواجهها واشنطن مع حلفائها التقليديين في الإقليم، خصوم طهران. أما الأخيرة فقد باشرت المهمة. لم تعد أميركا «الشيطان الأكبر»، ويتركز الآن خطاب الممانعة التي تقودها طهران على «داعش». لنراقب مثلاً زيارة نوري المالكي إمارة «حزب الله» في بيروت. فنائب الرئيس العراقي كان في استقباله في مطار بيروت رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، وفُرش السجاد الأحمر له في مقر «حزب الله» في مليتا، واقتصرت زياراته على أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله ورئيس مجلس…

رحلة «الجهاد» السهلة إلى سورية… ربما هذه هي

الأحد ١٢ أكتوبر ٢٠١٤

حين اتصلت المراهقة الفرنسية من أصل مغربي بشقيقها، من مخبئها في ريف حلب، قالت له إنها سعيدة هنا وتشعر بأنها تعيش في «عالم ديزني». ونقلت وكالة «رويترز» عن شقيقها، أن شقيقته البالغة من العمر 15 عاماً، والتي هربت من عائلتها المقيمة في جنوب فرنسا إلى سورية والتحقت بـ «داعش»، كانت في طفولتها التي لم تكد تغادرها بعد، شغوفة بعالم ديزني، وأنها كانت تعيش حياة عادية في كنف عائلتها، علماً أن حوالى 10 في المئة من الأوروبيين الملتحقين بـ «داعش» شابات ومراهقات تولت مافيات «جهادية» أوروبية تهريبهن إلى سورية والعراق، ونشطت في هذه المافيات نساء تولين إقناع المراهقات. ولا يبدو هنا أننا حيال ظاهرة دياسبورية، ذاك أن بين «المهاجرات» إلى «داعش» أوروبيات مسيحيات ويهوديات الأصول والنشأة. المراهقة الفرنسية التي أبلغت شقيقها أنها تعيش في «عالم ديزني» الذي كان شغفها في طفولتها، أصابت بتشبيهها هذا ملمحاً لـ «داعش» لطالما ألح على مراقبي هذا التنظيم، وعلى متقصّي أخباره. فلـ «داعش» وجه غير واقعي، أو ربما غير متصل بأكثر من خيال مراهقة. صحيح أنه حقيقي، وهنا تكمن المأساة، لكن الحقيقة حين تصبح غير واقعية، تحمل في هذه اللحظة احتمال الموت. فلنا هنا أن نلاحظ كماً هائلاً من الحقائق غير الواقعية. الذبح المصور والسبي واجتثاث الحاضر، كل هذه الحقائق «الداعشية» لا تحيلنا على الواقع، وهي…

سرعة لبنانية مستجدة في الالتحاق بـ «الجهاد العالمي»

الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠١٤

ألقت السلطات الدنماركية القبض على سيدة من أصل لبناني كانت تجمع تبرعات لـ»داعش». ليس هذا خبراً عابراً. إنه مؤشر إذا ما أضيف إلى مؤشرات سبقته في الأشهر القليلة الفائتة، فإن على اللبنانيين أن يباشروا إحصاء مزيد من الوقائع المفضية إلى حقيقة أنهم بدأوا يتفوقون على غيرهم من مجتمعات المنطقة في مجال «الجهاد العالمي». فقبل نحو شهرين تم الكشف عن أن الذباح الرئيسي في «داعش» هو أسترالي من أصل لبناني، وقبل ذلك أيضاً أقدم شقيقان سويديان من أصل لبناني على تنفيذ عملية انتحارية مشتركة في منطقة تل كلخ السورية. وقابل ارتفاع نسبة مساهمة الدياسبورا اللبنانية في «الجهاد العالمي»، ارتفاع في مساهمة «السلفية الجهادية اللبنانية» المقيمة في هذا «الجهاد» أيضاً، فأقدم طرابلسيان خلال الشهر الفائت على تنفيذ عمليتين انتحاريتين في بغداد، وغادر عشرات من المدينة ومن محيطها للالتحاق بـ»داعش» ما أن أعلن البغدادي خلافته. المساهمة اللبنانية في «الجهاد العالمي» بقيت، حتى سنتين انقضتا، الأدنى بين مساهمات دول ومجتمعات مجاورة. «السلفية الجهادية» لم تُرسِ تقاليد نشاط لها في لبنان في ذروة نشاطها العالمي، واقتصر انتشارها فيه على مجموعات ضيقة ونخب لم تتمكن من تجاوز عتبات مساجدها. لا مفتين لها ولا فتوات، ومن سعى إلى الإفتاء والفتوة فيها من بين اللبنانيين لم يلق الكثير من التجاوب. وفي لائحة ضمت 700 اسم من مقاتلي «القاعدة»…

حين أفرج النظام عن «أبو خالد السوري» وحين قتلته «داعش»

الأحد ٠٢ مارس ٢٠١٤

محض «مصادفة» هو ما حمل النظام في سورية على الإفراج عن «أبو خالد السوري» (محمد بهايا) في 17 كانون الأول (ديسمبر) 2011، ليعود الرجل ويؤسس مع آخرين تنظيم «أحرار الشام» الى أن انتهى قتيلاً قبل أيام على يد «داعش» بعد أن كلفه أيمن الظواهري التوسط بين «الدولة» و«النصرة». لم يكن النظام يعرف أن محمد بهايا هو صديق الظواهري وبن لادن وظل «أبو مصعب السوري». فقد كان يعتقد بأن أبا خالد مجرد سوري مظلوم، وأراد إنصافه سعياً إلى إبداء حسن نية في حينها تجاه السوريين الذين كانوا باشروا ثورتهم. أهداهم النظام بهايا، لكن الرجل لم يُقدِّر كرم الرئيس السوري، وما ان أُفرج عنه حتى باشر بتأسيس «أحرار الشام». ومحض «المصادفة» هذا كان النظام سقط به آلاف المرات، بدءاً بشاكر العبسي وصولاً إلى جميع القادة السوريين للفصائل التكفيرية التي تقاتل السوريين اليوم. ولكن لا بأس فلطيبة القلب أثمان، والنظام يدفعها اليوم، بعدما أفرج في بداية الثورة عن حوالى ألف «جهادي» كانوا يكابدون في سجونه. وها نحن نشهد اليوم في أدبيات الممانعة ضم تعبيريَ الإرهاب والتكفير إلى القاموس «الممانعجي» نفسه، فيستقر التعبيران الى جانب أشقائهما، أي الصهيونية والنيوكولونيالية الخ...، علماً أن الإرهاب في أكبر استخداماته ووفقاً للدلالات السائدة التي أعطيت له من نتاج العصف الذهني للمحافظين الجدد، وهي «آباء كل أنواع الاستعمار». والحال…

وثيقة عن «الحرب المرغوبة» بين «داعش» والنظام

الأحد ١٠ نوفمبر ٢٠١٣

لم يطرأ تغيير كبير على خطاب النظام في سورية بين حدثي إطلاقه شاكر العبسي من السجن في 2006 وإيفاده إلى لبنان ليُنشئ «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، وبين إطلاقه المساجين الإسلاميين السوريين من سجن صيدنايا ليتولوا نقل الثورة إلى مواجهة مسلحة مع النظام. في الحدث الأول تولى حلفاء النظام السوري من اللبنانيين اتهام «تيار المستقبل» بالوقوف وراء العبسي، وها هو النظام يتهم المعارضة السورية ودولاً في الجوار بالوقوف وراء «النصرة» و «داعش». معظم القادة السوريين لـ «داعش» و «النصرة» هم من المفرج عنهم من سجن صيدنايا. معظمهم قاتل في العراق بتسهيل من النظام في سورية، وعاد إلى سورية واعتقل وأفرج عنه خلال الثورة السورية. أبو محمد الجولاني أبرزهم، ولكن أيضاً زهران علوش وحسان عبود وبهاء الباش وغيرهم عشرات، ممن تملأ فيديواتهم اليوتيوب. لكن الأهم على هذا الصعيد، وهو ما صار شبه أكيد، هو إطلاق النظام مصطفى الست مريم، أو ما يسمى في أدبيات السلفية الجهادية «أبو مصعب السوري». فهو، وبعد أن سلمته السلطات الألمانية للنظام السوري، اعتبر القبض عليه في حينه الإنجاز الأثمن في أعقاب 11 أيلول (سبتمبر) 2001. للأخير مساهمات كتابية في «الجهاد العالمي»، ووجهة خاصة في العمل العسكري، فهو اختلف مع أسامة بن لادن في أفغانستان، بعد أن دعا إلى ضرورة حل «القاعدة» ومبايعة…